‏إظهار الرسائل ذات التسميات شذرات من بطون الكتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شذرات من بطون الكتب. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 8 يناير 2024

شذرات من كتاب (جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر رحمه الله)

شذرات من كتاب- (جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر رحمه الله).

الكتاب في مجلدين، ألف صفحة تقريبا، جمعها وقرأها وقدم لها د/ عادل سليمان جمال- نشر/ مكتبة الخانجي- ط ٣- ٢٠١٣.

١- ففي القلب تعيش الأرواح الحبيبة الخالدة التي لا تفنى، وفي القلب تحفر القبور العزيزة التي لا تنسى. ٦.
٢- فليس للأدب اليوم من الحرمة ولا فيه من النبل ولا عليه من الحياطة والحرص ما يحفز أحدا للمراصدة دونه أن يمتهن أو يسترذل. ٨.
٣- وكفى بالموت حقا وجلالا. ٩.
٤- فما يتعايش الناس اليوم إلا بثلب الموتى. ٩.
٥- فالرافعي والعقاد أديبان قد أحكما أصول صناعتيهما كل في ناحيته وغرضه، وأفنا الليالي والأيام والسنين في ممارسة ما هو فيه وإليه، وكلاهما يعلم عن عمل صاحبه مثل ما يعلم عنه، ولا يظن بأحدهما أنه يجهل قيمة الآخر. ١٠.
٦- مما استشهد به من الشعر:
ولولا أن يقال هجا نميرا * ولم نسمع لشاعرهم جوابا 
رغبنا عن هجاء بني كليب * وكيف يشاتم الناس الكلابا. ١٢.
٧- والعرب والفلاسفة جميعا يزعمون أن لفظ كل إذا دخل على النكرة أوجب عموم أفرادها على سبيل الشمول دون التكرار. ١٥.
٨- قال عن شعر الرافعي:
"وبان في ذلك ما امتاز به الرافعي من الدقة وصدق الإحساس في إدراك معاني الشعر وما فيه من غضارة وروقة وجمال". ٢٠.
٩- فإن من بعض اللفظ في العربية لما يضرم الفكر، ويؤرث المعاني، ويستفز الخيال إلى أعلى مراتبه. ٢٤.
١٠- إذا أحببت لا أغلو، ولا أتجاوز حد الحب الذي يصل القلب بالقلب، ويمد الروح بالروح، ويجعل النفس في فرح متصل بسببه، أو حزن آت بعلته، فهذا أخلق الحب أن يخلو من سوء العصبية، وفساد الهوى، وقبح الغرض. ٢٨.
١١- ورب رجل صاف كنور الفجر يخبأ من ورائه مظلمة من سواد الليل. ٢٩.
١٢- مهزعات العصر الحديث...صرفت الأخلاق في وجوه الغي والضلال، وأطلقت دنيات الغرائز من عقال الشرائع، وأرسلتها ترعى حمى أبى الله ورسوله أن يكون مرعى لمن آمن بالله واليوم الآخر. ٣٧، بتصرف.
١٣- وأنا بحمد الله لم أخلق على طبيعة السارق، بل سويت على هيئة المسروق، كل من شاء أن يأكلني أكلني، قد رضيت أن أحوط جوهري بالعرض المضيع. ٣٩.
١٤- وأنا مذ كنت، كنت مطية القدر حيثما وجهني استقبلت المضيق والطريق بنفس مسلمة وجهها لله، بأن الزمام في يد الله.
فإن تسأليني كيف أنت فإنني * صبور على ريب الزمان صليبُ
يعز علي أن ترى بي كآبة * فيشمت عاد أو يساء حبيب. ٣٩.
١٥- والنفس منبوذة على حدود النشاط في كسل مجدب بالقحط والظمأ، لا يهتدي إليه ري ولا شبع. ٤٦.
١٦- وإذا لم تجد النفس لذتها المؤلمة إلا في انتزاع الآلام المحرقة مما ترى وتسمع وتتخيل، فكيف تعيش أفكارها إلا في دخان من الأحزان الصامتة صمت الفكرة المختنقة التي لا تجد أنفاسها ولا جو أنفاسها. هكذا أجدني. ٤٦.
١٧- لا معنى للشيء الحي إلا أن يجتمع فيه معنى الأشياء الشريفة، الموت والحياة معا. ٤٧.
١٨- العمل المهلك والفكر المهلك هما العمل الإنساني الجليل الذي خلقت من أجله الحياة على الأرض. ٤٧.
١٩- المصدر الحي للأدب إنما هو النفس. ٤٨.
٢٠- فمن أين يأتي الشفاء إذا كان كل الطبيب هو بعض المريض. ٥٤.
٢١- فأول الإصلاح الاجتماعي هو إدماج عواطف الفرد في مصالح الجماعة على أتم صورة من صور الحماسة أي القوة التي تنبعث من الدم لتطهير الدم. ٥٥.
٢٢- والكتابة هي زكاة العلم، فيجب أن تقوم على هذا الأصل الفردي المتحمس المتدفق بتياره في أعصاب النظام الاجتماعي. ٥٥.
٢٣- وإن المرأة إذا ثارت لم يبلغ مبلغها في القسوة أقعد الوحوش في باب الوحشية، ومع ذلك، فهي الزهرة غب الندى، وهي النسيم في السحر، وهي. ٥٧.
٢٤- صناعة الأدب هي من بين الصناعات أشدها التحاما بالحياة، لا، بل الأصول النفسية التي تقوم عليها وبها أسواق المجتمع الإنساني. ٥٨.
٢٥- فالأدب في أصله: تنزيه للنفس، وكبح لجماحها، ورفق في سياستها. ٥٨.
٢٦- إن الشهرة والشهادة هما شيئان لا قيمة لهما في العلم والأدب، فبناء العلم على نجاح التجربة، واستواء المنطق، وإقرار العقل، وبناء الأدب على صدق الإحساس، وحدة الإدراك، وسمو العاطفة، وقوة الحشد، وبراعة العبارة والأداء. ٥٩.
٢٧- وينبغي أن يتحرر الأدباء والعلماء المستعبدون قليلا من أغلال الضرورات المستحكمة، ليحاربوا بغي هذه التجارة بالنبل والسمو والترفع. ٦٠.
٢٨- الإيمان والعمل هما جلاء النفس وصقلها لتبقى أبدا مشرقة. ٦٣.
٢٩- ثم ارموا بالشباب حيث شئتم، فإنهم عصام الشعب، وهم ذادة الوطن، وهم أصحاب المستقبل. ٦٣.
٣٠- فمن الرجل الرحمة والإخلاص، ومن المرأة الاحترام والعفاف، ومنهما النسل الجميل المحفوف بالفضيلة من جميع نواحيه. ٦٤.
٣١- ومن بلاء الأمم الضعيفة بنفسها أن انبعاثها إلى التقليد - تقليد الأقوى - أشد من انبعاثها لتجديد تاريخها بأسباب القوة التي تدفع في أعصابها عنفوان الحياة. ٦٥.
٣٢- وهذا الكاتب وهذا الشاعر...هما فن الحياة الذي يعمل أبدا في تجديد معانيها بالتأثير والبيان. ٦٦، بتصرف. 
٣٣- قال عن الجامع الأزهر:
"فإن الفاطميين هم أنشؤوا هذا المسجد الجامع لأول فتحهم لمصر". ٧٤.
قلت: وهم الرافضة العبيديون، وتسموا زورا بالفاطميين.
٣٤- من رائق ما استشهد به من شعر - وهو لكثير عزة -:
تمتع بها ما ساعفتك ولا تكن * عليك شجى في الصدر حين تبين
وإن هي أعطتك الليان فإنها * لآخر من خلانها ستلين 
وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها * فليس لمخضوب البنان يمين. ٧٦.
٣٥- فالجيش الذي يتكون ويتجمع من شعب جاهل معذب بالجهل، محطم بالضعف العقلي والخلقي، لا يمكن أن يكون جيشا مؤتمنا على ثغور البلاد يحميها من غوائل الحروب. ٨١.
٣٦- وأما العنصر الإسلامي من الدين والأدب والفن...أصل المدنية. ٨٣، بتصرف. 
٣٧- والعصبية هي دليل الضعف، وهي الآفة التي تتخون الرأي، وهي الهدم الذي يأتي بنيان العقل والعاطفة من القواعد حتى يدمره تدميرا. ٨٦.
٣٨- الدين والعقيدة هما عماد الاجتماع وأصله وأعظم مؤثر في توجيه أغراضه وحياطتها وتدبيرها وتوليدها. ٨٧.
٣٩- الشعوب تحتفظ من الأديان بخصائص كثيرة لا يمكن أن تؤثر فيها تطورات الحضارة المدنية الخاضعة للعلم والسياسة وما إليهما. ٨٧.
٤٠- فالإنسان من بين جميع الحيوان هو الذي لا يحرك أذنيه البتة، لا في طرب ولا غضب. ٩٢.

الثلاثاء، 29 أغسطس 2023

شذرات من كتاب (سير أعلام النبلاء) - (بشر الحافي)

شذرات من كتاب - (سير أعلام النبلاء) - (بشر الحافي). 

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي. 
طبرجل - الثلاثاء - ١٤٤٥/٢/١٣.

ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة. 
ومات يوم الجمعة في شهر ربيع الأول [ ص: 476 ] سنة سبع وعشرين ومائتين قبل المعتصم الخليفة بستة أيام ، وعاش خمسا وسبعين سنة .
 قال أبو بكر المروزى : سمعت بشرا يقول : الجوع يصفي الفؤاد ، ويميت الهوى ، ويورث العلم الدقيق .
وقال أبو بكر بن عثمان : سمعت بشر بن الحارث يقول : إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة ، ما صفا لي درهمه .
 قال أحمد بن حنبل : لو كان بشر تزوج ، لتم أمره .
قال إبراهيم الحربي : ما أخرجت بغداد أتم عقلا من بشر ، ولا أحفظ للسانه ، كان في كل شعرة منه عقل ، وطئ الناس عقبه خمسين سنة ، ما عرف له غيبة لمسلم ، ما رأيت أفضل منه .
وعن بشر قال : المتقلب في جوعه كالمتشحط في دمه في سبيل الله .
 وعنه :
 أمس قد مات ، واليوم في السياق ، وغدا لم يولد .
وعنه:
 لا يفلح من ألف أفخاذ النساء .
وعنه:
إذا أعجبك الكلام ، فاصمت ، وإذا أعجبك الصمت ، فتكلم .
وعنه:
لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدا .
 قال حسن المسوحي ، عن بشر : أتيت باب المعافى ، فدققت ، فقيل : من ؟ قلت : بشر الحافي . فقالت جويرية : لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي .
 قال إبراهيم الحربي : لو قسم عقل بشر على أهل بغداد ، صاروا عقلاء .
 قيل : جاء رجل إلى بشر ، فقبله ، وجعل يقول : يا سيدي أبا نصر . فلما ذهب ، قال بشر لأصحابه : رجل أحب رجلا على خير توهمه ، لعل المحب قد نجا ، والمحبوب لا يدرى ما حاله .

abdurrhmanalaufi@gmail.com

الأحد، 20 أغسطس 2023

شذرات من كتاب (حياة السلف بين القول والعمل؛ للشيخ/ أحمد الطيار)

شذرات من كتاب (حياة السلف بين القول والعمل؛ للشيخ/ أحمد الطيار). 

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي. 
طبرجل - الأحد - ١٤٤٥/٢/٤. 

كتاب عظيم، أشبه ما يكون بكتاب النووي رحمه الله (رياض الصالحين) من حيث الجمع والتحرير والترتيب لأقوال السلف في العقيدة والبدعة والمبتدعة والعلم والعلماء والأخلاق وغيرها، مفصل تفصيلا بديعا، أنصح به جدا. 
وصاحبه الشيخ الفاضل هو الذي نصحني بطباعة كتابي (شذرات من كتب ابن قيم الجوزية منتقاة من ثلاثين كتابا) لدى دار الحجاز، ونعمت نصيحته، وهو صاحب (تقريب فتاوى ورسائل ابن تيمية)، وهو مرتب ترتيبا موضوعيا، وأنصح به جدا، وتلقاه العلماء والعامة والخاصة بالقبول. 
وهذه بعض الشذرات من هذا الكتاب العظيم:

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقُّل. [الشريعة / ٦٦]
 وعن إياس بن معاوية رحمه الله قال: لم أخاصم بعقلي كله من أصحاب الأهواء، غير أصحاب القدر. قال: قلت: أخبروني عن الظلم في كلام العرب ما هو؟ قالوا: أنْ يأخذ الرجل ما ليس له، قال: فقلت: فإن لله - عزَّ وجلَّ - كل شيء. [الشريعة / ٢٣١
 * وعن طاووس رحمه الله قال: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه. [الحلية (تهذيبه) ٢/ ٢٨]
 وقال أيضًا رحمه الله: ليس لأحد أن يصعد فيلقي نفسه من فوق البئر ويقول: قُدِّر لي. ولكن يحذر ويجتهد ويتقي، فإن أصابه شيء علم أنه لم يصبه إلا ما كتب الله له. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٦٠].
 وقال بلال بن أبي بردة، لمحمد بن واسع رحمه الله: ما تقول في القضاء والقدر؟ قال: أيها الأمير إن الله - عزَّ وجلَّ - لا يسأل يوم القيامة عباده عن قضائه وقدره، إنما يسألهم عن أعمالهم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٤١٥].
وعن أبي عثمان قال: كان عيسى - عليه الصلاة والسلام - يصلي على رأس جبل، فأتاه إبليس فقال: أنت الذي تزعم أن كل شيء بقضاء وقدر؟ قال: نعم، قال: ألق نفسك من الجبل، وقل: قدر علي، قال: يا لعين! الله يختبر العباد، وليس للعباد أن يختبروا الله - عزَّ وجلَّ. [موسوعة ابن أبي الدنيا / ٤/ ٥٤٤].
 قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة" [(رواه الإمام أحمد)، صفة الصفوة ١/ ٢٠١
 ومما كان مسعر رحمه الله يُنشده له أو لغيره:

نَهارُك يا مَغْرُورُ سَهْوٌ وغَفْلَةٌ ... ولَيْلُكَ نومٌ، والرَّدَى لك لازمُ

وتتعب فيما سوف تَكرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ في الدُّنيا تعيشُ البَهَائِمُ

[صفة الصفوة].
 وقال حذيفة - رضي الله عنه -: المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كانوا يومئذ يكتمونه. وهم اليوم يظهرونه. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٢٠٧].
 قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: لو تعلمون ما أعلم من نفسي حثَيْتم على رأسي التراب. [صفة الصفوة ١/ ١٨٦]
 وقال حاتم الأصم رحمه الله: لي أربعةُ نسوة، وتسعةُ أولاد، ما طمع شيطانٌ أن يُوسوسَ إليَّ في أرزاقهم. [السير (تهذيبه) ٢/ ٩٦٠
 قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: رَحِمَ الله امرَأً أمسكَ فضلَ القول وقدّمَ فضلَ العمل. [عيون الأخبار ١/ ٣٨٠]
 وعن مطرف بن الشخير رحمه الله قال: عقول الناس على قدر زمانهم. [الحلية (تهذيبه) ١/ ٣٦١].


Abdurrahmanalaufi@gmail.com

الأربعاء، 12 يوليو 2023

شذرات من كتاب (أعلام من التاريخ؛ لعلي الطنطاوي)

شذرات من كتاب (أعلام من التاريخ؛ لعلي الطنطاوي).

بسم الله، الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد:
فهذا مقال مطول بعنوان: شذرات من كتاب (أعلام من التاريخ؛ لعلي الطنطاوي)، رحمه الله رحمة واسعة، وبارك في عقبه أجمعين.
الكتاب طباعة / دار المنارة- ، ط2، 2021. 
وهو عبارة عن جمع وترتيب حفيد المؤلف/ مجاهد مأمون ديرانية – وفقه رب البرية -.
الكتاب يقع في 444 صفحة.
ابتدأت قراءته في طبرجل، في يوم/ السبت، بتاريخ: 28/11/1444، وفرغت منه في المدينة، في يوم/ الثلاثاء، بتاريخ: 9/12/1444، بحمد الله ومنته.
وانتقيت منه بعض الشذرات، وهذا أوان البدء:
1- فالطفرة لا تأتي بخير، ولا الثورة، فالثورة تبيد ولا تشيد. 14.
2- جمال الدين الأفغاني ...كان صوته أول صوت أهاب بالقافلة النائمة أن تستيقظ وتعاود المسير. 12، بتصرف.
قلت:
جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده ما علمت عنهما هو أن بعض العلماء يحذر منهم.
ومما قرأته عن الأفغاني:
 اتهامه بالماسونية، وكونه ضعيف علميا، ولديه خلل في عقيدته كبير، ومنها اتهامه الإسلام بعدم السماحة، وأنه سد باب التطور، وخنق العلم. واتهم الفتح الإسلامي لمصر باستعباد شعب مصر العظيم، ودعاهم إلى تعظيم الآثار الفرعونية. انظر: 75/1. منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير؛ للدكتور/ فهد الرومي، ط2، 1403.
وكذلك محمد عبده تلميذه:
 اتهم بالماسونية، ولديه خلل كبير في عقيدته، وهو من رؤوس المدرسة العقلية في العصر الحديث، فإذا تعارض العقل والنقل؛ قدم العقل، وصاغ برنامج الحزب الوطني المصري، وبين فيه أنه حزب سياسي لا ديني، وقال بأن خير أوجه الوحدة: الوطن!، وهو – كشيخه الأفغاني – على علاقة وطيدة بالمحتل البريطاني لمصر، وقال اللورد كرومر بأن محمد عبده يظل مفتيا لمصر؛ ما دامت بريطانيا العظمى محتلة لها!
وقال محمد عبده الهالك: لا نقطع رأس الدين إلا بسيف الدين، في رسالة بعثها إلى شيخه الضال، احتوت على جمل من الضلالات، وكان يجاهر بترك الصلاة أحيانا، ولم يحج، وكتاب (تحرير المرأة؛ لقاسم أمين) مؤلفه الحقيقي محمد عبده، وهو يدعو إلى طرح الحجاب. السابق، 1/124.
ولعل الطنطاوي جهل حقيقتهما.
3- قال عن الشيخ طاهر الجزائري – عليه رحمة الله -:
"كان يترك أثرا من الخير أينما حل". 12.
" وكان أشد خلق الله تشجيعا للناشئين، وتنشيطا للعاملين". 16.
وقال:
"وكان كلما رأى مخايل النجابة في أحد؛ سيره في طريق العلم، ووصله بشعبة من شعبه، وكان أكثر اهتمامه بإدخال العلم إلى بيوت الأكابر". 17.
وقال:
"وكان قد فرغ من أمر طعامه ولباسه، فكان مضرب الأمثال في ذلك". السابق.
وقال:
""وكان من أحفظ خلق الله لوقته، يسهر الليل كله في مطالعة أو مذاكرة، أو عبادة، أو سعي بإصلاح". 18.
وقال:
"وكان من رؤوس المصلحين، ومن العلماء العاملين، وكان من الأركان الكبار في هذه النهضة". 20.
وقال:
"ورجع يعيش عيش الكفاف والتقتير بأثمان ما بقي من كتبه". السابق.
4- قال عن بدر الدين الحسني "شيخ الشام":
"كان رجل العلم، عاش ثمانين سنة بالعلم وللعلم...، ما ترك الدرس قط ولا يوم وفاته، ما تركه إلا ساعة احتضاره.
الرجل الذي لبث ثمانين سنة ما مس جنبه الأرض، وما اضطجع إلا في مرض الموت، ما مرض قبل ذلك قط، بل كان يجلس في الليل ليقرأ، فإذا غلبه النعاس؛ اتكأ برأسه على وسائد أعدت له، فأغفى ساعتين أو ثلاثا من الليل متقطعات، ومن النهار ساعة.
...كان فهرسا حيا لكل مخطوط ومطبوع من الكتب في كل فن.
...يعد المرجع في كل فن: في اللغة وغريبها، وفي الصرف وفي النحو، وفي فقه المذاهب الأربعة المدونة والمذاهب التي لم تدون...وفي البلاغة، وفي الحديث رواية ودراية، وفي معرفة الرجال والأسانيد، وفي الكلام والفلسفة والأخبار.
يقرأ دائما...ما فارق الكتاب قط، ولا استعان على النظر بنظارة، وقد مات وهو حديد البصر صحيحه.
ما أحب في الدنيا غير الكتب وأواني الخزف الصيني.
...وكان يقرأ ويقرئ أبدا ما شاء وشاء الطالب.
...كان علمه عجيبا، وكانت سيرته أعجب من علمه.
...وكان في شبابه يكسر بيده الجليد ويتوضأ في الشتاء.
...وكان يصوم الدهر وفاء بنذره.
...ولم يعرف عنه في سفر ولا حضر أنه اشتهى طعاما أو كرهه.
...وهو ابن نفسه، شيخه كتابه، ما عرف عنه أنه قرأ إلا على الشيخ أبي الخير الخطيب، أخذ عنه مبادئ العلوم، ثم اشتغل وحده وأقبل على المطالعة.
...ولقد كان يعيش في سعة من دنياه، ولكن الدنيا كانت في يده، لا في قلبه.
...وكان قليل الكلام، إن كفت الإشارة؛ ترك العبارة، وإن أجزأت الكلمة؛ قطع الجملة.
...وكان من أعجب أمره أنه لم يغتب أحدا قط، ولم تجر في مجلسه غيبة.21، بتصرف.
5- قال عن الشيخ علي الدقر – رحمه الله -:
"لا يعرف من دنياه إلا داره ومسجده، وكتابه وصلاته". 35.
6- ورب رجل يملك من الأموال ما لا تأكله النيران، وقلبه قلب فقير، وفقير لا يملك قوت يومه، وبين جنبيه نفس ملِك!. 36.
7- الشيخ عبدالكريم الرفاعي...وهو من أفضل قادة الجبهات الإسلامية إخلاصا وعلما وعملا، وعفة يد، ونزاهة نفس، وحسن خلق. 42.
8- قال عن الشيخ محمود ياسين الحمامي – رحمة الله عليه -:
"الشيخ الزاهد حقا.
...وما رآه أحد يصلي إلا اشتهى الصلاة، من كثرة خشوعه، وظهور إخلاصه، وطيب صلاته.
...كانت زهادته في المال، عرضت له الفرص ليكون موظفا كبيرا، فأبى وآثر تعليم الصبيان في مدرسة صغيرة.
...فإن الشيخ يعطي الطلاب أجرة، ولم يرزأ أحدا شيئا، يعطي ولا يأخذ، ويتفضل، ولا يقبل أن يتفضل عليه". 45.
قلت: وأفضل الهدي هدي محمد – صلاة الله وسلامه عليه -، فلقد كان يقبل الهدية، ويثيب عليها، ويقول: إذا جاءك المال من غير استشراف له؛ فخذه.
9- يا سادة: إن القلم يقف؛ إن لم يمده قلب واع، وذهن مفكر. 54.
10- قال عن الشيخ عزيز الخاني – رحمه الله -:
"ينادي كلا بأحب الأسماء إليه، ويزيل وحشته، ويطرح كلفته، ويتحمل غلظته، ويغتفر غلطته.
...وكان يعطي من قلبه مثل ما يعطي من لسانه، فكان أوفى الناس لصديق، وأبرهم به، وأقضاهم لحاجته، وما أعرف رجلا سأله أمرا يقدر عليه؛ إلا أجابه إليه.
وكان يذيع الحب أينما سار.
...وأشهد أني ما سمعت منه – على طول ما صحبته – كلمة سوء بإنسان جرى به لسانه، ولا عرفت أن قلبه انطوى على كره إنسان.
...وكان يعطي من جيبه مثل ما يعطي من قلبه.
...ولم يكن لطفه من ضعف". 53، بتصرف.
11- قال عن الشيخ كمال الخطيب – رحمه الله -:
لا يسلم من لسانه أحد، ولكن لا يكرهه أحد.
...فعاش أغنى الناس، لا لأنه كان أكثرهم مالا؛ بل لأنه كان أقلهم حاجة...ومن هنا قال من قال: إن السعادة هي القناعة.
...لا يرزأ طعاما ولا شرابا ولا مالا، ولا يدخل جوفه من عند أحد شيئا.
...لا يخشى السرقة على مال، ولا الخسارة في تجارة، ولا الشر من عدو، ولا خيبة الأمل في صديق.
...وكان يأخذ من الأغنياء سطوة واقتدارا، أو حبا وإكبارا، فيعطي الفقراء المستورين.
...فكان مثله الأعلى؛ هو عمله، وأفكاره هي قوله، وكانت دمشق مدرسة، وكان فيها الأستاذ".59، بتصرف.
12- فلا بد أن ينتقي المرء ما يقرأ. 65.
13- عز الدين القسام ...فجر أول ثورة في فلسطين. 67، بتصرف.
14- من طلاب علي الطنطاوي في دمشق:
الأستاذ محمد القاسمي، والدكتور أديب صالح، والأستاذ أحمد الأحمد، وكان منهم حينا:
الدكتور وهبة الزحيلي، وعبدالرحمن رأفت الباشا. انظر: 72.
15- من الأبيات التي ذكرها:
رب ركب قد أناخوا عندنا * يشربون الراح بالماء الزلال
عصف الدهر بهم فانقرضوا * وكذاك الدهر حالا بعد حال. 74.
16- وكل من تلقاه أو تحدثه؛ يأخذ منك ويعطيك، يترك في نفسك أثرا منه، حسنا كان أم سيئا، مؤقتا أم باقيا. 75.
17- ذكر الطنطاوي أطواره في التنقل بين الأشعرية والسلفية، حتى استقر أخيرا على السلفية وحب ابن عبدالوهاب وابن تيمية، وهداه الله على يد الشيخ محمد بهجة البيطار. انظر: 78.
18- قال عن شكيب أرسلان:
" وكنت أعرفه من بعيد عظيما في جهاده، وفي كتابته وعلمه، فعرفته من قريب عظيما في تواضعه وسيرته". 81.
19- الوهابية...ليس في الدنيا مذهب اسمه "المذهب الوهابي"، ولكن ذلك أمر افتراه عليهم خصومها". 85.
20- قال عن الشيخ محمد بهجت البيطار – رحمة الله عليه -:
"ولقد رأيت آلافا من الرجال، وعاشرت مئات منهم، فما رأيت مثله إلا قليلا في فهمه للإسلام، وتمكنه من العربية، واستحضاره للشواهد، وقدرته على نظم الشعر.
وكان حلالا للمشكلات، يستمتع بالنكتة ويقولها". 89.
21- ومجابهة العوام؛ أصعب من مجابهة الحكام. 98.
22- وما أقل في الناس الأوفياء!. 158.
23- مما ذكره من الأبيات:
وكم منجب في تلقي الدروس * تلقى الحياة فلم ينجبِ
وصار إلى الفاقة ابن الغنى * ولاقى الغنى ولد المترب
وقد ذهب الممتلي صحة * وصح السقيم فلم يذهب
وغاب الرفاق كأن لم يكن * بهم لك عهد ولم يصحب
إلى أن فنوا ثلة ثلة * فناء السراب على السبسب. السابق.
24- وأنت تلقى المرء أول مرة، فتحس بأنك تحبه أو أنك تكرهه، لا تدري لحبك ولا لكرهك سببا؛ سر ركبه الله في نفس الإنسان. 162.
25- ولا شيء يبعث الأدب العبقري كالألم العبقري، كما قال ألفرد دي موسَه في أبياته المشهورات. 168.
26- الشاعر لا يطبع نفسه كما يشتهي، ولكن يطبعه الله بطابع البيئة والزمان، ويكون مشاعره في طفولته قبل أن يشعر هو؛ ليكون مشاعره كما يريد.
ولو استطاع امرؤ أن يصغر فمه، أو يجمل أنفه؛ لاستطاع أن يبدل قلبه، ويحول عواطفه. 168.
27- كاتب الإسلام الأكبر الأمير شكيب أرسلان، وأديب الإسلام الأكبر الرافعي. 184.
28- قال عن فارس الخوري – رحمه الله -:
" لم يبدل منه المنصب شيئا؛ إنما يبدل المنصب من يكون أقل منه، فيكثر به، لا من كان في نفسه أكبر من المناصب". 208.
29- من الأبيات التي ذكرها:
تمام الحج أن تقف المطايا * على خرقاء واضعة اللثامِ. 225.
30- قال عن الشيخ محمد نصيف وجيه جدة – رحمه الله -:
"كان نبيلا نبلا أصيلا لا متكلفا، كان الكرم طبعا فيه لا تطبعا، فلو أراد العدول عنه؛ لما استطاع، فكأن حاله تشير إلى قول أبي تمام:
تعود بسط الكف حتى لو انه * ثناها لقبض لم تطعه أنامله!
...وكان عالما بالحجاز وأهله وحكامه.
...ولم أكن من طبعي أن أنطلق على سجيتي عند الناس فآكل وأشرب، إلا عند الشيخ وقلة من أصدقائي، ومن هم بمثابة مشايخي". 226، بتصرف.
31- وادي بردى...وهو من أجمل أودية الدنيا، ما رأيت أجمل منه إلا وادي الآردن الي يصل بلجيكا بفرنسا من عند دينان، والذي دخل منه الألمان في الحرب الكبرى. 230.
32- والدعوة لا تكون إلا باللسان والقلم، وقوام اللسان والقلم: الأدب. 236.
33- قال عن أبي الحسن الندوي:
"كانت أول معرفتي بأبي الحسن من كتابه (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟!).
...فإن أبا الحسن وجماعته ملتزمون بالإسلام قولا وعملا، كتابا وسلوكا، يعملون ما يعملون؛ ابتغاء رضا الله لا رضا الناس.
...فوجدته في الأحوال كلها مستقيما على الحق عاملا لله، متواضعا، زاهدا زهدا حقيقيا...وعاش صدر حياته في قصر صديق حسن خان، العالم السلفي، الأمير الكبير.
...ولم أر فيمن عرفت من الناس من هو أبعد عن التكلف وأقرب إلى البساطة منه.
...وهو يحضر المؤتمرات، ولكنه يتجنب الفنادق الكبار التي ينزلون فيها الوفود، وينزل في بيوت تلاميذه، وما أكثر هؤلاء التلاميذ". 233، بتصرف.
34- والشيخ أمجد الزهاوي هو عالم العراق، وهو بركة العصر. 244.
35- أما كافور، فكان من أعدل الملوك، وأتقاهم وأحسنهم سيرة، وأقومهم طريقة. 266.
36- العالم الذي يذل لأرباب الأموال وأصحاب السلطان؛ ليأخذ منهم؛ لا يستطيع أن يعظهم ويأمرهم وينهاهم؛ لأن عزة الواعظ لا تجتمع مع ذلة السؤال. 271.
37- ومتى طرق العالم أبواب الملوك أو الأغنياء؛ ذلت نفسه، ولم يعد ينتفع بعلمه. 273.
38- فإن العيد إن لم تكن فيه فرحة القلب؛ لم يكن إلا رقما على التقويم، ولا يشعر أحد بفرحة القلب إلا إن أدخل الفرحة إلى قلوب الناس. 278.
39- أما عمر فقد أنشأ هذا البنيان الضخم...وأما صلاح الدين؛ فقد درأ  عنه النار التي أوشكت أن تأكله، ورد عنه الوحوش. 280.
40- فلولا أبو بكر العظيم؛ ما عاش الإسلام، ولاكتسحت سيول الردة أعلامه وشاراته، ولولا أن فتح نور الدين الطريق؛ ما سار صلاح الدين، ولا وصل. 281.
41- فعمر وصلاح الدين أكبر الأبطال؛ لأنهما استكملا البطولة كلها، وجمعاها من جوانبها. 281.
42- جمعت الدنيا لعمر، فأعرض عنها، واكتفى بقرص من الخبز، وشيء من الزيت. 282.
43- فمن انطوت نفسه على الإيمان الخالص؛ لم يبال أزاد أعداؤه أم نقصوا. 282.
44- ارجعوا إلى سيرة صلاح الدين فاقرؤوها وأقرئوها أبناءكم؛ تسكبوا البطولة في نفوسهم وقلوبهم. 284.
45- ليس في تاريخ البشر حادثة قتل كان لها من الأثر في التاريخ، والخلود في الأذهان وفي القلوب وعلى الألسنة؛ ما كان لمقتل الحسين. 285.
46- والبيعة انتخاب لا يجبر عليها أحد، هذا هو العرف الديمقراطي اليوم، وهو العرف الإسلامي بالأمس. 288.
47- من الأبيات التي ذكرها:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكمُ * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر. 294.
48- ولرب كلمة يسمعها الناشئ، أو كتاب يقرؤه، أو إنسان يصحبه، يكون سبب دخوله الجنة أو دخوله النار. 295.
49- قال عن ابن الجوزي – رحمة الله عليه -:
"أما منزلته في الوعظ، فما أعرف من يدانيه فيها، ولقد قرأت سير عشرات من أساتذة الوعظ، فما رأيت من أوتي من قوة العارضة وحسن التصرف في فنون القول وشدة التأثير في الناس ما أوتيه ابن الجوزي.
...وكان يخفي صلاحه...، ويهرب من السلطان...، ويحرص على اتباع السنة...، ويستصغر نفسه"، 298، بتصرف.
50- كان الصحابة عبيدا لله سادة في الدنيا، وكانوا أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين.  17.
51- الغزالي من أعظم علماء الملة، وليس له في تفكيره مثيل، ولكنه لما سلك مسالك الصوفية؛ جاء في كتابه "الأحياء" بما أنكر عليه. 317.
52- قرأت أكثر من ألف صفحة؛ لأكتب أقل من عشرين سطرا. 366.
53- اسمها "دهلي"، وقد سماها الإنكليز بلسانهم الأعوج "دلهي". 372.
54- الإيمان يصنع العجائب. 379.
55- على المسلم أن يبيع نفسه لله في ميدان الجهاد، ويعمل ما يستطيع ويعد للعدو القوة التي يقدر عليها، والنصر من عند الله. 380.
56- ليس في الدنيا مذهب اسمه "المذهب الوهابي"، وأهل نجد من أتباع محمد بن عبدالوهاب نفسه حنابلة متمسكون بمذهب أحمد. 382.
57- كان الصحابة صفوة الناس، ولباب البشر. 389.
58- الصدقة أربح تجارة في الدنيا وفي الآخرة. 393.
59- (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق):
والغني الشاكر هو في الفضل كالفقير الصابر. 395.
60- قال عن الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين -:
"كانوا كالأقمار التي تبدو منطفئة أمام الشمس، فلما غابت الشمس؛ أضاءت تلك الأقمار، فضوأت الدنيا". 401.
61- وكان عمر أول من جلد في حد الخمر ثمانين. 405.
62- أما شرح المهذب؛ فهو أعظم ما كتب النووي في الفقه، لم يصنف في مذهب الشافعية على مثل أسلوبه.421.
63- وأما شرح مسلم؛ فهو كتاب جليل، لا أعرف في الشروح أجل منه إلا شرح ابن حجر على البخاري. 423.

تم بحمد الله تعالى في المدينة، في يوم/ الاثنين، بتاريخ/ 22/12/1444.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

بقلم/
أبي عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل العوفي.

السبت، 8 يوليو 2023

شذرات من كتاب (البواكير؛ لعلي الطنطاوي)

 

شذرات من كتاب- (البواكير؛ لعلي الطنطاوي).

 

بسم الله، الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فأحمد الله تعالى على ما من به علي من ختم كتاب (البواكير؛ لعلي الطنطاوي) رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وأعقب له في ذريته خيرا كثيرا.

ابتدأت قراءته في طبرجل، في يوم/ السبت، بتاريخ: 21/11/1444، وانتهيت منه في طبرجل في يوم: الاثنين، بتاريخ: 23/11/1444، في تمام الساعة: 18/11 صباحا، ولله الحمد والمنة والإحسان.

الكتاب طباعة- دار المنارة، ط 6، 2021.

عدد صفحاته: 326 صفحة.

وهو عبارة عن مجموعة مقالات كتبها الطنطاوي في بواكير شبابه (المقالة الأولى كتبها وهو في العشرين من عمره، والأخيرة وعمره ستة وعشرون عاما)، ثم جمعها ورتبها حفيده/ مجاهد ميمون ديرانية – حفظه الله -.

وكنت أحدد وأعلم على بعض ما يروق لي من فوائد فيه، وارتأيت نشر بعضها، وهذا أوان البدء:

1-  الحياة المعنوية، والتطلع إلى إلى الخلود؛ هما ما امتاز به الإنسان. 13.

2-  الأمة ليست بما عندها من مال، ولا بما في أرضها من جمال، ولكن بما فيها من رجال. السابق.

3-  لا حياة للأمم الضعيفة بغير القوة؛ لأن الحياة حق للأقوى بحكم الواقع. السابق.

4-  المحق الضعيف مجرم؛ لأنه يضيع حقه بضعفه!. السابق.

5-  من فر من الموت؛ فرت منه الحياة. السابق.

6-  التربية الشرقية لا تنجب رجالا أكفاء. 14.

7-  الرجال كثيرون، ولكن الرجل هو الذي يعيش لدينه وأمته. السابق.

8-  الشاب الذي لا يعرف في الحياة إلا الغزل؛ ليس إلا جرثومة سل في جسم الأمة، أما الشاب المتعلم القوي الإيمان، الحديدي الإرادة، الثابت على المبدأ؛ فهو الذي يبني أمة. السابق.

9-  من الأبيات التي ذكرها:

ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة * يواسيك أو يسليك أو يتوجعُ. 17.

ومنها:

اذكرونا مثل ذكرانا لكم * رب ذكرى قربت من نزحا

واذكروا صبا إذا غنى بكم * شرب الدمع وعاف القدحا. 19.

10-                    قامت الحضارة في أوربا للمرة الأولى بقيام اليونان والرومان، ولكنها فرع، والأصل راس في الشرق، يسقى من نيل وفرات. 24.

11-                    لا والله، ما كان الإسلام – أبدا – دين ذلة وخضوع، وما كان – أبدا – دين ضعف وعجز، فلا يغرن هذه السنانير من هذا السبع نومته، فهو والله إن نهض لهم؛ ما أبقى منهم باقية!. 27.

12-                    وما على محق للحق من سبيل. 27.

13-                    وقد قالت الحكماء: ثلاث من ارتجاهن من ثلاث؛ فهو أحمق:

الماء من النار، والرزق من المخلوق، والنفع من العدو. 32.

14-                    وفي السماء قبل الفجر مستقر العواطف، وسر الأمل، وباب الأبدية. 35.

15-                    فأنا لا أسعد إلا في الصلاة. 36.

16-                    إن التاريخ– ولا سيما التاريخ المحزن - سبب أكيد من أسباب تكوين الأمة. 47.

17-                    إن الآلام تجمع، والذكريات المحزنة وسيلة عظمى من وسائل الاتحاد. السابق.

18-                    وأما اليهود فلا ينظرون إلا إلى الأمام...وما حالتنا إلا كما قال من قال:

ألهى بني تغلب عن كل مكرمة * قصيدة قالها عمرو بن كلثومِ!. 48.

19-                    إنه لا غنية لنا عن أوربا، نأخذ الحسن من عاداتها، والصحيح من علومها، ولا بقاء لنا بالانصراف عن ديننا الصحيح، ولغتنا الشريفة. 49.

20-                    أسباب انقسام بعض آراء بني الشرق والإسلام في الأخذ من أوربا:

أ‌-      نقص أدوات الثقافة.

ب‌-            فساد التربية.

ج- اختلاف العادات. 49، بتصرف.

21-                    الثقافة هي الحجر الأول من بناء الحركة الفكرية، والخطوة الأولى في طريق تطورها. 50.

22-                    ولقد خبرت التعليم قليلا، فعرفت كم يقاسي المدرسون من عناء في إصلاح تربية التلاميذ، ثم لا يصلون إلى نتيجة؛ لأن التربية المنزلية متمكنة منهم. 51.

23-                    ديننا...دين الحضارة، ودين العقل، ودين الاجتماع. السابق، بتصرف.

24-                    ويا حبذا لو استخلصت آراء الدين في التربية، فنشرت بأسلوب عصري، فعمت فائدتها الناس كلهم، وأنى لنا بهذا؟!. السابق.

25-                    الاختلاف في العادات؛ يجر إلى الاختلاف في طرق التفكير، والاضطراب في الثقافة العامة. 52.

26-                    إن للدين الأثر الأعظم في سير الحركة الفكرية. 53.

27-                    إن من لا يفي لربه بخمس صلوات في اليوم؛ لا يفي لأمته بالتضحية في سبيلها. السابق.

28-                    فإلى ربط الماضي المجيد بالآتي السعيد، وإلى العمل متحدين، ، وإلى التمسك بأهداب الدين. السابق.

29-                    وانتحيت ناحية أفكر في هذا الذي يحسبونه شرابا وما هو إلا السراب، وأقول: ما أشبهه بالشهرة، وما أشبه هؤلاء بمن يسعى إليها!. 54.

30-                    لقد ضحت أوربا من أبنائها ما ضحت في سبيل هذه الأسس  الثلاثة:

الديمقراطية، والمساواة، والإسلام، ثم لم تصل إليها!. 56.

31-                    فالقادسية عبقرية سعد، واليرموك خلود خالد. السابق.

32-                    أي محكمة دولية تملك من قلوب الناس وأفئدتهم، وتعمل على تعميم السلام بينهم، ونزع الأحقاد من أكبادهم كما تملك وتعمل عرفة بموقفها المتواضع الساذج؟!؟ 57.

33-                    إذا كان لنا في مطاوي الغد يوم سعادة، أو عهد رخاء، فإنما مبعثه "عرفة". 58.

34-                    إن الله يدعوكم إلى العمل في الحياة، ويدعوكم إلى الاتحاد والإخاء. السابق.

35-                    وليس من المعقول أن تخرج هذه اللغة على قانون التجدد والتغير الذي تخضع له الكائنات بأسرها، وتبقى واقفة عند حد واحد لا تغيره. 60.

36-                    إذا استعبدت أمة؛ ففي يدها مفتاح قيدها؛ ما احتفظت بلغتها. 63.

37-                    غاية المدارس الابتدائية...القصد منها إنما هو التهذيب والتربية قبل كل شيء. 64.

38-                    اشتكى الطنطاوي عام 1930، 1350 هجريا تقريبا فقال:

"إن المواطن التي نشكو منها في هذا البرنامج؛ هي اللغة العربية، وقلة العناية بها، والتاريخ والدين الإسلامي". السابق.

39-                    اختاروا لأبنائكم خير المدارس، كما تختارون لكم خير الدور، وخير الأطعمة. 71.

40-                    كونوا أوفياء لأوطانكم في آرائكم وعاداتكم، في تجارتكم وصناعتكم، في أبنائكم وبناتكم. السابق.

41-                    واعلموا أن هذا المستقبل لا يبنى إلا على عواتق هؤلاء الأطفال، فلا تجهزوا عليهم، وتصيروهم أعداء لبلادهم. السابق.

42-                    أيها الناس: إن من يرسل ابنه إلى مدارس الأعداء، كمن يأخذ في حومة الوغى علم أمته، فيمزقه تمزيقا، ويقطعه إربا. السابق.

43-                    والبراق جدار بيت الله، فيه أولى القبلتين، وهو ثالث الحرمين الشريفين. 73.

قلت: الحرمان مكة والمدينة فقط، وأنا أقول في دعائي: اللهم حرر المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث المسجدين...

44-                    الشعب اليهودي لا يصلح أن يعيش مستقلا أبدا، ولا أن يكون له وطن قومي. 75.

45-                    فلسطين قلب العالم الإسلامي، وكل حادث يسوء مسلمي فلسطين؛ يسوء المسلمين أجمعين. 77.

46-                    أينفعكم المال إذا ضيعتم اللغة، واللغة قوام حياة الأمة؟. 86.

47-                    مما ذكره من الأبيات:

عالون كالشمس في أطراف دولتهم * في كل ناحية ملك وسلطانُ. 88.

48-                    ألم تثبت أمية أركان الإسلام؟ ألم توثق عراه؟ ألم يفتح قوادها العالم كله ينشرون الإسلام في أهله، ويهدونهم سبيله؟. 89.

49-                    ولا يضيركم يا بني أمية أن تهدم قبوركم، وتندثر آثاركم، فقبوركم في التاريخ وفي الأفئدة:

إن تسل أين قبور العظماءِ  *  فعلى الأفواه أو في الأنفس. السابق.

50-                    خسئ المجددون إذا كان التجديد ردة عن الدين. 90.

51-                    وأين هو الإسلام في رجل يتقاعس عن الغضب لدينه إذا شتمه ونال منه الجاهلون؛ خوفا من أن يرمى بالتعصب؟!. 91.

52-                    إن الإسلام سلسلة متماسكة الأجزاء، لا سبيل لكم إلا إلى قبولها جملة، أو رفضها جملة. 91.

53-                    الإسلام دين كامل ينير لمتبعيه كل خطوة من خطى الحياة، ويدلهم على كل غاية فيها لهم صلاح وهدى، فهو دين، وهو قانون، وهو كل شيء. 92.

54-                    اللهم ثبت علينا دينك، وثبتنا على دينك. 94.

55-                    وأي شر وراء قوم مسلمين بأسمائهم وألقابهم، كافرين بأفعالهم وأعمالهم؟!. 95.

56-                    لقد آن للدين أن يظفر وينفذ حكمه، وللشيطان أن يخنس ويعصى، لقد آن لأنصار الدين أن تكون لهم العزة والجلال: ألا لله العزة ولرسوله وللمؤمنين. 97.

57-                    إن هذه الفئة قد فتنت بأوربا، وجنت بها جنونا، ولم تعد تعرف للخير والشر مقياسا، إلا أن الأول غربي، والثاني شرقي!. 99.

58-                    وثلاثة أرباع النابغين المبرزين إن أنت أحصيتهم؛ وجدتهم من غير حملة الشهادات!. 100.

59-                    ولا يعرف الإيمان إلا من ذاق لذته، وخالطت قلبه حلاوته. 101.

60-                    لقد كنا وكان الناس يراؤون بالصلاح، فأصبحنا والناس يراؤون بالإلحاد. وكنا وكان العاصي يتنحى ناحية ليعصي ويفسق، فأصبحنا والصالح يتنحى ليطيع ويعبد!. 103.

61-                    مما ذكره من الأبيات:

عجز بيت:

فظن شرا ولا تسأل عن الخبرِ. السابق.

62-                    إن أمة لا عصبية لها؛ لا بقاء لها، فهل سمعتم يا مجددون:

إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي. 104.

63-                    إن المسلمين اليوم في معركة حامية...ولا سبيل لهم إلى الظفر إلا بالاتحاد والجهاد. السابق.

64-                    يجب أن نحارب الإلحاد والفسق والسفور والتهتك، وكل ما حرم الله، ونقاطع كل من يدعو إليها أو يحبذها، فإذا لم نفعل؛ لم نكن مسلمين حقا. 105.

65-                    وأصل نجاحنا: مدرسة إسلامية...وجريدة إسلامية. 106، بتصرف.

66-                    والدين ثلاث شعب: إيمان، وإسلام، وإحسان، فالإيمان حق الله، والإسلام حق النفس، والإحسان حق الناس، وليست هذه الشعب متباينة مفترقة؛ بل هي متلازمة متقارنة لا تفترق أبدا. 109.

67-                    ومن لا يفي لربه بخمس صلوات في اليوم؛ لا يفي لأمته وبلاده، ومن لا ينفع نفسه؛ لا ينفع وطنه. 110.

68-                    ولو أقمنا الصلاة على وجهها، وفهمناها على حقيقتها؛ لنهتنا عن الفحشاء والمنكر، وأصلحت لنا أمرنا كله. 111.

69-                    والله لو كنا نبتدر باب المسجد حين نسمع الأذان؛ ما بقي فينا من يخلف الوعد، أو يكذب إذا قال. 112.

قلت: وقال بعض السلف: ليس العبد من إذا دعاه مولاه؛ أجاب، ولكن العبد حقا من يجيب قبل أن يدعى.

70-                    ورحم الله من سمع فوعى، وعمل فأخلص. 118.

71-                    ولست أرجو صلاح أمة قد عرق فيها الفساد، وتمكن منها الداء بخطة قلم، ونقطة مداد. 119.

72-                    ومن استحل حرمات الله؛ فقد كفر. 120.

73-                    وبيوت أكثر الرجال تتغلب فيها النساء، فيصنعن ما يشأن!. 125.

74-                    ولا بد أن ننصر الدين في كل موطن نقدر على نصرته فيه، فإذا فعلنا؛ صلح أمرنا، وما صلاحه إلا بيد الله. السابق.

75-                    إنما تقوم حياة الأمم على ثلاث دعائم: الدين، واللغة، والتاريخ. 131.

76-                    كان إسلام، فكان عز، وكان ظفر. 139.

77-                    لا صلاح لآخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ولا نجاح لها إلا من طريق دينها. 140.

78-                    فإن للباطل جولة ثم يزهق، وإن للحق الظفر ولو بعد حين، وإن القوة للحق، وإن حسبوا الحق للقوة. 141.

79-                    ولا بنى المستقبل إلا على العلم، ولا يشاد صرحه إلا على عواتق الطلاب المبرزين في دروسهم، المخلصين لأمتهم وبلادهم. 148.

80-                    وإن استعمار القلوب؛ لأنكى من استعمار البلاد، وإن سلاح العلم المزيف؛ لأقطع في جسم استقلالنا من سلاح الجيوش والمدمرات. السابق.

81-                    الدين والتمسك به، والعروبة والوفاء لها، فإذا خسرناهما؛ فلا مرحبا بالعلم ولا أهلا به!. 149.

82-                    العلم سلاح ذو حدين، يضر وينفع، ويؤذي ويفيد، فعليه لعنة الله إذا كان سببا في خسراننا ديننا وعروبتنا. السابق.

83-                    الأديب في الأمة؛ هو لسانها الناطق بمحاسنها، الذائد عن حماها، وقائدها إلى مواطن فخرها، وذرى مجدها. 150.

84-                    الجمال واللذة شيء لا قاعدة له ولا مقياس؛ بل إن مقياسه الذوق، والذوق يتبدل بتبدل الأزمان والأمكنة، والأفراد والأمم. 153.

85-                    مما استشهد به من الأبيات:

أنلهو وأيامنا تذهبُ * ونلعب والدهر لا يلعب؟!. 154.

86-                    ألا إن الأديب الذي يلهو بنفسه، ويقنع بأحلامه – والأمة أحوج إلى أدبه في حياتها ونمائها -؛ لهو خائن بعهد الأمة، كافر بدينها. 155.

87-                    فالشركات الأجنبية تستعمر أسواقنا، والأقمشة الأجنبية تستعمر أجسامنا، والأفكار الأجنبية تستعمر نفوسنا. 157.

88-                    والفقر أخو الموت، وحليف الدمار. 158.

89-                    ورب كاتب ما خلقه الله في عيه وضعفه؛ إلا لتظهر منزلة البليغ في قوته واقتداره!. 162.

90-                    وما كل من خط بالقلم كاتبا، ولا كل من لوح بالسيف بطلا!، وإن هناك لشيئا اسمه الغرور، وإن وراءه لشيئا اسمه العجز!. السابق.

91-                    مما استشهد به من الأبيات:

علقتها عرضا وعلقت رجلا * غيري وعلق أخرى غيرها الرجلُ!. 164.

92-                    ماذا كان العرب لولا الإسلام؟ وأي مجد لهم لولاه؟ أليس بالإسلام قد فتحوا العالم ودكوا العروش؟!. السابق.

93-                    ولا ندخر طاقة في نشر محاسن الإسلام، وكشف مفاخر التاريخ، ونبش كنوز الأدب. 165.

94-                    مما استشهد به من الأبيات:

إذا رضيت عني كرام عشيرتي * فلا زال غضبانا علي لئامها. السابق.

95-                    سيد المجاهدين الأمير شكيب أرسلان. السابق.

96-                    أنا امرؤ لا أعرف إلا الحق سبيلا، ولا أبالي - إذا ما قلته وأرضيت ربي – أن أسخط الناس أجمعين. 167.

97-                    وعلام يتجمل الشبان إذا كانوا رجالا وهم يعلمون أن الجمال مفخرة النساء، يتقربن به من الرجال؟!. 169.

98-                    لا صلاح لهذا الفساد إلا بالدين. السابق.

99-                    ولو كانوا هؤلاء يقيمون الصلاة على وجهها، ويعرفون من أمر دينهم ما يجب أن يعرفوا؛ لما سقطوا هذا السقوط الأخلاقي المريع. 170.

100-             ومن كان من أحلاس السينمات والمقاهي، ومن عباد الموضات؛ فاحتقره، ولو كان آباؤه الخلفاء الراشدين. 170.

101-             الصلاة رياضة، ولكنها رياضة للنفس الخالدة، لا لهذا الجسد الفاني. هي اتصال بالله، وانقطاع عن هذا العالم. 171.

قلت: بل الصلاة رياضة للنفس والجسد.

102-             "لا إله إلا الله"، أي: لا موجود غيره يؤثر في هذا الكون. السابق.

قلت: هذا تفسير بعض معاني لا إله إلا الله، أما تفسيرها الصحيح الكامل الجامع، فهو: لا معبود بحق إلا الله.

103-             مما استشهد به من الأبيات:

لا يعرف العشق إلا من يكابده * ولا الصبابة إلا من يعانيها. 172.

104-             المصلي جريء شجاع، لا يرهب مخلوقا، ولا يطمع فيه. السابق.

105-             المصلي إنسان كامل، رقيق الشعور، حي العاطفة. السابق.

106-             المصلي صادق المواعيد، قوي الإرادة. السابق.

107-             مما استشهد به من الأبيات:

لو كنت تفهم ما أقول عذرتني * أو كنت أطمع أن تبوء عذلتكا

لكن جهلت مقالتي فعذلتني * وعلمت أنك جاهل فعذرتكا. 173.

108-             مما استشهد من الأبيات:

لم يحظ بالعلم طرا أحدٌ * لا ولو مارسه ألف سنة

إنما العلم كبحر زاخر * فاتخذ من كل شيء أحسنه. 177.

109-             إن مصدر الشر أمران:

الالتماس، والاحتيال. السابق.

110-             إننا ينقصنا خلق التضحية، فلنتعلمه، ولنحمل بعضا من الألم والشقاء في سبيل المصلحة العامة. 180.

111-             ثم علمت أن سبيل السعادة أن لا نذكر، ولا نتأمل، فالذكرى والأمل باب الشقاء، وما كان دانتي مخطئا حين قال: "إن ذكرى اللذات الماضية يؤلمنا". 189.

112-             وما النفس البشرية إلا سيال دائم الحركة، ومن حاول أن يقف بفكره عند حد واحد؛ فقد حاول أن يصبح بلا فكر. الحياة أخت الشقاء، تلك سنة الله. السابق.

113-             إذا كانت الذكرى سبب الألم؛ فإن الأمل يزيل هذا الألم. السابق.

114-             وأعتقد أن الإنسان لا ينظر إلى الطبيعة إلا بعين بصيرته. 190.

115-             إن للباطل أعوانا، ولكن عون الحق هو الله، والله أكبر. 196.

116-             لا قوة إلا قوة الحق، ولا مجد إلا مجد التضحية. 197.

117-             فلا والله، لن يعجزنا أن نموت أشرافا إذا نحن عجزنا أن نعيش أشرافا. 198.

118-             مما استشهد به من الأبيات:

في كل رابية جسوم مزقت * وبكل ناد رنة وعويلُ. 200.

119-             ثمن المجد دم جدنا به * فانظروا كيف بذلنا الثمنا.

حصاد الدم هو الاستقلال، وإن الشهادة خير بألف مرة من حياة يذلنا فيها العبيد.

حتى العبيد تذلنا في دارنا * هذا – لعمرك – منتهى حد الشقا. السابق، بتصرف.

120-             ولن تقوى قوة في العالم على سلبنا الشرف والإيمان. 200.

121-             العلم الصحيح أكبر سلاح نواجه به أعداءنا. 209.

122-             ويشهد الله علي أنني أرضخ للحق وأكف إذا رأيت من الدليل القاهر ومن الحجة الدامغة ما يجعلني على خطأ. 213.

123-             مما استشهد به من الأبيات:

ومن البلية عذل من لا يرعوي * عن جهله وخطاب من لا يفهمُ. 219.

124-             لا بد من التجديد في الأدب العربي بالقصد والعقل. السابق.

125-             الأدب فن من الفنون الجميلة...؛ بل هو التعبير عن العواطف والأفكار السامية بلغة سامية. 220.

126-             ولا ينبغي أن يبقى المعلم في القرية ولا في المدينة الواحدة أكثر من عامين متوالين. 224.؟

127-             ولم أيأس؛ لأني أجهل ما هو اليأس!. 228.

128-             إن نفسي كبيرة كهذا الليل تتسع لكل شيء، ولكنها مظلمة كهذا الليل لا تتسع لشيء!. 229.

129-             ضرورة تعليم الأم المبادئ الأولية للعلوم، وتثقيفها الثقافة الحقيقية. 232.

130-             أما النزوات الفكرية، واتباع مصادر "الموضة" في باريس، وما يصدر عنها من سخف وبلادة؛ فلا يعمل إلا على هدم الأسرة. السابق.

131-             فنحن نريد أن تكون خصوماتنا الدينية أو السياسية أو العلمية؛ خصومات موضوعية، الخلاف فيها على موضوع من الموضوعات. 233.

132-             إن لدينا كثيرا من الناس إذا هم عجزوا عن الجدال بالمنطق والحجة؛ لا يعجزون عن الجدال بالسباب والعداوة. 234.

133-             ويجب أن نتعود احترام الحقيقة ولو ظهرت بجانب خصمنا. 235.

134-             تقوم النهضات على أسس ثلاثة: سياسية، وأدبية، واجتماعية. 239.

135-             أريد أن تبنى نهضتنا على أساس فكري واضح، وعلى ركن من الثقافة ركين، وأن يبدأ بوضع هذا الأساس في المدارس وفي أدمغة الأطفال؛ لينشأ جيل جديد يفهم النهضة على وجهها الصحيح. 241.

136-             إن وطنية الطالب في درسه وعلومه، وإن المستقبل يجب أن يبنى على العلم. السابق.

137-             الروح الجامعية – روح البحث الحر – المفروض وجودها في كل جامعة، ضرورية لبناء نهضتنا الآتية. 242.

138-             وأنا الذي لم ينتسب عمره إلى حزب، ولم يأخذ على مقالة أجرا، لا بالواسطة ولا مباشرة، ولم يؤجر قلمه هذا الضعيف لمخلوق. السابق.

139-             كان السنوسي إلى سنة 1916 صاحب الكلمة النافذة، التي لا مرد لها، من حدود مصر إلى شاطئ الأطلسي. 247.

140-             فأنا جريء جدا إذا كتبت أو خطبت، ولكني خجول مضحى عي إذا تكلمت، أو قابلت إنسانا لا أعرفه. 256.

141-             وإني لأغبط هؤلاء الأشخاص المرحين، الذي لا يعرفون الألم إلا بأفواههم – كشاعرنا أنور العطار -، أغبطهم طويلا، وأتمنى أن لو كنت مثلهم. 257.

142-             مما استشهد به من الأبيات:

تفندني فيما ترى من شراستي * وشدة نفسي أم عمرو ولا تدري

فقلت لها: إن الكريم وإن حلا * ليلقى على حال أمر من الصبر

وفي اللين ضعف والشراسة قوة * ومن لا يهب يحمل على مركب وعر

وما بي على من لان لي من فظاظة * ولكنني فظ أبي على القسر. 260.

ومنها:

وكم قائل ما لي رأيتك راجلا؟ * فقلت له: من أجل أنك راكبُ!. 261.

ومنها:

ألم تر أن حارثة بن بدر * يصلي وهو أكفر من حمارِ؟!. 262.

ومنها:

علي نحت القوافي من معادنها * وما علي إذا لم تفهم "البشرُ"!. السابق.

ومنها:

ولي فرس للحلم بالحلم مسرجٌ * ولي فرس للجهل بالجهل مسرج

فمن رام تقويمي فإني مقوم * ومن رام تعويجي فإني معوج!. 264.

143-             أما الذين لم يتعلموا من النقد إلا باب السب والشتم، فلا نحفل بهم، ولا نقيم لهم وزنا، ولا نرد عليهم، ولا نقابل قولهم بمثله:

ومنذا يعض الكلب إن عضه الكلبُ؟!. 263.

144-             الشرف أول شرط للرجل الصالح في الحياة، فإذا فقده؛ فقد كل شيء. 267.

145-             فإن البناء لا يقوم على غير أساس، وأساس بناء الأمة: الأخلاق:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن همُ ذهبت أخلاقهم؛ ذهبوا. السابق.

146-             والدعوة إلى الأدب القوي – التي بدأ يتولاها مثل أحمد أمين في مصر، وأمين الريحاني هنا، وأدعو إليها أنا على ضعف قلمي -؛ دعوة صالحة مباركة. 269.

147-             الأدباء قادة الأمة، والأمة كلها في نضال على الحياة، على الحرية. السابق.

148-             أحب، ولكن لا تنس دينك ولا رجولتك في حبك. ابقَ رجلا. 270.

149-             إن المرأة – لو خيرت -؛ لما اختارت إلا الرجل القوي في جسده وفي روحه، الذي يعمل على تحقيق أمله في مستقبله. السابق.

150-             فليكن لنا من كل مقالة مدفع، ومن كل قصيدة أسطول، ومن الإيمان قوة دونها قوة الطيارات. 271.

151-             المثل الأعلى لأدبنا اليوم ليس "الفن للفن"، لكن "الفن للحياة"، وليس "العاطفة"؛ بل "الواجب". 272.

152-             إننا نعلم أن الشعراء أرق الناس شعورا، وأدقهم إحساسا، وأن الشعر من الشعور. 274.

153-             إن كل عربي وكل مسلم على وجه الأرض مسؤول عن نكبة فلسطين، وملام إن قصر بالدفاع عنها. 275.

154-             لنرد عدوان اليهود بالفكر السديد، بالخطط المدروسة، بالاتحاد، وقبل هذا كله: بالعودة إلى الله. السابق.

155-             الأدب، ثم المال، ثم الدم، هذه هي أركان الحياة. 276.

156-             إن النار إذا بلغت فلسطين؛ فإننا نحترق لا محالة. السابق.

قلت:

رحمك الله يا طنطاوي، فالنار ابتلعت العراق، نار أمريكا الصليبية الحاقدة ومن معها، ونار الخوارج والدواعش، ونار الرافضة والمجوس وإيران.

رحمك الله يا طنطاوي، فالنار زاد لهيبها في اليمن ولبنان، وأما سوريا، فلك الله يا طنطاوي، سوريا التي ذقت الحسرات عمرك كله لتراها، فما تمكن منها، وفيها مكتبتك وبيتك، سوريا تنهال عليها البراميل المتفجرة، وتحارب بالأسلحة الممنوعة – كالفوسفور وغيره -، ولم يسلم بشر ولا حجر ولا حيوان، وقد أظهروا حقدهم أو بعض حقدهم هؤلاء النصيرية الطغمة الحاكمة الفاسدة الجائرة الآثمة في أجهزة الجوال، يصور الجندي بنفسه أعمال القتل والتخريب والاعتداء على النساء والشيوخ والآمنين، مجازر مروعة، وإظهار لسب الله والكفر به، فلما لم يتمكنوا من الشعب؛ هرع ينجدهم بزعمه "حزب الله اللبناني"، وما هو – في الحقيقة – إلا "حزب الشيطان"، ولما فشل في حربه؛ هبت روسيا تنصر حاكم سوريا الإرهابي العميل الخائن الغادر "بشار الأسد"، وما هو إلا الخنزير في شكله وكل تصوراته وأعماله – لعنه الله -، ورحمك الله يا طنطاوي، ولك الله يا سوريا.

157-             إن قضية فلسطين تحتاج ذهبا وسواعد، لا خطبا ومظاهرات!. 280.

158-             التربية الدينية والوطنية؛ هي التي تحفظ لنا كياننا قائما، وتجعل منا أمة حية متماسكة البنيان، ثابتة الدعائم. 284.

159-             فيجب أن نحيا أمة مستقلة قوية قبل كل شيء. 285.

160-             ولا حياة لنا إلا إذا ارتكزت برامجنا في التربية والتعليم على مبدئين عظيمين:

الله والشعب، أي: الدين، والتاريخ. السابق.

161-             ولا يصبح المرء ظافرا إذا شتم وسب، ولكن إذا دلل وأثبت. 287.

162-             وليعلموا أن من تصدر عنه البذاءة لا يحقر الناس، وإنما يحقر نفسه، ويدل على قلة تربيته، وانحطاط أخلاقه. 290.

163-             هذا، وإن مرد أدوائنا كلها إلى الغرور. السابق.

164-             وليست هذه الوطنية – وطنية الاحتكار – إلا مظهرا من مظاهر الانحطاط في السوية العامة. 291.

165-             وقد خسر المتنبي الوظيفة التي كان يحلم بها، ولكنه ربح الخلود على الدهر، والجلوس على عرش الشعر ألف سنة. 297.

166-             فالأدب سبيل الخالدين. 298.

167-             الأستاذ جبري الشاعر الكبير، والباحث المدقق، والمنفرد بالمراثي الوصفية التحليلية، والعربي الوفي للعربية، لا يمكن أن يزيده فقد الوظيفة إلا سموا في الأدب، ودنوا من الخلود؛ بل إن الأستاذ جبري مذ أغلق دون اسمه سجل الوظيفة؛ قد فتح لاسمه سجل الخلود. 299.

تمت بحمد الله.

وكتب/

أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل العوفي.

المدينة- طيبة الأمان- الأحد- 21/12/1444.