الأربعاء، 7 يونيو 2023

قيد الخاطر - (التدقيق والمقاطعة مع الإخوان)

قيد الخاطر - (التدقيق والمقاطعة مع الإخوان).

من يحبك في لحظة ما؛ لن يدقق عليك فيها؛ بل يحب ما تحب، ومن ثقلت عليه في لحظة ما؛ فسيبدر منه ما تقدر معه أن لو كنت لم تعرفه حتى يبادرك بما بادرك به.
لتقريب هذه الحقيقة؛ أقول:
من المواقف التي تتكرر معي مع أناس مقربين وغير مقربين: تجد أنك في نقاش مع أحدهم، فتفاجأ بسرعة أحدهم في المقاطعة قائلا: هذا نقاش عقيم!
ماذا عليه لو قال: نغير الموضوع؟ أو عبارة لطيفة أخرى بأسلوب سلس؛ كأن يتدخل بطرح سؤال بعيد عن القضية الدائر حولها النقاش، أو غير ذلك من الطرق والأساليب، وهذا عين الحكمة. 
إن مثل هذه المواقف تتكرر معي، والعجيب أنني لم أقاطع يوما أناسا بهذه الطريقة الفجة، بينما البعض يستحلي ذلك ويستمرئه، ولا يراه مخالفا للحكمة والصواب! 
ولو دققت مع ذلك المقاطع كما دقق معي في بعض تلك المواقف؛ لتكدر العيش، ولكن من النظرة والتورية والأسلوب الحسن والتعامل الحكيم؛ تغير للأحسن والأفضل والأكمل والأليق رويدا رويدا، دون مصادمة أو تحطيم، أو تهميش أو تسقيط. 
إن فرد العضلات بالكلام والمقاطعة والاستئثار بالحديث دون من في المجلس؛ لعمل قبيح مستهجن في الشرع، وعرف كل أصيل ومتحضر. 
إن من الناس من يتربى بالصدود والإعراض والرزانة والهدوء أكثر من أضدادها من الإقبال بالكلية بطرح التكلف كله والانبساط والحركة الكثيرة؛ فقدر لكل موقف ما يناسبه من أسلوب وطريقة، ولا تثقل؛ فيثقل عليك، ولا تنبسط؛ فيقبض عنك، ولكن بين بين، حزم ولين، وحكمة في كل تعامل وأسلوب، ولا تنزل لحضيض الآخر الثرثار، المستئثر بالحديث عن غيره، وكما لا يسمح لك بمقاطعة أحد؛ فلا تسمح لأحد بمقاطعتك، وإن كان؛ فتوقف ولا تكمل، هكذا يجب أن نكون، تربية بحكمة وتعقل وهدوء، لا فضاضة ولا غلظة، صبر وسكينة، هدوء وطمأنينة، تألف وتؤلف. 

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي. 
طبرجل - الأربعاء - ١٤٤٤/١١/١٨.

abdurrhmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق