السبت، 12 أكتوبر 2024

قيد الخاطر- (بين المادة والروح)

قيد الخاطر- (بين المادة والروح)
متى يشعر الإنسان بالحب الحقيقي لا المزيف؟ متى يشعر بالامتنان والسلام الداخلي؟ متى يحقق السلامة النفسية والعقلية والفكرية؟ متى يتخلص من سموم تفاهات ما يصدره الإعلام؟ متى يستشعر النعم التي بحوزته في خضم ما يرى من مشاهد خيالية لا تعكس الواقع المعاش؟ متى نتخلص من النظرة المادية، لنعيش الروحانية في أبهى صورها؟
الطريق إلى تحقيق ذلك طويل للغاية، وأقصره من حشا قلبه بالصدق واليقين، لا يقين يعني: لا سلام، لا أمان، لا حب، لا استقرار.
أهم ما زرعه الأعداء فينا: هو حب الدنيا وكراهية الموت، وتغليب المادة على الروح، وذلك هو الداء القاتل، والمعضلة القاهرة، ولا علاج لذلك إلا بتعميق الجانب الروحي في تفكيرنا ونظرتنا لأنفسنا والآخرين، وتفسيرنا للحياة، تغليب الجانب الروحي على المادي، ومن عاش كذلك؛ عاش بسلام، واستقرار، وحب، واتزان، ومن غلب الجانب المادي، أوشك أن يكون في صراع مع النفس والآخرين والحياة، فلا حب، ولا سلام، ولا استقرار، وأقل من القليل من يتفهم ذلك، دعك من العامة؛ بل حتى ممن يدعون الثقافة والعلم، والحياة تجارب، والموفق من يتفادى - بعلمه واطلاعه وتهيئته الإيمانية والنفسية والعقلية - المصاعب والعقبات بصبر وحزم وثبات، فلا قلق ولا اضطراب. ما أصعب الحياة على من يعيشها محاطا بالمادة والماديين، حتى انسل السم المادي فنهش في روحه، وأكل من طمأنينته، فلم يعد يأبه بمطعم وملبس ومسكن، إن طمعه كل يوم في ازدياد، ولا يملأ فاه إلا التراب، إلا أن يموت، فهو في الدنيا في صراع مع المادة بالطمع، إلا أن تخرج هذه الروح، أما من يغلب الجانب الروحي فإنه في سعادة إلى أن يموت، بل حتى في قبره، وعند بعثه، لأنه عاش كما أراد الله، معلقا بالعرش "بالمعاني الروحية العلوية" لا بالحش "بالمعاني المادية الأرضية".

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
طبرجل- السبت- ١٤٤٦/٤/٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق