الجمعة، 21 يوليو 2017

قصة آدم عليه السلام...دروس وعبر

(تلخيص خطبة الجمعة)

(قصة آدم عليه السلام...دروس وعبر)

١- الملائكة لا يعلمون الغيب، الله وحده من يعلم الغيب ومن يطلعه عليه ببعضه "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا* إلا من ارتضى من رسول..." أي: فإنه يخبره ببعض الغيب.

٢- في قوله تعالى على لسان الملائكة: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) وقفتان:

الأولى: الملائكة لا يعلمون الغيب؛ فمن أين لهم أن الخليفة الذي سيكون في الأرض من الله "يفسد فيها ويسفك الدماء"؟

قال بعض العلماء:

أ- لأن الجن قبل خلق آدم عليه السلام عاثوا في الأرض فسادا وخرابا؛ فظنوا أن هذا من هذا.

ب- وقيل: بل اطلعوا على اللوح المحفوظ.

الوقفة الثانية: لم تقل الملائكة ذلك على سبيل الاعتراض، حاشا وكلا؛ بل على سبيل الاستفهام والاستعلام؛ فإنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

٣- لماذا خرج بنو آدم مختلفين طباعا وأشكالا وألوانا، خلقا وخلقا؟

لأن الله أرسل أحد الملائكة، فقبض قبضة من وجه جميع الأرض، وخلطها، ولم يأخذ من مكان واحد؛ بل أخذ من تربة بيضاء وحمراء وسوداء؛ فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، فمنهم الأبيض والأحمر والأسود، وبين ذلك، والسهل والصعب، وبين ذلك، والخبيث والطيب، وبين ذلك.

٤- ما هي منزلة آدم عند الله؟

أ- خلقه الله بيده من طين لازب، أي: قوي صلب متماسك.

ب- نفخ فيه من روحه.

ج- أسجد له ملائكته.

د- صوره في أحسن تقويم.

ه- علمه الأسماء كلها.

٥- لماذا تكبر إبليس - لعنه الله - عن السجود لآدم - عليه السلام -؟

لتكبره، وعناده، وإعجابه بنفسه، وقياسه الفاسد؛ حيث فضل النار على الطين، والطين خير من النار، وذلك لأن مادة الطين فيها الخشوع والسكون، والرزانة والتواضع، والحلم والأناة والنمو، ومنها تظهر بركات الأرض...وأما النار؛ ففيها الخفة والطيش، والسرعة والإحراق.

٦- لم يكتف إبليس بتكبره وإبائه عن السجود لآدم - عليه السلام -؛ بل أخذ يتوعد ذريته من بعده بالإضلال والإغواء، والترصد لهم على الصراط المستقيم. وقد حذرنا الله منه، وأمرنا أن نتخذه عدوا لنا، وأخبرنا أن عباد الله ليس عليهم سلطان من الشيطان؛ فإن الله يتولاهم برحمته وحفظه ورعايته (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا). الإسراء: ٦١- ٦٥.

٧- أهبط إبليس وطرد إلى الأرض مذموما مدحورا، وهو لا يزال في إضلال بني آدم حتى يكبهم في النار على وجوههم صاغرين.

٨- أمر الله آدم وزوجه حواء - عليهما السلام - بسكنى الجنة، وأن يأكلا منها من حيث شاءا، إلا شجرة واحدة فلا يقرباها، ولكن وسوس لهما الشيطان، وزين لهم عملهم، وحلف لهم على ذلك أنه لهم ناصح، حتى أكلا من الشجرة التي نهيا عنها، فبدت عوراتهما، ثم لما اعترفا بالخطيئة وظلمهما لأنفسهما، وسألا الله المغفرة والرحمة؛ غفر الله لهما ورحمهما وهداهما (وعصى آدم ربه فغوى* ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى). طه: ١٢١- ١٢٢.

٩- أهبط آدم وحواء - عليهما السلام - وإبليس إلى الأرض، أمروا أن يهبطوا من الجنة حال كونهما متعادين متحاربين.

من الدروس والعبر في قصة أبي البشر أبينا آدم - عليه السلام - ما يلي:

أ- المعصية شؤم على صاحبها، فانظر كيف أهبط آدم - عليه السلام - إلى الأرض، وكيف أخرج منها؛ لمخالفته بعدم الأكل من الشجرة. وكيف طرد إبليس مذموما مدحورا إلى الأرض؛ لتكبره عن السجود؟!

ب- الاعتراف بالذنب والمعصية والخطيئة، والاستكانة والتضرع، والتوبة والإنابة، وطلب المغفرة والرحمة من الله؛ يقرب إلى الله، ويدني من رحمته وعفوه ومغفرته.

ج- على المسلم التسليم لأمر الله دائما وأبدا، وألا يغتر بحجم الذنب مهما صغر؛ فما أخرج ولعن إبليس إلا لكبره، وما أهبط آدم وأخرج من الجنة إلا بأكله من الشجرة.

د- وجوب اتخاذ المسلم الشيطان عدوا له، وألا يتولاه هو أو ذريته من شياطين الإنس والجن.

ه- الغيب لا يعلمه إلا الله، ولله في حكمه وأمره وتدبيره حكم ظاهرة، وأخرى لا نعلمها.

و- الله وهو في عليائه وكبريائه حاور إبليس على ما تلبس به من كبر وعجب بنفسه وعناد!

ز- عباد الله ليس عليهم سلطان من الشيطان.

تلخيص/
عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الجمعة ١٤٣٨/١٠/٢٧.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق