بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
جدة- الخميس- ١٤٤٥/١٠/٢٣.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
زيارتي الأولى إلى مصر كنانة الله في أرضه كانت بتاريخ ١٤٤٥/١٠/٢٠ في يوم الاثنين.
ولأول وهلة تطأ قدمي هذه المدينة العريقة أحسست بالثقة، وكأني أمشي مرفوع القامة في بلدي الأصلي:
وأيما ذكر اسم الله في بلد * عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
رحم الله الشاعر.
فمصر ولادة على مر الزمان، والقرن الماضي القريب شاهد، فمن لا يعرف القراء الكبار عبدالباسط والمنشاوي والطبلاوي، ومحمد رفعت ووو..؟
ومن يجهل من خرجت مصر من الشعراء الكبار، كأحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومن مهد للحركة الشعرية قبلهما ألا وهو سامي البارودي؟
ومن لا يعرف من تخرج في مصر من مصر في التاريخ والشعر والأدب؟ انظر مثلا: طه حسين، والعقاد، والرافعي وأحمد أمين وخالد محمد خالد، ومن لست أذكره.
ولما خرجنا من القاهرة دخلنا مدينة العبور وبعدها كانت "بلبيس" في مدخل الشرقية، وبعدها "الزقازيق" حيث نمت فيها أول ليلة بفندق مارينا بجوار أمن الدولة.
وكان الفندق يطل على فرع من نهر النيل.
وظهر الثلاثاء كانت درجة الحرارة ٢٦ درجة مئوية.
ثم صلينا ظهر الثلاثاء في مسجد الفتح في منطقة القومية.
سألت صاحبي المصري من بنى ذلك المسجد؟ قال: العثمانيون. وفعلا تصميمه يدل عليه.
وسألت - فيما يبدو - أحد القائمين على المسجد: من بنى هذا المسجد؟ فقال: معمر القذافي رحمه الله. سألته: في أي عام؟ قال: في الثمانينات الميلادية، يعني له ٤٥ سنة تقريبا.
وعدد سكان الشرقية ٨ مليون إنسان كما أفادني بذلك بعض الزملاء المصريين الذين تجاذبنا معهم أطراف الأحاديث.
وحصل أن سهوت في صلاة المغرب، فمن بجانبي رفع صوته علي منتقدا لبعض ما يصدر مني من حركات اثناء الصلاة، فلم أخرج من المسجد إلا وقد سجلت هذه الخاطرة: "لا تكفي النصيحة إذا كانت في غير قالَب الحكمة".
وفي يوم الأربعاء بتاريخ ١٤٤٥/١٠/٢٢ غادرنا الزقازيق ومررنا بالتالي:
مدينة بلبيس تتبع محافظة الشرقية، ومدينة العبور، ومدينة السلام اللتان تتبعان للقاهرة ثم محافظة القاهرة، وهي أفخم من رأيت في زيارتي الأولى لمصر، حيث الشوارع الواسعة، والنظافة المعقولة، والترتيب والنظام.
فعلا: مصر لا تكفيها زيارة، وهي في أمس الحاجة إلى تكثيف الجهود للنهوض بها علميا وثقافيا وأدبيا وروحيا وعمليا في كل سبيل صالح ومثمر.
وصدق الله إذ يقول: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
وفي صحيح مسلم - عليه رحمة الرب المنعم - أن رسول الله - صلوات ربي وسلامه عليه - قال:
(إنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أرْضًا يُذْكَرُ فيها القِيراطُ، فاسْتَوْصُوا بأَهْلِها خَيْرًا؛ فإنَّ لهمْ ذِمَّةً ورَحِمًا، فإذا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ في مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فاخْرُجْ مِنْها).
قالَ: فَمَرَّ برَبِيعَةَ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ، يَتَنازَعانِ في مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَخَرَجَ مِنْها.
ورواه أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه وأرضاه -.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق