(كن طبيعيا)
كثير من الناس يتعرضون لمواقف في حياتهم - إن كانت تأثيراتها حسنة أو سيئة بمقدار متفاوت في الاستجابة والتأثير -، والموفق منا من لا يسمح لغيره أن يشكله على ما يريد بدون رجوع مسبق إلى الدين وأخلاقه ومثله العليا، والضمير والعقل الإنساني؛ الذي به تميز عن سائر ما خلق الله وبرأ من الدواب والعجماوات.
وإن الموفق منا من لا تجره المواقف إلى ما لا يريد، فيكون طبيعيا في تصرفاته، لا ينافق ولا يسمح لنفسه أن يمارس أنواعا من التربية تؤدي بمن تحته إلى النفاق؛ حيث يزرع فيهم ما ليس من الدين ابتداء، فيربيهم على نظر الناس إليهم، وعلى تربية جوفاء، مستقاة من تقاليد مجتمعية، وأعراف قبلية، لا صلة لها بالإسلام؛ بل الإسلام يحارب بعض تلك الأنواع من التربية، التي لا تبني؛ بل تهدم، تبني الظاهر على أنقاض الداخل المتهدم!!!
نعم، ابتلينا بالمظاهر، وغفل كثير منا عن المخابر، وهل تلك إلا استدراج من القوي الغالب؟!!!
كن طبيعيا، كن كما أنت، لا تظهر غير ما تبطن، إياك ثم إياك أن تستدرجك المواقف إلى ما لا يلائم طبيعتك، فضلا عن ما يجلب لها التغيير!
كن طبيعيا كما خلقك الله وفطرك، إن كنت محسنا؛ فازدد إحسانا، وإن كنت مسيئا؛ فاعمل صالحا؛ تجد ذخرها يوم لقاه - بإذنه تعالى -.
ليس بالضرورة أن يتربى ابنك على ما تربيت عليه، فللزمان والمكان تأثير في الطبيعة.
وإن من أحسن وسائل التربية:
الإقناع، وعدم الفرض بالقوة، بل يكون ذلك بالتوجيه الحسن، والإرشاد اللطيف، والإشارة اللبيبة، وغض الطرف أحيانا، والتغافل، وتنمية الحس المهاري، والجوانب العاطفية، وسد منافذ الاحتياج الأخرى، كإحساسه بنقصان الثقة، فأنت تعمل على رفع منسوب الثقة لديه، بتشجيعه على مهارات تفيده في الدنيا، يكسب من ورائها أجرا، ويجد ذخرها يوم القيامة - بإذنه جل وعلا -.
ولن يحصل الاقتناع وهو يرى ويشاهد تناقضا بين الأقوال والأفعال؛ فاعمل على توحيد شخصيتك، وتحييد التناقض جانبا؛ حتى يقبل منك ما تقول وتأمر به.
بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل المطرفي- الاثنين ١٤٣٧/١٢/١٨.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق