قيد الخاطر - شذرات من كتاب (من نفحات الحرم؛ لعلي الطنطاوي)
فهذه شذرات منتقاة من كتاب (من نفحات الحرم؛ للشيخ علي الطنطاوي عليه رحمة الله).
الكتاب طباعة/ دار المنارة - ط ٢- ٢٠٢١.
ابتدأت قراءته في يوم الخميس، بتاريخ ١٤٤٤/١١/١٩ في طبرجل في تمام الساعة ٣:٥٠ فجرا، وختمته في يوم/ السبت، بتاريخ ١٤٤٤/١١/٢١، في تمام الساعة ٥ إلا ٥ دقائق صباحا.
والكتاب يتحدث عن رحلة اكتشاف خط الحجاج من دمشق إلى مكة عام ١٣٥٣ هجريا، ١٩٣٥ ميلاديا.
وأصله مقال مطول.
وهذا أوان البدء:
١- والدين مذ كان هم في الليل، وذل في النهار. ١٤.
٢- فهذه رحلة كشفية سلخنا فيها شهرين اثنين، وقطعنا فيها خمسة آلاف كيل في الصحراء. ١٩.
٣- ركب في طبعي حب المغامرة والإقدام. ٢١.
٤- فليس في القرى إلا صحة الأجسام، وصفاء النفوس، وجلاء النظر، وراحة الفكر. ٢٢.
٥- هذا الزمان جعل المعروف من السنة منكرا يستحيا منه، والمنكر من البدعة معروفا يفتخر به. ٢٣.
٦- فإنه لولا حب الوطن؛ ما سكن البلد القفار. ٣١.
٧- نوم ساعات في الصحراء أجدى على الجسم من نوم الليل كله في المدينة. ٣٩.
٨- ونظرت إلى أسفل مني فرأيت السلوك الشائكة، فعجبت منها. سلكة لا يعبأ بها، تفرق الأخ عن أخيه، وتجعل الشعب شعبين. ٤٥.
٩- وتمنيت لو كان اليوم إلى اليرموك أو القادسية طريق حتى أسلكه كما سلكه أجدادي الأمجاد، وهيهات أن يكون للشباب الذي أضاع روح الصحراء إلى مثلها طريق. ٤٦.
١٠- من الأمثال النجدية "إذا دار العود؛ فلا قعود". ٥٠، بتصرف.
١١- إن من دأب العادة أنها تضعف الحس، وتذهب بالانتباه. ٥١.
١٢- فلا لذة في الدنيا إلا في التنقل والتبدل وألا تجمد على حال مهما حسنت في ذاتها، وهذا ما أراده الشاعر حين قال:
ولذيذ الحياة ما كان فوضى * ليس فيها مسيطر أو نظامُ. ٥١.
١٣- وأنا رجل سلفي، ولكني لست ظاهريا من المتمسكين بحرفية النصوص، ولا ممن يأخذها بلا فكر. ٥٤.
١٤- إن مصيبتنا نحن المسلمين في هذه الأيام أننا لا نعرف التوسط ولا الاعتدال، فمنا من ينطلق وراء عقله وحده لا يتقيد بوحي ولا كتاب، ومنا من يدع العقل والكتاب والسنة؛ ليفكر بعقول من مضى...، أو يأخذ من الكتاب والسنة، ولكنه يفهم بالحروف والألفاظ ويدع ما وراءها من المجاز والإشارة والحكمة والمصلحة. ٥٤.
١٥- وقد عرضت مرة - في بعض مقالاتي - إلى تحليل الحس بالحياة، فكان من رأيي أن الحياة أصعب شيء على الإنسان، وأنه لا يستطيع أن يحملها، فهو يقطعها أبدا بحديث أو مطالعة أو عمل، أو ما هو من ذلك بسبيل، فإذا خلت حياته من شيء يشغلها؛ عادت هما وحملا ثقيلا. ٥٥.
١٦- لغة الألسنة لا تترجم عن القلوب. ٦٢.
١٧- ذكر مياه "غطى" و "العيساوية" و "الفجر". انظر: ٦٤.
١٨- مئة دينار... لم أرها قط، ولم تحتوها يدي إلى الساعة التي أكتب فيها هذه الكلمة. ٦٩، بتصرف.
قلت:
كان تاريخ كتابة هذه الكلمة ١٩٤٠ ميلاديا أي ١٣٦٠ هجريا تقريبا.
١٩- وللقهوة عند العرب شأن كبير، فقد يستغني البدوي عن الطعام والماء، ولكنه لا يستغني عن القهوة ولا يعدل بها شيئا. ٧٣.
٢٠- هذه هي القهوة، وهي لذيذة نافعة لا يقوم مقامها شيء في إراحة الجسم بعد التعب الشديد... أما الشاهي، أعني النجدي منه فسم ناقع، يشرب فيه شاربه المرض والحمى؛ ذلك أنهم يأخذون الشاي الأحمر فيغلونه على النار ثم يغلونه حتى يصير أسود مثل دم الغزال - على حد تعبيرهم -، ويشربون منه كؤوسا كثيرة. ٧٤، بتصرف.
٢١- فقد أمن الله الجزيرة بابن سعود حتى صار أمنها حديث الناس وانعقد عليه إجماع من أم الحجاز أو جال في بواديها.
ولقد ترك أصحابنا التجار... سيارة مترعة بالثياب والطعام وكل ما يرغب فيه البدوي ويسيل لتصوره لعابه، ثم رجعوا إليها بعد شهر؛ فما وجدوا شعرة منها أزيحت من مكانها على كثرة من مر بها من أعراب. ٧٩، بتصرف.
٢٢- سر قوة العربي الأول الذي عمل ما لم تعمله الجن ولا تقوى عليه المردة - حتى بنى للحضارة هذا الصرح العظيم فأوت إليه وتفيأت ظلاله -؛ إنما هو حياة الصحراء. ٩٤.
٢٣- من الأمثال التي ذكرها:
"أن ترد الماء بماء أكيس". ٩٩.
٢٤- وكانت المدينة ضمن السور، لا يدخل إليها إلا من هذه الأبواب التي تغلق ليلا، فلا تفتح لأحد إلا إن ذكر اسمه وأثبت شخصيته. ١٢١.
٢٥- شايخانات: أي: أمكنة الشاي. ١٢٣.
٢٦ - من المواضع التي مروا بها قرب المدينة "المساجيد"، و "بئر ابن حصانة". انظر: ١٢٤.
٢٧- ولمكة سور له أبواب، لا يدخل أو يخرج إلا منها، وهي تغلق ليلا، فلا تفتح إلا بإذن. ١٥٦.
٢٨- والمبيت في الصحراء جميل، لا يعرفه إلا من جربه، ينام الإنسان ثلاث ساعات فيفيق نشيطا قويا، كأنما نام الليل كله. ١٥٧.
٢٩- وقبائل حرب هذه كانت آفة البر، عجز عنها الأتراك والأشراف ولم يستطيعوا أن يحموا أنفسهم من شرهم حتى يحموا الحجاج، فخلوا بينها وبينهم، فذاق الحجاج منها الأمرين!...فأصبحت الآن مقلمة أظافرها، مكسورة شوكتها. ١٥٨، بتصرف.
٣٠- لقد صنع السعوديون للحرم هذه السنين القلائل أكثر مما صنعه ملوك المسلمين جميعا في ألف وثلاثمئة سنة، أما حرم مكة فإن البداية فيه تبشر بنهاية يصغر معها ما كان في المدينة. ٢٦١.
٣١- وإذا مررنا مع العصور؛ رأينا هذه الجزيرة العربية مثل الأم، تلد الأطفال وتحضنهم، حتى إذا كبروا؛ أطلقتهم فذهبوا فأسسوا الدول وبنوا الممالك. ٢٦٧.
٣٢- وثقوا أن أهون شيء علي أن أرجع عن الخطأ إذا تبين لي. ٢٧١.
٣٣- فالعبرانيون بنو إسرائيل، والعرب بنو إسماعيل. ٢٧٢.
انتقاء/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل - السبت - ١٤٤٤/١١/٢١.
abdurrhmanalaufi@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق