الاثنين، 25 ديسمبر 2017

شرح منتقى الأخبار؛ للحذيفي

(شرح منتقى الأخبار؛ للحذيفي)

قوله تعالى: (والذي قدر فهدى) أي: هدى كل مخلوق لما خلق له، ولما فيه مصلحته، وهذه هداية عامة، هداية كل مخلوق لما يصلحه، وهناك هداية خاصة، وهي للمؤمنين، وهي أشرف من الهداية العامة.
(سنقرئك فلا تنسى) أي: عن طريق جبريل - عليه السلام -، كما قال: "لا تحرك به لسانك لتعجل به..." أي: لا تقرأ وقت قراءة جبريل؛ لتعجل بالقراءة.
وما كان - عليه الصلاة والسلام - كاتبا ولا قارئا؛ كما في الآية الأخرى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك...). وما كان يخطر في باله - صلى الله عليه وسلم - أن يبعث نبيا رسولا، كما في قوله: (وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك...).
(إلا ما شاء الله) يعني: ما أراد الله نسخه، كما قال تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت)، ولا ينسخ الله تبارك وتعالى إلا بالأفضل "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها".
(إنه يعلم الجهر وما يخفى) كما في الآية الأخرى: (إنه يعلم السر وأخفى) الذي أخفى من السر هو الفعل أو القول في المستقبل.
(ونيسرك لليسرى) أي: بالحنيفية السمحة، وبهدايتنا لك بالقرءان.
(فذكر إن نفعت الذكرى) هذا تكليف للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالبلاغ والدعوة، وأن ما عليه إلا البلاغ.
(سيذكر من يخشى) يهتدي وينيب ويتعظ من يخشى الله تبارك وتعالى.
(ويتجنبها الأشقى) أي: يتجنب الذكرى.
(الذي يصلى النار الكبرى) فهذا يدل على أن هناك نارا صغرى، وهي نار الدنيا؛ فهي جزء من سبعين جزءا من نار الأخرى.
ففي الجنة والنار على كل عمل جزاء يناسبه، فالكبر له جزاء خاص به، والصوم له جزاء خاص به.

وكتب/

أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الاثنين ١٤٣٩/٤/٧.

من درس (شرح منتقى الأخبار) للعلامة/ علي بن عبدالرحمن الحذيفي - حفظه الله - بالمسجد النبوي الشريف- بعد صلاة المغرب- الحلقة الأولى- بين الحصوتين- التوسعة السعودية الأولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق