شذرات من بطون الكتب- (خمسون طريقا للتخلص من الهوى لابن القيم)
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
طبرجل- الاثنين- ١٤٤٥/٨/١٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
عقد ابن القيم - رحمة الله عليه - بابا بعنوان "في ذم الهوى وما في مخالفته من نيل المنى"، وذكر خمسين طريقا للتخلص منه، أسردها باختصار:
جرعة صبر.
قوة نفس.
ملاحظة حسن موقع العاقبة.
ملاحظة الألم الزائد على لذة طاعة هواه.
إبقاؤه على منزلته عند الله تعالى.
إيثار لذة العفة وعزتها.
فرحه بغلبة عدوه.
التفكر في أنه لم يخلق للهوى.
ألا يختار لنفسه أن يكون الحيوان البهيم أحسن حالا منه.
أن يتصور انقضاء غرضه ممن يهواه.
أن يتصور ذلك في حق غيره حق التصور ثم ينزل نفسه تلك المنزلة.
أن يتفكر فيما تطالبه به نفسه من ذلك ويسأل عنه عقله ودينه يخبرانه بأنه ليس بشيء.
أن يأنف لنفسه من ذل طاعة الهوى.
أن يوازن بين سلامة الدين والعرض والمال والجاه ونيل اللذة المطلوبة.
أن يأنف لنفسه أن يكون تحت قهر عدوه.
أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئا إلا أفسده.
أن يعلم أن الشيطان ليس له مدخل على ابن آدم إلا باب هواه.
أن الله جعل الهوى مضادا لما أنزله على رسوله.
شبه أتباع الهوى بأخس الحيوانات صورة ومعنى.
متبع الهوى ليس أهلا أن يطاع ولا يكون إماما ولا متبوعا.
أن الله جعل متبع الهوى بمنزلة عابد الوثن.
أن الهوى هو حظار جهنم المحيط بما حولها فمن وقع فيه وقع فيها.
أنه يخاف على من اتبع هواه أن ينسلخ من الإيمان وهو لا يشعر.
أن اتباع الهوى من المهلكات.
أن مخالفة الهوى تورث العبد قوة في بدنه وقلبه ولسانه.
أن أغزر الناس مروءة أشدهم مخالفة لهواه.
أن الهوى والعقل يعتلجان، فأيهما غلب، فالحكم له.
أن الله تعالى جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين.
أن الهوى داء ومخالفته دواء.
قال بشر الحافي - رحمه الله -: البلاء كله في هواك، والشفاء كله في مخالفتك إياه.
أن جهاد الهوى إن لم يكن أعظم من جهاد الكفار، فليس بدونه.
سئل الحسن البصري - رحمه الله -: يا أبا سعيد! أي الجهاد أفضل؟ قال: جهادك هواك.
وسمعت شيخنا يقول: جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين، فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولا، حتى يخرج إليهم.
أن الهوى تخليط ومخالفته حمية.
أن اتباع الهوى يغلق عن العبد أبواب التوفيق، ويفتح عليه أبواب الخذلان.
قال الفضيل بن عياض: من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات، انقطعت عنه موارد التوفيق.
وقال بعض العلماء: الكفر في أربعة أشياء: في الغضب والشهوة والرغبة والرهبة.
أن من نصر هواه فسد عليه رأيه وعقله.
قال المعتصم يوما لبعض أصحابه: يا فلان! إذا نصر الهوى، ذهب الرأي.
أن من فسح لنفسه في اتباع الهوى ضيق عليها في قبره ويوم معاده.
أن اتباع الهوى يصرع العبد عن النهوض يوم القيامة عن السعي مع الناجين.
أن اتباع الهوى يحل العزائم ويوهنها.
قيل ليحيى ابن معاذ: من أصح الناس عزما؟ قال: الغالب لهواه.
أن صاحب الهوى يقود نفسه إلى الهلاك.
أن التوحيد واتباع الهوى متضادان.
قال الحسن بن علي المطوعي: صنم كل إنسان هواه، فمن كسره بالمخالفة، استحق اسم الفتوة.
أن مخالفة الهوى مطردة للداء عن القلب والبدن.
أن أصل العداوة والشر والحسد الواقع بين الناس من اتباع الهوى.
قال أبو بكر الوراق: إذا غلب الهوى أظلم القلب، وإذا أظلم ضاق الصدر، وإذا ضاق الصدر ساء الخلق، وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وأبغضهم.
أن الله جعل القلب ملك الجوارح.
أن أعدى عدو للمرء شيطانه وهواه وأصدق صديق له عقله.
أن من كانت بدايته اتباع الهوى كانت نهايته الذل والصغار والحرمان والبلاء المتنوع، ومن كانت بدايته مخالفة هواه، كانت نهايته العز والشرف والغنى والجاه عند الله وعند الناس.
قال أبو علي الدقاق: من ملك شهوته في حال شبيبته، أعزه الله تعالى في حال كهولته.
أن الهوى رق في القلب وغل في العنق وقيد في الرجل، ومتابعه أسير لكل سيء الملكة.
أن مخالفة الهوى تقيم العبد في مقام من لو أقسم على الله لأبره.
أن مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا وشرف الآخرة، وعز الظاهر، وعز الباطن.
أنك إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى.
(انظر: روضة المحبين، ٦٣١، وما بعدها. ط ١، لابن حزم).
