الثلاثاء، 19 مارس 2019

تقوى الإله

كثيرا ما كنت أسمع ما يؤذي مسمعي، ويدمي فؤادي؛ من جاهل مكانة الكلمة في القلوب، وأثرها فيما تترك من ندوب، أو عالم بكل ذلك، ولكنه الجهل بالجهل؛ أعني أنه يجهل جهله؛ فلذلك يطلق لنفسه العنان، ولا يلجمها بتقوى الرحيم الرحمن، ويزينها بالحلم والتروي والأناة؛ فكانت هذه الأبيات المتواضعة، التي كتبتها على عجالة من أمري، وتشتت في فكري؛ حيث غربتي عن أهلي، وبعدي عن أحبتي وداري؛ فاللهم جملنا بالستر، وزينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة للخلق إلى الحق، يا إله الحق، يا أرحم الراحمين.
والحق أن السبب المباشر في كتابتي لها موقف وقع من أحد الطلاب تجاهي؛ حيث رمى علي كلمة نابية، ولا يمنع ذلك من تراكمات جرت علي؛ فولدت من رحم تلك المواقف مجتمعة هذه القصيدة، التي أقول فيها:
ولقد سمعت من الجهول مقالة * تدمي الفؤاد بجهله المتمادي
يا أيها الرجل المصغر قدره * بالسب إني حافل بودادي
لا أحملن في الصدر أي ضغينة * الله يشهد عالم بفؤادي
إني محب هائم في حب من * نطق الشهادة حاملا للزاد أعني التقى في قوله: "وتزودوا" * تقوى الإله تدر بالإسعاد
سعد القلوب بذكره في خلوة * طوبى لعبد سامع منقاد
حفظ الحدود معظما حرماته * سمح الخليقة مكرم في النادي
لا ينطقن بجهالة في غضبة * حفظ اللسان بحضرة الأشهاد
ليس الحسود هو التقي لربه * نعم التقى للفرد والأعداد
تقوى الإله تقي مصارع سوأة * تهب العباد منازل الأسعاد
تقوى الإله بها الصعود إلى العلا * تجني الثمار بها بغير كساد
تقوى الإله بها تنزل نصرنا * والدحر للأعداء والحساد
تقوى الإله بها صلاح قلوبنا * من غفلة وتمرد ورقاد
تقوى الإله بها العلوم تدفقت * في القلب فيضا من لدن إمدادي
فليسعد الأبرار لا لا ييأسوا * فالبر لا يبلى وربك هادي

شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
طبرجل- الأحد ١٤٤٠/٥/٢٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق