(العودة للمساجد بعد إغلاقها بسبب جائحة كرونا)
الحمدلله، وأصلي وأسلم على عبده ومصطفاه، ونبيه ومجتباه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد
فإنه قد حل بالعالم داء فتاك، وبسببه شلت الحركة الاقتصادية، وتوقفت وسائل الشحن إلا ما ندر، وارتبك الساسة والسوقة، وكان الناس في هول مستطير، ومرض من مرض، وتوفي من توفي.
وفي الثامن من شوال من العام ١٤٤١؛ عاد الناس إلى مساجدهم، وفتحت أبواب المسجد النبوي الشريف
عادوا بحذر وترقب، مستخدمين ما أرشدت إليه الجهات المختصة من الاحترازات الوقائية، من لبس الكمامة والقفازين، وأن يحضر معه سجادة خاصة به، وأن تكون المسافة بين المصلين مترين، وبين الصفين صف شاغر...
أقول: الأهم من ذلك هو أن تؤوب القلوب إلى ما يرضي علام الغيوب...
أن يعود الناس إلى الفطرة التي فطروا عليها...
أن يسعوا جاهدين في إرضاء باريهم - جل وتقدس -، وألا يلتفتوا إلى إرضاء الناس إذا كان على حساب سخط الجبار - جل جلاله -...
المهم: أن يعتبروا ويدكروا وينزجروا، وأن يحذروا أن يتعظ بهم غيرهم، وأن يكونوا عبرة للآخرين، فهذه إنذارات ربانية؛ يخوف الله بها عباده، ويريهم قدرته، كما يريهم رحمته...
الأهم: أن يعودوا إلى صلة أرحامهم، والرحمة بمساكينهم، والإحسان إلى الجار... أن يعودوا إلى القول اللين، والخلق الهين... أن يصافحوا الملكوت العلوي بصفاء روحي، وطهر نفسي... أن يربؤوا بأنفسهم عن سفاسف الأمور وأراذلها، وأن يتحاشوا مجادلة السفهاء، والإقبال على من يخوضون في آيات الله مستهزئين كافرين بها...
الأهم: أن يتصلوا بالله على وجه الدوام، وألا تغرهم بهارج الدنيا، التي هي أنتن من جيفة حمار!
الأهم: أن تقوى رابطة الدين؛ فلا قومية ولا عصبية ولا جاهلية ولا قبلية ولا أحزاب ولا فرق ولا جماعات، إنما جماعة واحدة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة الصالح من الصحابة وتابعيهم من أصحاب القرون الثلاثة المفضلة؛ التي عناهم صلوات ربي وسلامه عليه بالخيرية، وأنهم خير الناس كما في الحديث الصحيح.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طيبة المطيبة - الاثنين ١٤٤١/١٠/٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق