الجمعة، 9 يونيو 2023

شذرات من كتاب (من نفحات الحرم؛ لعلي الطنطاوي)

شذرات من كتاب (من نفحات الحرم؛ لعلي الطنطاوي).

بسم الله، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه شذرات منتقاة من كتاب (من نفحات الحرم؛ للشيخ علي الطنطاوي عليه رحمة الله).
الكتاب طباعة/ دار المنارة - ط ٢- ٢٠٢١.
ابتدأت قراءته في يوم الخميس، بتاريخ ١٤٤٤/١١/١٩ في طبرجل في تمام الساعة ٣:٥٠ فجرا، وختمته في يوم/ السبت، بتاريخ ١٤٤٤/١١/٢١، في تمام الساعة ٥ إلا ٥ دقائق صباحا.
والكتاب يتحدث عن رحلة اكتشاف خط الحجاج من دمشق إلى مكة عام ١٣٥٣ هجريا، ١٩٣٥ ميلاديا. 
وهذا أوان البدء:
١- والدين مذ كان هم في الليل، وذل في النهار. ١٤.
٢- فهذه رحلة كشفية سلخنا فيها شهرين اثنين، وقطعنا فيها خمسة آلاف كيل في الصحراء. ١٩.
٣- ركب في طبعي حب المغامرة والإقدام. ٢١.
٤- فليس في القرى إلا صحة الأجسام، وصفاء النفوس، وجلاء النظر، وراحة الفكر. ٢٢.
٥- هذا الزمان جعل المعروف من السنة منكرا يستحيا منه، والمنكر من البدعة معروفا يفتخر به. ٢٣.
٦- فإنه لولا حب الوطن؛ ما سكن البلد القفار. ٣١.
٧- نوم ساعات في الصحراء أجدى على الجسم من نوم الليل كله في المدينة. ٣٩.
٨- ونظرت إلى أسفل مني فرأيت السلوك الشائكة، فعجبت منها. سلكة لا يعبأ بها، تفرق الأخ عن أخيه، وتجعل الشعب شعبين. ٤٥.
٩- وتمنيت لو كان اليوم إلى اليرموك أو القادسية طريق حتى أسلكه كما سلكه أجدادي الأمجاد، وهيهات أن يكون للشباب الذي أضاع روح الصحراء إلى مثلها طريق. ٤٦.
١٠- و "قريات الملح" قرى ست متقاربة، أكبرها قرية "كاف"، ولكنها لا تحوي على نصف سكان أصغر قرية من قرى الشام ولا تبلغها كبرا واتساعا. ٤٨.
١١- من الأمثال النجدية "إذا دار العود؛ فلا قعود". ٥٠، بتصرف. 
١٢- إن من دأب العادة أنها تضعف الحس، وتذهب بالانتباه. ٥١.
١٣- فلا لذة في الدنيا إلا في التنقل والتبدل وألا تجمد على حال مهما حسنت في ذاتها، وهذا ما أراده الشاعر حين قال:
ولذيذ الحياة ما كان فوضى * ليس فيها مسيطر أو نظامُ. ٥١.
١٤- ومتى أفاد الخيال جائعا أو أجدى الأدب على إنسان؟!. ٥٢.
١٥- وقد علمت أن شر الطعام؛ خير من الجوع. ٥٢.
١٦- وأنا رجل سلفي، ولكني لست ظاهريا من المتمسكين بحرفية النصوص، ولا ممن يأخذها بلا فكر. ٥٤.
١٧- إن مصيبتنا نحن المسلمين في هذه الأيام أننا لا نعرف التوسط ولا الاعتدال، فمنا من ينطلق وراء عقله وحده لا يتقيد بوحي ولا كتاب، ومنا من يدع العقل والكتاب والسنة؛ ليفكر بعقول من مضى...، أو يأخذ من الكتاب والسنة، ولكنه يفهم بالحروف والألفاظ ويدع ما وراءها من المجاز والإشارة والحكمة والمصلحة. ٥٤.
١٨- وقد عرضت مرة - في بعض مقالاتي - إلى تحليل الحس بالحياة، فكان من رأيي أن الحياة أصعب شيء على الإنسان، وأنه لا يستطيع أن يحملها، فهو يقطعها أبدا بحديث أو مطالعة أو عمل، أو ما هو من ذلك بسبيل، فإذا خلت حياته من شيء يشغلها؛ عادت هما وحملا ثقيلا. ٥٥.
١٩- من الأبيات التي استشهد بها:
رب ليل بكيت منه فلما * صرت في غيره بكيت عليه. ٥٧.
٢٠- وأنا أحلف أني... ما رأيت منظرا أجل ولا أجمل ولا أحفل بالعظمة والمتعة من أماسي الصحراء. ٦٠، بتصرف.
 ٢١- أشهد لقد نقت ليالي الصحراء نفسي وصفتها، وعلمتها الشعور بجمال القبح وأنس الوحشة وأغاني الصمت. ٦٠.
٢٢- الصحراء مبسوطة مكشوفة كالرجل الصريح الشريف، ظاهرها كباطنها، لا تخفي سرا، ولا تبطن دون ما تظهر أمرا، ليست كالمدن والرياض. ٦١.
٢٣- إن الله حرم الصحراء رواء المدن ورعة السهول وفتنة الأنهار، ولكنه أعاضها عن ذلك ما هو أحلى وأسمى: جمال الصدق، وبهاء الصراحة، وسنا الإخلاص. ٦١.
٢٤- لغة الألسنة لا تترجم عن القلوب. ٦٢.
٢٥- فاشهدوا أني أوثر الصحراء على كل مظاهر الطبيعة المطبوعة إلا الأودية والجبال. ٦٢.
٢٦- للصحراء سحرها وجمالها، وإني لأفضلها على السهول والبساتين. ٦٢.
٢٧- ذكر مياه "غطى" و "العيساوية" و "الفجر". انظر: ٦٤.
٢٨- ولم يبق إلا الأثرة البشعة وهذا ما عند الأكثرين، أو الإيثار البالغ وهو ما عند القلة النادرة من عباد الله الصالحين. ٦٦.
٢٩- مئة دينار... لم أرها قط، ولم تحتوها يدي إلى الساعة التي أكتب فيها هذه الكلمة. ٦٩، بتصرف.
قلت:
كان تاريخ كتابة هذه الكلمة ١٩٤٠ ميلاديا أي ١٣٦٠ هجريا تقريبا.
٣٠- وللقهوة عند العرب شأن كبير، فقد يستغني البدوي عن الطعام والماء، ولكنه لا يستغني عن القهوة ولا يعدل بها شيئا. ٧٣.
٣١- هذه هي القهوة، وهي لذيذة نافعة لا يقوم مقامها شيء في إراحة الجسم بعد التعب الشديد... أما الشاهي، أعني النجدي منه فسم ناقع، يشرب فيه شاربه المرض والحمى؛ ذلك أنهم يأخذون الشاي الأحمر فيغلونه على النار ثم يغلونه حتى يصير أسود مثل دم الغزال - على حد تعبيرهم -، ويشربون منه كؤوسا كثيرة. ٧٤، بتصرف.
٣٢- فقد أمن الله الجزيرة بابن سعود حتى صار أمنها حديث الناس وانعقد عليه إجماع من أم الحجاز أو جال في بواديها.
ولقد ترك أصحابنا التجار... سيارة مترعة بالثياب والطعام وكل ما يرغب فيه البدوي ويسيل لتصوره لعابه، ثم رجعوا إليها بعد شهر؛ فما وجدوا شعرة منها أزيحت من مكانها على كثرة من مر بها من أعراب. ٧٩، بتصرف.
٣٣- سر قوة العربي الأول الذي عمل ما لم تعمله الجن ولا تقوى عليه المردة - حتى بنى للحضارة هذا الصرح العظيم فأوت إليه وتفيأت ظلاله -؛ إنما هو حياة الصحراء. ٩٤.
٣٤- ومن أين يأتي البدوي المرض ما دام لا يؤتى من قبل معدته، والمعدة بيت الداء؟. ٩٤.
٣٥- من الأبيات التي استشهد بها:
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى * وفيها لمن خاف القلى متحولُ. ٩٥.
٣٦- نفس العربي ما في قلبه على لسانه، فإن عاداك فعداوة الشريف، يستقبلك بالشر ولا يستدبرك به، ويحمل إليك الموت على شفرة السيف، لا يقدمه في كأس من الذهب قد خلط فيها السم بالدسم. ٩٥.
٣٧- الجفاء ليس من شأن العرب، ولا هو في جميعهم، وإن فيهم للَطفا وإن فيهم لظرفا وإن لهم لأحلاما. ٩٥.
٣٨- من الأمثال التي ذكرها:
"أن ترد الماء بماء أكيس". ٩٩.
٣٩- رأينا سلعا، وهو جبل عال أسود يقوم حيال جبل أحد فيحجب المدينة وراءه. ١٠٦.
٤٠- من الأبيات التي أعجبتني:
قول محمد بن عبدالملك وقد ورد بغداد فحن إلى المدينة:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بسلع ولم تغلق علي دروبُ
وهل أحد باد لنا وكأنه * حصان أم المقربات جنيب
يخب السراب الضحل بيني وبينه * فيبدو لعيني تارة ويغيب
فإن شفائي نظرة إن نظرتها * إلى أحد والحرتان قريب
وإني لأرعى النجم حتى كأنني * على كل نجم في السماء رقيب
وأشتاق للبرق اليماني إن بدا * وأزداد شوقا إن تهبَ جنوب. انظر: ١٠٦.
٤١- أهل المدينة مذ كانوا أطرب الناس وأبصرهم بالغناء. ١٠٨.
٤٢- وكانت المدينة ضمن السور، لا يدخل إليها إلا من هذه الأبواب التي تغلق ليلا، فلا تفتح لأحد إلا إن ذكر اسمه وأثبت شخصيته. ١٢١.
٤٣- شايخانات: أي: أمكنة الشاي. ١٢٣.
٤٤- من المواضع التي مروا بها قرب المدينة "المساجيد"، و "بئر ابن حصانة". انظر: ١٢٤.
٤٥- وزرنا السيد محمد نصيف، وهو وجه جدة، وله مكتبة عامرة، ومن لم يزره؛ فكأنه لم يزر جدة. ١٢٧.
٤٦- وشعور المسلم حين يصل إلى باب المسجد الحرام وتبدو له الكعبة لأول مرة؛ لا يمكن أن يصفه قلم كاتب، ولا لسان أديب. ١٢٨.
٤٧- وأكثر السوريين في الحجاز موظفون في الوظائف الفنية، وأقلهم تجار. ١٤٦.
٤٨- ولمكة سور له أبواب، لا يدخل أو يخرج إلا منها، وهي تغلق ليلا، فلا تفتح إلا بإذن. ١٥٦.
٤٩- والمبيت في الصحراء جميل، لا يعرفه إلا من جربه، ينام الإنسان ثلاث ساعات فيفيق نشيطا قويا، كأنما نام الليل كله. ١٥٧.
٥٠- ورابع إمارة صغيرة، فيها نخيل وبيوت قليلة، والطريق من جدة إليها سهل مستو، لم نلق فيه مصاعب تذكر. ١٥٨.
٥١- وقبائل حرب هذه كانت آفة البر، عجز عنها الأتراك والأشراف ولم يستطيعوا أن يحموا أنفسهم من شرهم حتى يحموا الحجاج، فخلوا بينها وبينهم، فذاق الحجاج منها الأمرين!...فأصبحت الآن مقلمة أظافرها، مكسورة شوكتها. ١٥٨، بتصرف. 
٥٢- وما أكثر من رأيناه من الهنود والسودان يمشي وحده من مكة إلى المدينة، ما معه إلا ركوة وسفرة وعصا. ١٥٨.
٥٣- قال عن المسجد النبوي الشريف:
"ولكن فيه سرا وله معاني لا تحسها في مسجد مكة ولا في الأموي". ١٦٠.
٥٤- وادي العقيق... وهذا الوادي هو أشهر واد في كتب الأدب، وكان فيه ثلاثون قصرا لم يبق منها إلا أنقاض فخمة لقصر سعيد بن العاص، وكانت فيه آبار ورياض لم يبق منها إلا بئر عروة وبئر رومة وحديقة سلطانة. ١٦٢، بتصرف.
٥٥- وما كان ثمة طريق، بل كنا نمشي في عرض البادية. ١٦٤.
٥٦- بعد خروجهم من المدينة إلى تبوك؛ ذكر بعضا من الأشجار التي وجدوها في طريقهم، وهي:
السمر، والحرمل، والسلم، والرمث والطرَفة. انظر: ١٦٤.
٥٧- والحزم بعرف البدو الأرض اليابسة التي لا تغوص فيها الرجل. ١٦٨.
٥٨- ولم أجد والله وسيلة أستطيع فيها أن أتنفس هواء باردا إلا بأن حفرت في الرمل نحو نصف متر، وأدنيت أنفي من الأرض لأجد برودتها، فلا تلبث هذه البرودة حتى تجعلها الشمس جمرة تتلظى. ١٦٨.
٥٩- من الأودية التي ذكرها:
وادي هدية، ووادي الحمض. انظر: ١٦٩، و ١٧١.
٦٠- من الأمثال التي استشهد بها:
"أعقد من ذنب الضب". انظر: ١٧٣.
٦١- من الأشجار التي ذكرها:
الحنظل، والأثل. انظر: ١٧٩.
٦٢- ذكر جبال الخور وقال:
"وله فروع ثلاثة:
أولها اسمه (مبرك الناقة)... والثاني: (خور حمار)... والثالث: (خور نعجة)". انظر: ١٨٢.
٦٣- من أكلات البدو التي ذكرها بعد العلا في عودتهم إلى تبوك:
الحنينة.
مكوناتها:
الدقيق والسمن والعجوة. انظر: ١٨٥.
٦٤- كل بارع من الفن قد يوجد ما هو أبرع منه، أما الفطرة الساذجة التي شيدت بها الكعبة؛ فستظل أبدا نسيج وحدها في العظمة والخلود. ١٩٣.
٦٥- وليس في الوجود قوة بشرية تستطيع أن تقف موكب الخلود الذي يطوف أبدا حول الكعبة البيت الحرام. ١٩٤.
٦٦- صدقوني:
إن كل لذات الدنيا بطعامها وشرابها ولباسها ومتع شهواتها ومناعم أموالها؛ لا تبلغ ذرة من اللذة الروحية التي يشعر بها الحاج وهو يلثم الحجر الأسود الذي لثمه محمد، ومن قبله أبو الأنبياء إبراهيم صلى الله عليهم جميعا. ١٩٦.
٦٧- وعرفات، إنها لن ترى عين البشر مشهدا آخر مثله، هيهات، ما في الدنيا ثان لهذا المشهد العظيم. ١٩٦.
٦٨- أخوة الدين أقوى من أخوة النسب. ١٩٧.
٦٩- دعوتنا إلى القرآن لا قراءة وترنيما وتنغيما؛ بل عملا وتطبيقا؛ فقلنا: لبيك اللهم لبيك. ١٩٧.
٧٠- إن الحج هو الدورة التدريبية الكبرى التي تقوي الأجسام والأرواح، التي تربي الأجساد والقلوب. ١٩٨.
٧١- إن الحج عيش في تاريخ المجد، في سيرة الرسول، في سماء الإيمان. ١٩٨.
٧٢- لقد ربحنا الزمن ولكنا خسرنا العواطف والأفكار والتأملات. ١٩٩.
٧٣- ولئن كان في الأرض بقعة يشعر فيها المرء أنه في الجنة حقا؛ فهي الحرم النبوي، ولعلها معجزة دائمة للرسول؛ إذ خبر أن ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة. ٢٠٠.
٧٤- كل مسجد في الأرض هو في حقيقته أثر من آثار محمد. ٢٠١.
٧٥- قال في (ص ٢٠٤):
"ومن مزايا المسجد النبوي أن فيه روائع الخط العربي". 
قلت:
المشروع عدم الكتابة على المساجد؛ بل ذلك بدعة. 
٧٦- وليس أجمل في أرض العرب من الربيع، ولا أجدى من الغيث. ٢٠٥.
٧٧- بئر عروة... حفرها الإمام الزاهد العلم عروة بن الزبير، فكانت في قصره العظيم الذي اندثر ولم يبق له من أثر. وهي أعذب بئر في المدينة وأطيبها. ٢٠٨، بتصرف. 
٧٨- وكان عروة رجلا صالحا، قد عاف الدنيا وانصرف عنها ولم يرد منها إلا زادا يقطع عليه الطريق إلى الجنة. ٢١٥.
٧٩- هنالك تتنفس الإنسانية التي خنقها دخان البارود وعلامات الحدود وسيد ومسود وعبد ومعبود وتحيا في عرفات. ٢٢٦.
٨٠- وطن المسلم في القرآن... (إنما المؤمنون إخوة). ٢٢٦، بتصرف. 
٨١- في عرفات تتجلى عظمة الإسلام، دين الحرية والمساواة والعلم والحضارة. ٢٢٩.
قلت:
الأولى قول: دين الحرية والعدالة، فالمساواة منها ما هو ظلم، ولا يكون ظلم في العدالة، وهو اللفظ القرآني والشرعي. 
٨٢- لا خوف على الفضيلة ولا على الحق ولا على السلام ما دام في الأرض عرفات. ٢٢٩.
٨٣- وقديما قالت العرب: "سير السواني سفر لا ينقطع". ٢٣٣.
٨٤- إن أول كلمة في دستور الإسلام كانت (اقرأ)...؛ لأن الإسلام ليس دين قتال ولا دين مال ولا دين سيطرة وسلطان، ولكن الإسلام دين العلم والفكر
 والهدى. ٢٣٨، بتصرف. 
٨٥- ونحن نفتح قلوب أهل البلاد بالعقيدة وللعقيدة حتى يصير أصحابها أغير منا على هذه العقيدة. ٢٤٠.
٨٦- إن الألفة تذهب الشعور. ٢٤١.
٨٧- دولة الإسلام فوق الأجناس والقوميات. ٢٤١.
٨٨- لقد ملكنا الدنيا يوما بالسلاح الذي حملناه من حراء، وسنبقى ملوكها ما بقي في أيدينا هذا السلاح. ٢٤٢.
٨٩- ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم كان أعز في الغار وأكرم؛ لأنه كان يتطلع إلى السماء وهم ينظرون إلى الأرض، فلما اتصل بالسماء ابتلع الغار القصور. ٢٤٢.
٩٠- وليعلم أمته أن الإسلام شرعة السمو، وأنه دين المعالي، وأن السعادة لا تنال إلا بالجهد والمشقة. ٢٤٣.
٩١- فلا يغترن أحد بالدنيا:
فما الدنيا بباقية لحي * وما حي على الدنيا بباقي 
ولا يدخرن وسعا في كسب الذكر للدنيا والأجر للآخرة، فما الحياة إلا حياة التاريخ، بل حياة الجنة. ٢٤٦.
٩٢- الكفر والإيمان ومبادئ الخير والشر؛ إنما يكون رسوخها في سن الطفولة والصبا. ٢٥٣.
٩٣- فما مسلم يطوف حول الكعبة إلا أحس أن وطنه الحق ها هنا، لا البلد الذي ولد فيه وشهد مدارج طفولته وملاعب صباه. ٢٥٥.
٩٤- أفلا ينسى المسلم كل شيء إذا وقف على "موطن الروح" ورأى الكعبة والمقام وزمزم والحطيم؟. ٢٥٥.
٩٥- ويرحل المرء إلى آفاق الأرض للتجارة والعلم والسياحة، فلا يعلق به وصف رحلة ويلزمه عمره كله إلا الرحلة إلى الحج. ٢٥٦.
٩٦- وهل في معجم القومية كلمة أظهر وأكبر وأسير من كلمة "نجد"؟ 
نجد، دار العرب ومثابة الهوى وملهمة الشعراء؟. ٢٥٦.
٩٧- أما الصحراء فلست ترى فيها سطوحا نقية تخفي تحتها رجسا، ولا ترى عوجا فيها ولا أمتا، ولا يختلف ظاهرها عن باطنها. ٢٥٧.
٩٨- والصحراء موطن أسود لا حظيرة أغنام، فلا يعيش فيها إلا الآساد ومن لهم همم الآساد وصبر الجمال. ٢٥٧.
٩٩- وما في الإسلام إلا راية واحدة يستظل بها كل مسلم هي راية القرآن، ووطن واحد هو كل أرض يعمل فيها بأحكام الإسلام وتقام فيها حدود الله. ٢٥٨.
١٠٠- موطني الأول البلد الذي بزغت منه أنوار الإسلام، والذي تقام فيه حدود الله، ويحكم فيه بما أنزل الله. ٢٥٩.
١٠١- لقد صنع السعوديون للحرم هذه السنين القلائل أكثر مما صنعه ملوك المسلمين جميعا في ألف وثلاثمئة سنة، أما حرم مكة فإن البداية فيه تبشر بنهاية يصغر معها ما كان في المدينة. ٢٦١.
١٠٢- الأرجح من قولي العلماء أن الجنة التي كان فيها آدم وحواء ليست هي جنة الآخرة الموعودة، ولكنها جنة غيرها. ٢٦٥.
١٠٣- وإذا مررنا مع العصور؛ رأينا هذه الجزيرة العربية مثل الأم، تلد الأطفال وتحضنهم، حتى إذا كبروا؛ أطلقتهم فذهبوا فأسسوا الدول وبنوا الممالك. ٢٦٧.
١٠٤- فالعرب العاربة - إذن - هم قوم محمد - صلى الله عليه وسلم -، واللسان العربي الأصيل هو اللسان الذي نزل به القرآن. ٢٧١.
١٠٥- وثقوا أن أهون شيء علي أن أرجع عن الخطأ إذا تبين لي. ٢٧١.
١٠٦- فالعبرانيون بنو إسرائيل، والعرب بنو إسماعيل. ٢٧٢.

انتقاء/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي. 
طبرجل - السبت - ١٤٤٤/١١/٢١.

abdurrhmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق