السبت، 22 أغسطس 2015

حقيقة قرءانية

فيض الخاطر- (حقيقة قرءانية).


(حقيقة قرءانية)


قال الله ـ تبارك وتقدس ـ في كتابه الكريم: (...وتلك الأيام نداولها بين الناس...). آل عمران.                     المداولة بين الحق والباطل ليست قدرا عبثيا، فإن الله لا يقدر إلا خيرا، وليست أقداره تجري عن غير حكمة، بل له الحكمة البالغة، والأمر النافذ.                                                                      
الصراع بين الحق والباطل أزلي قديم، وهو باق إلى قيام الساعة، ولكن تلك المداولة تفضي إلى شق طريق النصر والعز والكرامة.   

بقلم: عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي المطرفي.
الأربعاء: 19/1/1436هـ.



حقيقة الوسطية

فيض الخاطر- (حقيقة الوسطية).


 (حقيقة الوسطية)

قال ربنا ـ جل وعلا ـ في محكم كتابه العزيز: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا...). البقرة.
فأمة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وسطٌ بين الأمم قاطبةً، فدينها وسط في أوامره ونواهيه، ومستحباته ومكروهاته، وما أُبيح لها، وما لم يبح لها. 
وكافة تشريعات الإسلام تتسمُ بالوسطية؛إذ لا غلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط.
وليست الوسطية إلا ما أقره الشارع الحكيم، الذي هو عدلٌ في كل ما جاء به، مناسبٌ لقدرات الناس وطاقاتهم؛ إذ ليس فيه ما يأمرهم بما لا يستطيعون القيام به، ولا بما يجدون له العذر من أنفسهم "فاتقوا الله ما استطعتم". 
التغابن.
كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الجمعة: 5/8/1435 هـ.


من هو الإنسان السعيد؟!

فيض الخاطر- (من هو الإنسان السعيد؟!).

(من هو الإنسان السعيد؟!)


الإنسان السعيد: هو الذي يعيش لحظته، ويقنع بلقمته، ويبني مستقبلا لأمته، فلا يعيش على هامش الحياة، بل يكون رقما مؤثرا في معادلة التحديات، وإيجابيا في تصرفاته، يقظا في تعاملاته، فإذا كان لا يضيف للحياة إبداعا متميزا جديدا، كان ـ وللأسف ـ زائدا عليها، وحملا ثقيلا على مجتمعه، وعبئا على وطنه، وعالة على أمته...
فيجب على المسلم أن ينهج الإيجابية، والتي هي من صميم دينه الحنيف؛ بل ومن ركائزه ودعائمه المؤصلة، فالإسلام يغرس الإيجابية في نفوس أصحابه، ولذلك الدعوة تكون بالرفق واللين في القول والعمل، والوعظ للناس يكون بأسلوب حسن، وفي جميع التصرفات الحياتية المختلفة اليومية، تجد الإسلام قد أمر بالإيجابية، والدين ـ كما هو معلوم ـ المعاملة، أي: المعاملة الإيجابية ـ وبلا ريب ـ .
أما المعاملة السلبية، والتي تبنى على أساس باطل، فليست من الدين في شيء، فالدين مدرسة الإيجابية، ولم يأت الدين إلا ليخرج الناس من ظلمات الجهل والمعصية إلى نور العلم والطاعة، وهل تكون تلك غير الإيجابية؟؟!!!

كتبه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حُضيَِض المطرفي.

عام/ 1433هـ.

لا تقف عند كل هفوة

فيض الخاطر- (لا تقف عند كل هفوة).

(لا تقف عند كل هفوة)


من الناس من يجبرك على كرهه، ومن الناس من يجبرك على محبته، ومنهم من إذا رأته العين تعلق القلب به، لما له من أخلاق حميدة، وخصال فريدة، إذا قدم عليهم بشوا وهشوا في وجهه، وحيوه بتحية أهل الجنة، وإذا جلس في المجلس أفسحوا له، وإذا تحدث أنصتوا له، ويجلونه أعظم الإجلال، ويبجلونه أحسن التبجيل، ويحترمونه ويحسنون تقديره، ويعاملونه بما يحب ويرغب أن يعاملوه به، لماذا؟!!
لأنه عامل الناس بالصفح والعفو، ولم يتوقف عند كل هفوة من هفواتهم، أو زلة من زلاتهم، ويعكر صفو الحياة، ويضيق العيش، وينصب بينه وبينهم سوار القطيعة والبغضاء، فيكون للشيطان عليهم مدخلا وسبيلا، مما يؤجج صراع التدابر والغل والحقد، فتنشأ العداوات، ويزرع الشيطان في قلوبهم ـ الخاوية من الإيمان ـ الشكوك والظنون السيئة، والتي هي من وساوس الشيطان الرجيم، فيتيهون في متاهات مظلمة، تقودهم إلى اللعنة والطرد والإبعاد عن رحمة الله. 
وما ظنكم بمن طرد عن رحمة الله؟!!

كيف يهنأ بحياته؟ أم كيف يطيب له وضع اللقمة في فيه، وقد غضب الله عليه، وسخط أعظم السخط، حتى طرده عن رحمته، وأبعده عن دار مستقره ورضوانه!!

كتبه: راجي عفو ربه ورضوانه: أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
عام/ 1433هـ.

عامل الناس بأخلاقك أنت

فيض الخاطر- (عامل الناس بأخلاقك أنت).

(عامل الناس بأخلاقك أنت)


إذا عاملك الناس بالجفاء، وبما لا تحب أن يعاملوك به، فعاملتهم أنت بما لا يحبون، ورددت السيئة بالسيئة، فثق ثقة تامة، أنك وهم في كفة واحدة، لا يفضل أحدكم على الآخر بشيء، سوى أنكم مشتركون في الإثم والخطيئة، وأنهم فرضوا أخلاقهم عليك. كيف أوضح لك أكثر؟ إذا عاملك شخص ما ، وقذفك بما ليس فيك، فكذبت أنت عليه، وسعيت في تشويه سمعته، وقذفته كذلك زورا وبهتانا ، فيكون هذا الشخص قد فرض عليك أخلاقه الشنيعة، حتى جعلك تعامله كما عاملك سلوكا وطريقة، فترد السيئة بالسيئة، وما ذلك بسبيل المفلحين. وما المفترض علي فعله؟ الواجب عليك، والمفترض منك، أن تعامل الناس بأخلاقك أنت، أخلاقك الطيبة، ولا ترد الصاع بالصاع، بل اعف واصفح وسامح، فإن الله يعفو ويصفح، ويتجاوز، ويسامحك لأجل مسامحتك لأخيك المسلم، وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، حتى لو جفوا أو جاروا و ظلموا، كن سموحا لينا، تألف ولو لم تؤلف، تصل ولو قُطعت، تبذل ولو حُرمت، تعدل ولو ظُلمت، عامل الناس بالتي هي أحسن، ولا تتطلع لما في أيديهم من المصالح والمنافع، فما عند الله خير وأبقى.  

كتبه: راجي عفو ربه ومغفرته: عبدالرحمن بن مشعل الحربي.
عام/ 1433هـ.

ميزان العدل

فيض الخاطر- (ميزان العدل).

(ميزان العدل)


إن من الناس من يتبرم ليلا نهارا، سرا وجهارا، لا يرى من الحياة سوى الموت، ولا من العيش سوى النكد، قد ألف طبع المتسخطين، الذين يرددون التشاؤم كل حين، ويقتلون أنفسهم من حيث هم لا يشعرون، فتراهم لا يتفكرون في أنعم المنعم ـ سبحانه ـ عليهم، ولا يؤدون حق شكرها، بل ينظرون إلى ما في أيدي الناس، وكأنهم غفلوا عن ما حباهم الله ـ جل وعلا ـ من النعم والأعطيات!!

إن من العدل والإنصاف ألا تنظر من عين واحدة للحياة والأحداث؛ لأنه من الجور والظلم والحيف، بل يجب عليك أن تفتح كلا عينيك لتنظر من خلالهما وتقارن، وتميز، وتفحص، فإذا كنت فقيرا، فيوجد من هو أفقر منك وأشد بؤسا، وإذا كنت كفيفا، فيوجد من هو كفيف ومقعد ومهموم، وإذا كنت وحيدا، فهناك طريد من الأوطان، مغرب عن الأحبة والخلان، فاعتبر، وتبصر، ولا تتعثر، وتذكر، وتأمل وتفكر، في أنعم الله عليك، وكيف أنك فيها تتنعم، وغيرك قد سلبها، فأصبح أعمى بعدما كان بصيرا، وأبكما بعدما كان يستطيع أن يتكلم ويتحدث مع من شاء، وأصما بعدما كان يسمع جيدا، ومعاقا لا يستطيع الحراك، وقبل كان يجيء ويذهب، ومعافا من السرطان، فأخذ المرض الخبيث منه مأخذه، فأصبح يترقب الموت، ومن حوله قد تأهبوا لتلقينه الشهادتين، وحادثات أخر كثيرة، وفواجع عديدة، قد حلت بساحة قوم آخرين، فأضحوا في أضيق عيش، وأبأس حال، وأنت يا من عافاك الله، وتفضل عليك بهذه النعم الجليلة، التي لا تعد ولا تحصى، ألا شكرت الله بلسانك وجوارحك، فلا تصرفها إلا فيما يرضيه ـ سبحانه ـ ، حتى لا يحل عليك سخطه، وينزل بك غضبه، وحتى ـ أيضا ـ تكون من ضمن قافلة السعداء، الذين قد انشرحت صدورهم، واتسعت خواطرهم، وتفتحت مداركهم، فعاشوا الحياة بدون تكلف أو ضغوطات...

أذكرك ـ أيها الأخ الحبيب ـ بهذه الآية العظيمة، التي يجب أن تقض مضجع كل واحد منا، كيف لا؟!! وقد توعد الله فقال: ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم). التكاثر.
وأرجو أن تكون قد وعيت هذه الآية بقلبك، وعملت لها بجوارحك، فإن الإيمان ـ كما تعلم ـ قول وعمل واعتقاد.

بقلم: الراجي عفو ربه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
عام/ 1433هـ.






من هو العاقل؟!

فيض الخاطر- (من هو العاقل؟!).

(من هو العاقل؟!)


الحياة تجارب وتضحيات، العاقل فيها من يستفيد من تجاربه وتضحياته، ولا يتوقف أمام ما يعترضه من العقبات، بل يبذل جهده في الوصول إلى ما يصبو إليه، ولا يجعل للشيطان واليأس عليه سبيلا، فينفذ ما يريد بكل ثقة وإيمان وجلد، ليرقى بأمته في سلم المجد، ويدفع بها في مضمار الحضارات، والتقدم والرقي والابتكارات.

وإن من العجز والجبن ألا تفكر في حلول لما يواجهك في هذه الدنيا من المشكلات والعقبات، وتحاول أن تتهرب منها أو أن تتجاهلها، فإن كل ذلك من علامات اليأس، والانهزامية التي ترجعك إلى الوراء، فما تلبث حتى تكون في ركب العاجزين والبطالين، الذين تحمل الأمة همهم، في حين أنهم لم يفكروا لحظة في حمل هموم أمتهم...

وإن نفسا آمنت بالله حقا، فإنها لا تيأس من روحه ـ جل وعلا ـ ، لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون... لا تيأس مهما ادلهمت الخطوب، وحلت الفواجع، فإن في ساحة قوم آخرين مصائب تدع الحليم حيرانا، فكلنا تحت مشيئة الله سبحانه الحكيم، الذي لا يقدر شرا محضا، ففي طيات المحن منحن، وفي صفحات البلايا عطايا، وهل ابتلانا الله إلا ليعافينا؟! وهل حرمنا إلا ليعطينا؟!!

فكن صاحب همة علية، ونفس أبية، عش الحياة على حجمها الطبيعي، ولا تتنازل قيد أنملة عن مبدئك القويم، فإن العقلاء يتمسكون بمبادئهم الحسنة، والتي لا تنافي الشرع الحكيم.

كتبه: عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء: 22/12/1434هـ.