الجمعة، 4 أغسطس 2017

تلخيص قصة نوح عليه السلام...دروس وعبر

(تلخيص خطبة الجمعة)

(قصة نوح عليه السلام...دروس وعبر)

١- كان بين آدم ونوح عليه السلام عشرة قرون - والقرن: مئة عام - كلهم على التوحيد والإسلام والفطرة التي فطر الله الناس عليها.

٢- ما من نبي يبعثه الله في قومه إلا - وأول ما يدعوهم - يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونبذ عبادة ما سواه من العبادات الباطلة (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت...). النحل.

٣- ولما انتشر الفساد في الأرض بعبادة الأصنام؛ بعث الله رسوله نوحا - عليه السلام -، فدعا قومه إلى توحيد المولى - عز وجل -، بالترغيب تارة، والترهيب أخرى، فما كان منهم إلا الصدود والإعراض (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا* فلم يزدهم دعائي إلا فرارا* وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا* ثم إني دعوتهم جهارا* ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا) الآيات: نوح.

لم يستجيبوا له؛ لأسباب، منها:

أ- يرون أن نوحا - عليه السلام - ضال.

ب- يرون أنه - عليه السلام - بشر مثلهم، فكيف يكون بشرا رسولا؟! وأن أتباعه هم من أراذل الناس، أي: ضعفاؤهم، وأنهم لا يفكرون ولا ينظرون ولا يتدبرون؛ بل مباشرة استجابوا لنوح، وانقادوا لدعوته، وأن نوحا ومن معه ليسوا لهم فضل عليهم، وأنهم كاذبون! فقدحوا فيهم بهذا.

فرد عليهم نوح - عليه السلام - مزاعمهم: (قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين* أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون). هود.

أي: أنا على بينة من ربي "رسول من رب العالمين" ووظيفتي "ابلغكم رسالات ربي وأنصح لكم" شفقة عليكم ورحمة بكم؛ لاستنقاذكم من عذاب الله الشديد، الذي أعده لمن كفر به؛ جزاء وفاقا.

وقال - أيضا-: (يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده) أي: النبوة والرسالة (فعميت عليكم) فلم تفهموها ولم تهتدوا إليها (أنلزمكموها) أنغصبكم بها، ونجبركم عليها (وأنتم لها كارهون* ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله) وكأنهم طلبوا منه أين يطرد من معه من المؤمنين الضعفاء؛ فأبى عليهم وقال: (وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون). هود.

وقال كذلك: (ولا أقول لكم عندي خزائن ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك) بل أنا عبد رسول، لا أعلم إلا ما أعلمني الله به، ولا أقدر إلا على ما أقدرني عليه، ولا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا أن يشاء الله (ولا أقول للذين تزدري أعينكم) أي: تنتقصهم أعينكم يعني من أتباعه (لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين). هود.

٤- ولبث نوح - عليه السلام - في قومه ألف سنة، وهم يأبون إلا عبادة الأوثان والشيطان، ولم يؤمن به إلا القليل منهم، فعند ذلك دعا عليهم دعوة غضب (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا...). نوح. (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر). القمر.

فاستجاب الله دعوته، وأمره بأن يصنع الفلك - وهي: السفينة العظيمة - وألا يعاوده ويراجعه ويكلمه في قومه؛ فإنه لعله قد تدركه رقة على قومه حين نزول العذاب بهم، ولهذا قال: (ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون). هود.

(وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) استبعادا لما قد توعدهم به (قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون). الآيات: هود.

٥- ثم أمر الله نوحا - عليه السلام - أنه إذا جاء العذاب، وفار التنور - أي: نبعت الأرض من سائر أرجائها حتى نبعت التنانير التي هي محال النار - فليحمل في السفينة من كل الحيوانات والمأكولات زوجين اثنين، من ذكر وأنثى؛ ليبقى نسلها، وأن يحمل معه من آمن به من أهله.

٦- ثم أمر الله نوحا - عليه السلام - أن يحمده على تسخير السفينة له، فنجاه بها، وفتح بينه و بين قومه، وأقر عينه ممن خالفه وكذبه وعانده (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمدلله الذي نجانا من القوم الظالمين). الآيات: المؤمنون.

وقد امتثل نوح - عليه السلام - وصية ربه، فقال: (اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها) أي: على اسم الله ابتداء سيرها وانتهاؤه (إن ربي لغفور رحيم). هود.

٧- ثم أرسل الله مطرا من السماء، لم تعهده الأرض قبله، ولا تمطره بعده، كان كأفواه القرب، فنبعت الأرض من جميع فجاجها، وسائر أرجائها، وحمل الله نوحا ومن معه على ذات ألواح ودسر، أي: في السفينة، والدسر: هي المسامير.

٨- نجى مع نوح - عليه السلام - من معه من المؤمنين الموحدين في السفينة، وهلك ابنه مع من هلك في الطوفان!

٩- لما أتى الطوفان على جميع الأرض، ولم يبق بها أحد ممن عبد غير الله - تعالى-؛ أمر الله الأرض أن تبتلع ماءها، والسماء أن تقلع، أي: تمسك عن المطر، ونقص الماء عما كان، وحل بهم العذاب الذي لا يرد عن القوم المجرمين، واستوت السفينة على جبل الجودي بأرض الجزيرة "وقيل بعدا للقوم الظالمين". هود.

١٠- ثم بعد أن غرق من غرق؛ طلب نوح - عليه السلام - من الله - عز وجل - أن يبين له لماذا غرق ابنه وقد وعده الله بنجاة أهله؟! فأجابه الله: (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) الآيات: هود.

١١- ثم أمر الله نوحا أن يهبط من السفينة إلى الأرض سالما مباركا. ولم يجعل الله لأحد ممن كان مع نوح في السفينة من المؤمنين نسلا ولا عقبا سواه - عليه السلام - (وجعلنا ذريته هم الباقين). الصافات.

من الدروس والعبر في قصة نوح عليه السلام:

١- التوحيد أهم المهمات.

٢- أن يتبع الداعية إلى الله أسلوب التنويع في الخطاب، فيرغب ويرهب، ولا يقنط ولا ييأس من عدم الاستجابة.

٣- الحق يعرف بأدلته وبراهينه، وليست الكثرة تحمد دائما.

٤- على الداعية إلى الله أن يكون ناصحا أمينا، لا يبتغي الأجر إلا من الله.

٥- على الداعية إلى الله أن يتمسك بمجالسة الصالحين، وأن يصبر نفسه معهم.

٦- يجب أن يتحلى الداعية بالصبر.

٧- الهداية من الله، وما على الداعية إلا التبليغ عن الله.

٨- الأنساب لا تغني شيئا، الغناء كل الغناء في اتباع أمر الله تبارك وتعالى.

٩- تقديم العقل وشهوات النفس وملذاتها على أمر الله ووحيه ومراده؛ عين الضلال والخسران.

١٠- رابطة الدين والتقوى فوق رابطة النسب والجاه والشرف والمنصب.

تلخيص/
أبي عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الجمعة ١٤٣٨/١١/١٢.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق