(الاستقرار في طبرجل)
الحمدلله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا ريب أن لكل أحد هموما يعيشها ويحياها؛ فواحد همومه منصبة في تحصيل المال واكتسابه واكتنازه، وآخر همومه في أن يصبح يوما ما كأحد القدوات التي يراها أكثر شهرة أو جمالا أو مالا، أو منصبا أو جاها، أو تأليفا لكتب أو كتابة في صحف أو مجلات، أو ظهورا إعلاميا في شاشات التلفزة، أو على محطات الإذاعات، إلى غير ذلك من هموم الناس كما ترون...
وإنني لما باشرت أول سنة لي في التعليم الحكومي في طبرجل - كمعلم لمواد التربية الإسلامية - في عام ١٤٤٠؛ كنت مترددا في المكوث فيها؛ للدعوة إلى الله تعالى، ونشر العلم الشرعي، المؤصل من الكتاب والسنة، وعلى منهاج خير سلف الأمة - خاصة وأن أحد المشايخ بالمدينة المصطفوية، نصحني بالبقاء هنا، وهو الشيخ الفاضل/ د. فهد بن ضيف الله العمري؛ حفظه الله ورعاه، وأعقب له في ذريته خيرا -.
وإنني اليوم/ الجمعة بتاريخ ١٤٤٠/٧/٢٢؛ قد عزمت المكوث هنا في طبرجل، والاستقرار فيها؛ لأفسر أعظم كتاب لم يقم المسلمون بحقه، ألا وهو القرءان الكريم، صوتا وصورة - بإذن الحي القيوم -، لمدة عشرين سنة؛ حيث سأتقاعد بعدها - على غالب ظني -؛ لأتفرغ أكثر لنفسي، وأسرتي، والمجتمع؛ نشرا للخير والفضيلة، وردعا للشر والرذيلة، وتأليفا للكتب، وجمعا للخاطر والفكر؛ فماذا بقي من الدنيا لأكمل عملي الوظيفي الأكاديمي المحدد بزمن دخول وزمن انصراف؟!!!
وفي الإجازات الصيفية وبين الفصلين أكون في طيبة الطيبة دار الهجرة والنصرة، مقر إقامتي الأصلية التي ولدت فيها بتاريخ ١٤١٤/٨/٧.
اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، واجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصل اللهم وسلم على عبدك ومصطفاك، ونبيك ومجتباك، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأبرار، والتابعين لهم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الجمعة- في الطائرة بين حائل والقريات ١٤٤٠/٧/٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق