(أخذ الدين بقوة...بين السلف والخلف!)
كل ممنوع مرغوب!
والعاقل لا يساير مجتمعا في تقاليد مخالفة للدين الإسلامي، ولا في أعراف أو طقوس أو ما شابه ذلك مما درج عليه الناس قديما وحديثا.
وللأسف البالغ - وأقولها بكل مرارة وحسرة -:
إن كثيرا من المسلمين - اليوم - قد انغمسوا في التقاليد المذمومة للشرق أو الغرب - من لباس أو هيئة أو قصة شعر ونحو ذلك، وأعظم ذلك: اتباعه في باب الشبهات، فيدعو البعض إلى تجربة ما عمله الغرب من فتح باب الحريات حتى في باب الإلهيات...!-.
وللأسف - وأقولها بكل مرارة وحسرة -:
إن أمة الإسلام اليوم مضطهدة في دينها وأخلاقها وقيمها، ومغزية - بشتى أنواع الغزو؛ السياسي، والعسكري، والثقافي، والاجتماعي، وأعظم ذلك: الغزو الفكري - ولا زال الكثير في سبات عميق، ولعله لا يستفيق حتى يقع الفأس في الرأس، وتأكل النار الهشيم؛ فيصبح المجتمع العربي الإسلامي قد صبغ بصبغة الغرب الكافر المنحل؛ في هيئته وتقاليده وأفكاره ودينه؛ فيخرج جيل ليس معه زاد من التقوى يقيه جحيم الشهوات، وحميم الشبهات، ولفح الشكوك والملذات!
جيل هجين مستورد؛ قد انغمس في تقليد المجتمعات البعيدة عن تطبيق الإسلام كما فهمه نبي الرحمة - عليه الصلاة والسلام -!
جيل هش، لا يملك ما يدافع به عن دينه العظيم، ونبيه الكريم - عليه أفضل صلاة وأتم تسليم -!
وأقولها - وبكل أسى ولوعة -:
إن مصيبتنا في الشباب ليست بأعظم من مصيبتنا في بعض من ينتسبون للدعوة الإسلامية، وينصبون أنفسهم في مجالات لا يقيمون لها حسنا، ولم يعرفوا بأخذ العلم عن أهله؛ فلذلك تخبطوا - خبط عشواء - في منهجهم الذي اختطوه لأنفسهم؛ فمنهم من أطلق الفتاوى بلا تريث ولا حكمة - وهو ليس بمفت -!
ومنهم من نكص على عقبيه، وارتد على رجليه، وتلون - تلون الحرباء - في كل حدث يمر على الساحة الإسلامية!
ومنهم ومنهم، وما أكثرهم!
ولو قرأنا سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين المهديين بعده، وأصحاب القرون الثلاثة المفضلة الأولى؛ لرأينا البون واسعا، والفرق شاسعا!
كانوا يأخذون الكتاب بقوة، ولا يخافون في الله لومة لائم، يقولون الحق ولو على أنفسهم، فهم يدعون إلى الحق لا إلى أنفسهم، أو ما يوافق رغباتهم وأهوائهم، بخلاف كثير من أهل زماننا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومما عمت به البلوى في زماننا وعصرنا هذا:
١- تصدر الجهلاء والحمقاء والمغفلين في وسائل الإعلام - التي لا يحسنون في غيرها صنعا -!.
ترى الكل يتحدث ويفتي في الدين!
ترى من يستحسن بعقله ورأيه!
ترى أفعالا ليست من شيم العرب فضلا عن كونها مجافية للإسلام!
ترى التنابز بالألقاب، والطعن في الأنساب، وإحياء العصبيات القبلية، والموروثات الجاهلية!
ترى الاستهانة بحرمات الله، والتجرء على القدح في الثوابت والمسلمات!
ترى من ينظر ويحاور ويجاهد بقلمه وفكره - لإرضاء الغرب الكافر - ليستبدل حكم الله بحكم البشر "ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون". النساء.
"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما". النساء.
٢- عدم تطبيق بعض الدعاة المنتسبين إلى السنة بالسنة؛ مثل: تخفيف اللحية إلى ما دون القبضة بكثير - مع الاعتراف بأنها سنة -!
ومثل: التعدد في الزوجات.
ومثل: الإطالة في القنوت في صلاة التراويح والقيام في رمضان أزيد من قراءة القرءان الكريم!
ومنه: الترتيل وتحسين الصوت في الدعاء، والتزام أحكام التجويد فيه!
وكذا: التزام أدعية معينة، وفيها سجع وتكلف.
وأيضا: الإطالة في خطبة الجمعة فوق الصلاة نفسها!
وكذا: التزام منهج السلف الصالح في الدعوة إلى الله، وسائر المعاملات، لا تجد ذلك إلا في قلائل، وأصبح ينفر منهم بلا حجة ولا برهان، إلا ما يلقيه الشيطان إلى أوليائه من زخرف القول وغروره!
وحجة القوم: هذه هيئات وأفكار متشددة متزمتة، لا تناسب عصرنا، ولا يأخذ الناس بها، ولا يأخذ الناس عنا إن نحن تمسكنا ذلك!
وكتبه/ أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء ١٤٣٩/٩/٢٨.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق