الأحد، 17 ديسمبر 2023

هنا طبرجل هنا الشرارات

(هنا طبرجل
، هنا الشرارات)

أرض العلم والنماء، والثقافة والعطاء، أرض الزراعة والزيتون، أرض الكرم، ودار الشيم.
هذه "طبرجل"، المدينة العصرية الحديثة.
تأسست في الثالث من صفر، عام ١٣٧٦،حينما تقدم الشيخ عاشق بن كاسب اللحاوي شيخ شمل قبيلة الشرارات بمعروض لإمارة منطقة الجوف بعد أن اختار هذا الموضع من ديار قومه لإقامتهم وتحضرهم. اللحاوي، ١٦٠.
وأعطي بعده الشيخ/ منوخ بن دعيجاء ورقة بوادي "أبو حوايا"، حيث تقوم مخططات طبرجل السكنية على ضفافه الآن، لارتفاعها عن منسوب السيول وقت الغيث بعد مشاورته مع الشيخ/ عاشق اللحاوي والشيخ/ منوخ بن دعيجاء وطلبهم من أمير القريات آنذاك/ عبدالله بن عبدالعزيز السديري - رحم الله الجميع -، فاستوطنوا، ثم تتالت القبيلة في الاستقرار والتحضر بعد التنقلات والرحلات في طلب المعيشة والكلأ. سيرة الشيخ منوخ بن دعيجاء، ٣١٥.
وفي النشأة والبداية:
كان لا يسكن هذه المدينة سوى أربعة أشخاص، وهم:
الشيخ عاشق اللحاوي، وأخوه دحيلان، وسمير الأصوغ، ومقبول اللحاوي. طبرجل، الصبيحة، ١٠٤.
وبين عامي ١٣٧٦- ١٣٩٥ كان لبعض رجال القبيلة العريقة دور بارز، وأثر ظاهر في التشجيع على الاستقرار والتمدن، وهم:
خليقان الغضيان، وعبدالله الدويرج، وفنخور الدعيجاء، وشخران الخصي، ومحمد منوخ بن دعيجاء، وشايش الهمط. طبرجل، ١٠٨.
ومن أهم القرى والهجر التابعة لطبرجل:
النبك أبو قصر، والفياض، وصبيحاء، والجراوي، وشغار، وعرفجاء، ورحية، وشيبة، والنباج، والميسري، وأويسط، وصديع، وبسيطا، وحضوضى. طبرجل، الصبيحة، ٢١٤.
الموقع:
تقع "طبرجل" وسط "وادي سرحان" المعروف بأسماء كثيرة، مثل: "وادي النعيم- وادي الذيابة- بطن السر، وادي الأزرق".
وهو جوف منخفض من الأرض، ومتسع ممتد من الجنوب بالقرب من دومة الجندل إلى الأزرق بالأردن، وتنحدر فيه سيول أودية كثيرة. اللحاوي- ٣٣.
وهذا الوادي - كما ذكر ذلك علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر عليه رحمة الرب القادر - مذكور في شعر العرب الأولين - كما في شعر عدي بن الرقاع - حيث يقول:
فلما تجاوزن "الحصيدات" كلها * وخلفن منه كل رعن ومخرم 
تخطين "بطن السر" حتى جعلنه * يلي الغرب سير المنتوى المتيم
وأشار إلى أن المقصود ب "السر" هنا: وادي سرحان. اللحاوي، ٣٥.
وهو يقع في الشمال الأقصى والغربي من المنطقة الممتدة بين حدود الأردن الشرقية والجنوبية وحدود المملكة العربية السعودية. 
ويمتد "وادي سرحان" من الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية والمتجهة نحو صحراء النفود، والذي يفصل بين منطقة "الحماد" وحمى بني كلب "بسيطا"، موازيا الخط الحديدي المار من المرتفعات الغربية المشرفة من الوادي.
ويحد الوادي شمالا: أراضي الحرة الرجلاء، ومن الشرق: الحرة، ومن الجنوب: صحراء النفود الرملية، ومن الجنوب الغربي: أرض البسيطة، ومن الغرب: الحدود الشرقية للأردن. 
ونهاية الوادي جنوبا عند حدود "دومة الجندل"، فهي من ضمن الوادي. اللحاوي، ٤٥.
وذكرت الكاتبة الفرنسية "جاكلين بين" في كتابها "اكتشاف جزيرة العرب" عن وصف الرحالة الفنلندي "جورج أوغست فالين" - الذي زار شمال نجد سنة ١٨٤٥ م- ١٢٦١ هجريا - لمدينة الجوف، فتقول:
ويسيل الوادي من حوران صوب الجنوب والشرق حتى ينتهي إلى الجوف، ويبلغ طوله نحو مئتي ميل، أي: حوالي ثلاث مئة وأربعين كيلو مترا، أما عرض سرير الوادي فيختلف بحسب التضاريس، فيكون في الشمال نحو عشرة كيلو مترا، ويتسع كلما اتجهنا جنوبا حتى يبلغ خمسة وثلاثين كيلو مترا، وفي المنطقة المجاورة لبسيطاء، أي: عند طبرجل يختلط سرير الوادي مع الأرض المنبسطة المجاورة، فيصل عرضه نحو ثمانين كيلو مترا. اللحاوي، ٤٥.
تسمية طبرجل ومعناها:
ذو الرجل اسم قديم لطبرجل.
والرجلة بكسر الراء بعدها جيم ساكنة فلام، واحدة الرجل، وهي لغة: مسيل الماء.
ومن أسمائها: "روضة النجود"، بفتح أوله والجيم. اللحاوي، ١٤٩.
وكانت تسمى طبرجل في بداية تأسيسها الحديث "اللحاوية"، نسبة إلى مؤسسها الشيخ/ عاشق بن كاسب اللحاوي، شيخ شمل قبيلة الشرارات - يرحمه الله -.
وطبرجل أتت في الأصل من كلمتين ثم أدغمتا مع مرور الزمن وكالعادة عند العرب في الاختصار، فأصلها "مطب الأرجل"، ثم حذفت الميم من كلمة مطب، وحذفت الألف من كلمة أرجل، فأدغمتا في كلمة واحدة هي "طبرجل".
والأرجل: هي الشعاب إذا تدفقت مياهها في مستنقع واحد، فيقال "مطب أرجل".
ويطلق عليها اسم "المحير" وهو ما حار فيه الماء، حيث كان يطلق على موقع طبرجل "محير الميسري" أو "دشة الميسري".
و "الرجلة": هي اسم عام لمسيل الماء، ولذلك سميت "الحرة الرجلاء" أوديتها وشعابها. اللحاوي، ١٥٠، طبرجل، الصبيحة، ٧٨.
وتشتهر المحافظة بالزراعة، وحرصا من قيادة المملكة العربية السعودية على المحافظة على المراعي والثروة الحيوانية، فقد أنشئ "مركز أبحاث تنمية المراعي والثروة الحيوانية" بالجوف عام ١٩٨٢ م، كما أنشئ عدد من المحميات، مثل: 
حرة الحرة، ومحمية الطبيق، ومحمية الخنفة.
وكانت حصة طبرجل منه محطتين هما: محطة طبرجل، ومحطة بسيطا. طبرجل، الصبيحة، ٩٣.
وطبرجل في الجوف مدينة زراعية بالدرجة الأولى، ساعد على ذلك عوامل عدة، منها:
وفرة المياه وعذوبتها. 
وخصوبة التربة.
والمناخ المناسب. 
ويعد النشاط الأول للسكان هو نشاط "الزراعة"، وساعد على ذلك تشجيع المواطنين بمنحهم أراضي زراعية وقروض ميسرة. 
واعتمدت الزراعة على إنتاج القمح والبرسيم والعنب والرمان والزيتون والتمور وبعض الخضروات والفاكهة. 
وبزيادة الدعم المتواصل، زادت مساحة الأراضي الزراعية، وتطور قطاع الزراعة، فنجد أن عدد القروض المقدمة للمزارعين حتى نهاية عام ٢٠٠٣ م ما يقارب أربعة آلاف قرض بكلفة قدرها أربعة مئة وثمانية وتسعون مليونا، وستمئة واثنان وعشرون وثلاثمئة وسبعون ريالا، وعدد المشاريع الزراعية ما يقارب ثلاثة آلاف وأربعمئة مشروع، منها مشاريع زراعية كبرى، مثل: شركة الجوف للتنمية الزراعية، وشركة نادك، وشركة الراجحي للأعمال الزراعية، وغيرها.
ومن أهم العوامل التي ساعدت على تطور الزراعة قرب بسيطا الزراعية من مدينة طبرجل التي لا تبعد عنها أكثر من عشرين كيلو مترا.
والسمح ينبت أكثر في بسيطة، تصغير بسطة، وقد ورد في أشعار العرب الأولين، ومنهم المتنبي إذ يقول:
وجابت بسيطة جوب الردى * بين النعام وبين المها
إلى عقدة الجوف حتى شفت * بماء الجراوي بعض الصدا 
ولاح لها صور والصباح * ولاح الشغور لها والضحى 
وهو نبات مفيد صحيا، ومشهور في الجوف، خاصة في طبرجل. 
وتأتي التجارة بعد الصناعة لتحتل المرتبة الثانية في المدينة، ثم القطاع الصناعي، وهو محدود وضيق، ومن المهن التجارية الصناعية في طبرجل حتى نهاية عام ٢٠٠٧ ما يلي: 
الحدادة، والنجارة، والألمنيوم، والذهب والمجوهرات، وخياطة الألبسة، والأفران، والحلويات. طبرجل، الصبيحة، ٩٦، السمح، ٢٢.

قبيلة كلب: قبيلة الشرارات الحالية:
يؤكد كثير من المؤرخين أن قبيلة "كلب" كانت مساكنها الأساسية في "وادي سرحان" وما والاه، كما قال الأخنس بن شهاب التغلبي منشدا:
وكلب لها خبت فرملة عالج * إلى الحرة الرجلاء حيث تحارب. اللحاوي، ٦١.
ومنازل كلب كانت تمتد من النفوذ ودومة الجندل وتيماء، وتشمل عرعر إلى أرض زهوة...وإلى قريات الملح في أقصى شمال المملكة العربية السعودية، يحدها من الشرق وادي عرعر. اللحاوي، ٦٢.
وقبيلة كلب هي قبيلة الشرارات الموجودة الآن.
قال عز الدين التنوخي:
ونخوة الشرارات "بنو مكلب"، لأنهم يعودون بنسبهم إلى كلب بن وبرة.
وقال العلامة حمد الجاسر:
مما لا شك فيه أن قبيلة الشرارات التي تقطن هذا الوادي، وتقطن في الجوف راجع في أصلها إلى قبيلة بني كلب القحطانية العريقة في النسب.
وقال عبدالحكيم الوائلي:
الاسم الحديث لبني كلب: هو قبيلة الشرارات المنتشرة في العديد من أقطار المشرق العربي، وبطونها: الحلسة، والضباعين، والفليحان، والعزام.
وقال العلامة الأردني روكس العزيزي:
الشرارات هم قبيلة كلب، وكلب من قضاعة. 
وكذلك قال العلامة المصري الكبير، المحقق المدقق/ محمود شاكر في كتابه "شبه الجزيرة العربية".
وقال الشيخ محمد البسام النجدي:
الشرارات...زبدة أولي الطنب، الحماة الصاحب في الجنب، يسعد المستعين بهم، ويشقى المستهين بهم، آثارهم معروفة، وطرائقهم مألوفة، أقدم من السهام، وأندى من الغمام، وفضلهم لا ينكر، ومنعهم لا يكفر. اللحاوي، قبل: ٣١.
ومن فوارس القبيلة المشهورين، الشيخ الشاعر الفارس/ خلف بن دعيجاء الشراري "مهودي على رؤوس الفطر"، المولود سنة ١٢٠٣، المتوفى سنة ١٢٦٢ هجريا.
ومن شعراء القبيلة الكبار، بل هو شاعرها المقدم، وفحلها المخضرم - عاصر نشأة طبرجل الأولى، وعاصر تحولها، وشهد نهضتها - الشاعر الكبير، والأديب القدير/ عايد بن رغيان الوردة الشراري - حفظه رب البراري -.
نثر شعره كالدر والماس في تعظيم الباري، والذب عن الجناب المحمدي، وله في الوصف، وله في العواطف، وله في الحكم والمدح والرثاء، كما جاد على الوطن ولاء وانتماء.
ومن شعره الرائق:
حنا عرب واساسنا بقحطاني * مكتوب في صافي الذهب باوسط الطاب 
في شجرة الامة بهاك المكاني * مكتوب بالبردي ومنحوت بهضاب 
كلب بن وبرة جدنا وشهواني * ومركز قضاعة ماسكينه بالاطناب. ديوان عايد، ٢٢.
ومن شعراء القبيلة المجيدين، الشاعر القدير/ محمد حلوان، يقول في معشوقته طبرجل:
معشوقتي فيها النقا والصفاوة * مزيونة لقلوب الاحباب تحتل 
فيها شموخ وكبرياء وحلاوة * وفيها سعة صدر الشمالي مع الخل
وفيها من امجاد الكرم والحفاوة * ذاك الصميل اللي على جودها دل
من طيب اهلها علموها السماوة * ومن دلها ما ضاق صدره ولا مل
تلبس ذهب أخضر شعار النقاوة * والخير منها محتويته على الكل
أصيلة تحفظ تراث البداوة * يبقى لها العنوان في كل محفل
ولو تسألوا من هي أقول بهداوة * حبيبتي طبعا مدينة "طبرجل". شاشة أحزاني، ٧٨.
ومن شعراء الشرارات الكبار، الشاعر الكبير قدرا/ عبدالله بن خميس النواق الشراري.
يقول في صقر الجزيرة البطل الموحد المؤسس/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا كثيرا، وحفظ علينا ديننا وقيادتنا وبلادنا -:
صقر الجزيرة ما تركها على ميل * أمة محمد بالشريعة جمعها
سوا لها ابواب وساع المداخيل * واحيا بها السنة وسكر بدعها
والله لو حق الذبابة على فيل * لا قادته في شعرة ما قطعها 
ومن ذاق ضرب المرهفات المصاقيل * يطيع لو نفسه قديما وجعها. الأطلال، ٣٢.
ومن أمثلة قبيلة الشرارات:
أبعد من الشمس عن اللمس:
يضرب للمبالغة في بعد كل بعيد. موسوعة الأمثال، سليم دهيم، ١٤.
الآدمي مسير ما هو مخير:
يضرب للإيمان بالقضاء والقدر، ويضرب لعدم الندم على ما فات، ويضرب لعدم لوم من وقع في خطأ ونحوه، لأن سداد المرء ورشده لا يعلمه إلا الله سبحانه. السابق: ١٨.
أبيض الثياب:
يضرب لتزكية الرجل عن كل ريبة وموطن شك. السابق، ٢٦.
أجسادا متوالفة، وقلوبا متخالفة:
يضرب فيمن تعايشوا ظاهرا، وتخالفوا باطنا، فاختلفوا في المذاهب والآراء. السابق، بتصرف، ٣٠.
حشمة النفس عند راعيها. ٣٦٣.
حط الكور على الباكور، وافرش جواعدنا ننام. ٣٦٨.
حكي الليل مدهون بزبدة. ٣٨٢.
حيا ترعيه، ولا غايبا ترجيه. ٣٩٦.
خير ما بها، ترك ما بها. ٤٤٦.
وقد اطلعت على أكثر من عشرين كتابا تتحدث عن طبرجل أو عن الشرارات، وأعارني أحد أعز الأصدقاء ثلاثة عشر كتابا، وأهدي إلي من أحد الأصدقاء تسعة عشر كتابا، منها سبعة كتب تأليف المبدع سلمان الأفنس الشراري - عليه رحمة الله -، وثلاثة كتب كتبت عنه، عن حياته، وكتاب عن رسائله للمثقفين والمتخصصين وبعض الأمراء وغيرهم، وكتاب آخر بعنوان: "سلمان الأفنس في عيون محبيه"، ومن الكتب التي تبين بعضا من دور الراحل سلمان الأفنس هو كتيب بعنوان: "منتدى سلمان الأفنس ملفي الشراري للأدب العربي والتراث الموروث بطبرجل ١٤٠٧- ١٤٣٢".
وأقول ختاما:
فهذه هي طبرجل بماضيها وحاضرها، أما مستقبلها فنرجو لها التقدم والازدهار، وأن يلتفت لها علميا وثقافيا على وجه الخصوص، وأن يستقطب المبدعون والموهوبون في مجالات اللغة العربية والأدب والشريعة والتاريخ والثقافة والفكر والرياضيات والعلوم وغيرها، وأن تتضافر الجهود لذلك، دعما وتشجيعا، وتخطيطا وتوجيها، كإنشاء مراكز أو معاهد للتدريب والتعليم والتثقيف، فإنه لا حضارة للبشرية ترجى دون علم وفكر، وأدب وثقافة.
والمنطقة بحاجة ماسة لتفعيل دور المكتبات، وإقامة الأنشطة الثقافية والأدبية، والفكرية والعلمية، كما يرجو أهل المنطقة ومن يرتادها للعمل أو الزيارة الاهتمام بإنشاء حدائق ألعاب للكبار والصغار. 
وأقول ختاما:
إن المثل العربي القديم يقول: "الحر يحفظ وداد لحظة"، وأنا أقول: عند كتابة هذا التقرير أزدلف الآن في العام السادس وأنا "هنا في طبرجل" حيث أعمل في قطاع التعليم الحكومي، فلن أخيب نفسي، ومن يظن بي خيرا، فأكون لئيما أعمى أصم أبكم عما سمعت ورأيت وقرأت عن طبرجل وسكان طبرجل من الشرارات خاصة، بل أقف وقفة إجلال واحترام، وإكبار وإعظام، نصطف جميعا لنعيش الوحدة والوئام، فكلنا مسلمون، وكلنا عرب، وكلنا إنسانيون، فلماذا ننقب عن جذور الخلاف، وأسباب الشقاق والنزاع؟! ألا يكفي بما لدينا من مقومات الاتحاد حتى نبحث عن الخلاف؟!
متى نعقل هذه الحقيقة القرآنية الكبرى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير). الحجرات.
فالعبرة ليست بالعدد ولا بالمناصب، إنما بالتقوى، وليست بتعداد الأمجاد والمآثر، إنما بالتقوى، والتقوى فحسب.
ونحن في دولة واحدة، وقبلتنا واحدة، وغايتنا في رايتنا "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فهلا اتحدنا؟!
أما أنا، فمتحد قلبا وقالبا مع كل قبائل المملكة العربية السعودية الأصيلة العريقة، ومنها من أكرموني كل الكرم "الشرارات"، الذين قلت فيهم - أول نزولي ضيفا عليهم عام ١٤٤٠ معلما في مدارس وزارة التعليم -:
شرارات المكارم والتفاني * وإخوان الشدائد في الزمان 
وآساد إذا الهيجاء هبت * كرام في النزال وفي الطعان 
يحييون الضيوف بخير نزل * وتلك عوائد العرب الحسان
ولست بقادر ما رمت حصرا * لأفضال تشيد بالعيان 
لأفضال بلغن المجد شأوا * وفاح بذكرهم عبق المكان 
شرارات تروم المجد فخرا * وتأبى الذل في سفر الهوان 
تركع من بغى وتصيح فخرا * هنا الأمجاد تكتب والمعاني
وأخيرا:
هذه فيض مشاعر، ونبض أحاسيس شاعر، يرجو ربه أن يبلغه الوفاء لأهل الوفاء، فشكرا شكرا، فردا فردا لكل شراري، أقول: ما بلغت بعض الوفاء لبعض ما طوقتموني به من كرم ونبل وأصالة، فدمتم يا عرين "بني مكلب"، لا يلومني فيكم إلا ظلوم جهول، أو بائس غير عقول، أو غافل أو مهبول، لا يدري ما يقول، ودمنا على العهد والوفاء، والسلام، ولكم منا الدعاء.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
طبرجل- السبت- ١٤٤٥/٦/٣.

المراجع:
١- اللحاوي رجل وقبيلة، سليمان الأفنس الشراري، طبرجل، ١٤٢٧.
٢- سيرة الشيخ منوخ بن دعيجاء، سلمان الأفنس الشراراي، ١٤٣٠.
٣- طبرجل ماض عريق، وحاضر مزدهر، ومستقبل واعد، عبدالكريم الصبيحة الشراري، ١٤٣٠.
٤- الزيتون بالجوف، خالد هزيل الدبوس، ط ١- ١٤٣٨.
٥- ديوان الشاعر عايد رغيان الوردة الشراري، ط ١- ١٤٣٥.
٦- ديوان شاشة أحزاني، محمد الحلوان، ط ١، ١٤٣٨.
٧- ديوان الأطلال، عبدالله خميس النواق، جمع وإعداد/ محمد حلوان الشراري، ط ١- ١٤٣٤.
٨- موسوعة الأمثال وطرائف الأقوال لدى قبيلة الشرارات، سليم بن دهيم البقاعين، ط ١، ١٤٣٠.
٩- السمح، سليمان الأفنس الشراري، ط٢- ١٤٤١.
من أهدى لي الكتب: أ. إبراهيم سليمان الافنس الشراري المشرف العام على مكتبة سليمان الافنس الخاصة، جزاه الله خيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق