الأحد، 4 سبتمبر 2022

شذرات من كتاب (رجال من التاريخ؛ للطنطاوي)

  

شذرات من كتاب (رجال من التاريخ؛ لعلي الطنطاوي)

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فهذه شذرات مستلة من كتاب (رجال من التاريخ) للشيخ الفقيه القاضي الأديب/ علي الطنطاوي – عليه رحمة الله -.

ابتدأت قراءته في يوم الاثنين، بتاريخ 2/2/1444، وانتهيت منه في يوم الجمعة، بتاريخ 6/2/1444.

الكتاب من طبعة دار المنارة- ط 17- 2020، عدد صفحاته 456.

1- الإسلام انتشر بالسيف؟! إنها مقالة جاهل بالطبع البشري، على قائلها أن يخجل منها، وأن يتوارى بها. إن الإسلام عقيدة، والعقيدة مزيج من عقل وعاطفة، فمن سمع أن العاطفة تجيء بالقوة والبطش؟. 12.

2- إن تاريخنا أعظم تاريخ، ولكننا أمة تجهل تاريخها. هذا التاريخ الذي ليس لأمة مثله، هذا التاريخ الذي يفيض بالحب والنبل، والتضحية والبطولة والإيمان. 14.

3- إن تاريخنا السياسي أنظف من كل ما يماثله من تواريخ الأمم، ولا يخلو – على ذلك – من أمور لا يحسن أن ننشئ عليها أولادنا. 15.

4- أنا مدمن القراءة، يومي كله – إلا ساعات العمل – أمضيه في المطالعة ومحادثة الكتب، من يوم أتقنت القراءة قبل سبعين سنة وأنا أقرأ، وأكثر ما أولعت به التاريخ، وذلك بعد إقامة لساني بتعلم العربية، وضمان آخرتي – وما تضمن إلا برحمة الله – بمعرفة الشرع.  16.

5- قال عن عائشة – رضي الله عنها -:

وكانت – لقوة شخصيتها – زعيمة في كل شيء: في العلم، وفي المجتمع، وفي السياسة، وفي الحرب. 40.

6- قال عن عائشة – رضي الله عنها -:

فهي أفضل امرأة في الإسلام بعد خديجة وفاطمة. 40.

7- معاملته – صلى الله عليه وسلم – معاملة إيناس وبر وانبساط، لا كما يظن بعض الرجال، يحسبون من الرجولة أن يبقى الرجل في بيته عابسا مقطبا، وأن يأمر زوجته أمرا عسكريا، وأن يبطش بها بطش الطغاة. 41.

8- قال الأحنف:

سمعت خطب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والخلفاء إلى يومي هذا، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه من فم عائشة. 42.

9- وأطرف ما في عائشة أنها كانت النموذج الأتم للمرأة، للمرأة في طبيعتها، وفي طموحها، وفي مزاياها، وفي عيوبها. 42.

10- والزواج هو عمل المرأة الأول، وإن أكبر غايات المرأة أن تكون زوجة، وأن تكون أما، لا يغنيها عن ذلك شيء – ولو حازت مالا يملأ الأرض، ولو نالت مجدا ينطح السماء، ولو بلغت من العلم والرئاسة ما تنقطع دونه الأعناق -. 43.

11- ولو خلا بيت من سخط المرأة حينا، وخلافها حينا؛ لخلا بيت رسول الله، فليجد الأزواج في ذلك سلوة لهم وأسوة، فإنها طبيعة المرأة. 43.

12- والدلال طبيعة المرأة الجميلة المحبوبة، وهو الثمرة الأولى للجمال وللشعور بالحب...والغيرة الثمرة الثانية لذلك، ولكنها غير مقبولة، تنبه الحب ولا تقتله، وتذكيه ولا تطفئه، ورب منبه لفرسه بضربة شددها فقتلها، ومزك لناره بنفخة قواها فأطفأها. 43، بتصرف.

13- ونحن حين نكره للمرأة السياسة لا نريد أن نستأثر دونها بمتعها، ولا أن ننفرد بخيراتها؛ بل نريد أن ننزهها عن أوضارها، ونبعدها عن نارها. 44.

14- رابطة الدين أقوى من رابطة النسب. 46.

15- الإسلام لا يحول أبدا دون عواطف الخير في البشر، ولا يقتل أبدا دوافع النبل في النفوس. 47.

16- وكانت الهجرة، وهي حادث هين في ذاته...ولكنه عظيم في نتائجه؛ لأنه لم يكن سفرا من بلد إلى بلد، بل انتقال الدعوة من طور إلى طور، من طور الإسرار والضعف إلى طور الإعلان والقوة، طور الظفر والعلاء. 47.

17- وكذلك كان المسلمون، كانوا رجال دنيا ودين، ومال وتقى، كانوا جنا في النهار، ورهبانا في الليل. 50.

18- ولو أن كل فتاة تعرف كيف تدافع عن نفسها...بأن تمشي مرفوعة الرأس، ثابتة النظر، شاعرة بالكرامة، وبأن ترد كل متعرض لها طامع فيها كما ترد الكلب العقور؛ لذهب من الأرض ثلاثة أرباع الفساد. 51، بتصرف.

19- والموت خير من حياة بلا كرامة ولا مجد. 52.

20- والعرب قد أضاعوا بيانهم وأدبهم مع ما أضاعوا من تراث الجدود!. 52.

21- وإذا كان البارود يرتد أمام الإسمنت المسلح بالحديد، فإن قوى الشر كلها، والقنبلة الذرية معها ترتد كلها أمام اللحم والدم إذا كان مسلحا بالإيمان، تسحقه أو تحرقه، ولكن النصر الأخير لا يكون إلا للمؤمنين. 55.

22- واليرموك هو اليوم الأغر في سيرة خالد، وهو من أيام الإسلام المعدودات. 59.

23- ولكن أعظم انتصار ناله خالد هو انتصاره على نفسه... على ميوله وغرائزه، على طبيعته الأرضية. 60، بتصرف.

24- وكان الجندي العربي لا يجيء إلا متطوعا...إنه المثل الأعلى في الجندية في كل مكان وكل زمان...وما قاتل قط إلا فئة أكثر عددا، وأكمل عددا، وما قاتل إلا انتصر، وما قاتل إلا دفاعا عن الحق والخير والمثل الأعلى. 66، بتصرف.

25- ومن كان همه الحقيقة لا يبالي بالمظاهر، وقد علمهم محمد – صلى الله عليه وسلم – أن التقى تقى القلب، وأن العظمة عظمة النفوس، وأن متاع الدنيا ظل زائل. 68.

26- وإن الشعب الذي أطاح تيجان كسرى وقيصر وخاقان؛ لن يعجزه أن يطيح رأس صهيون. 72.

27- وكذلك الدنيا، تمنح يوما، وتمنع يوما، ويتعاقب فيها البؤس والنعيم، فلا يدوم سرور على بشر، ولا تدوم عظمة لمكان. 73.

28- دمشق هي أقدم المدن العامرة في الدنيا. 74.

29- قرن العشرين...هذا أصح من قولنا القرن العشرين. 74، بتصرف.

30- قال عن عبدالله بن الزبير – رضي الله عنهما -:

 كان في ميدان الحرب أبرع منه في مجال السياسة. 76.

31- وذكر الله يعلو بصاحبه إلى حيث لا تبلغ مراكب الفضاء، ولا يصل إليه خيال من أبدعها. 78.

32- ومن نظر إلى من هو دونه رضي واستراح، وليس إلا الصبر والثقة بالله. 80.

33- ابن السماك...لا أكاد أعرف كلاما أحلى وأبلغ من كلامه، والعتابي وابن الجوزي في بعض كلامه في "صيد الخاطر". 85، بتصرف.

34- إن الكلام وحده لا ينفع شيئا، فإن اتخذه سلما إلى الدنيا، وطريقا إلى الكسب، وجعله تجارة حتى يصير به من أغنياء الدنيا، فهو الخسران الأكبر. 96.

35- الرزاق هو الله، وأن ما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوتك. 97.

36- عن عمر بن عبدالعزيز – عليه رحمة الرب العزيز -:

قالت فاطمة لمن سألها عنه بعد موته: والله ما علمته اغتسل من جنابة أو احتلام منذ استخلف حتى قبضه الله. 103.

37- إننا اشتغلنا بمناظر الطريق عن غاية السفر، وبصغائر الحياة عن غاية الحياة، فصرنا إذا قرأنا أخبار هؤلاء لم ندركها، ولكنها عندهم حقائق كبار.

إن لله عبادا فطنا * طلقوا الدنيا وعافوا الفتنا

قد رأوها لجة فاتخذوا * صالح الأعمال فيها سفنا. 108.

38- الحجاج كان ثاقب النظر، صادق الفراسة، عظيم الخبرة بالرجال. 113.

39- الحمى الذي لا ينال من احتمى به...الحصن الذي لا يؤخذ من تحصن به...هو الإيمان. 113، بتصرف.

40- وكذلك...يرفع الناس وجوههم إلى السماء كلما ضاقت عليهم سبل الأرض، فيرون باب السماء مفتوحا أبدا، وإن غلقت عليهم أبواب الأرض كلها. 115، بتصرف.

41- من أراد الموت لا يموت، ومن استعان بالله لا يغلبه بشر، ومن نادى من قلبه "الله أكبر" لا يقوى عليه قوي، ولا يكبر كبير. 118.

42- بهذا الإيمان وهذه الأخلاق – لا بسيوفنا ورماحنا – فتحنا العالم، وأفضنا عليه نور الإسلام، وبمثل هذا الإيمان وهذه الأخلاق نستعيد فلسطين، ونحرر من الاستعمار كل بلد إسلامي، ونكتب صفحة أمجادنا في التاريخ مرة أخرى إن شاء الله. 120.

43- قال عن سعيد بن المسيب – عليه رحمة الله -:

ورأى الحجاج مرة يسيء الصلاة، فنبهه فلم يسمع، فرماه بكف من حصى المسجد!. 122.

44- وما ذل العلماء إلا يوم اتكلوا على الرواتب، وعلى أموال الأوقاف، وهدايا الناس. 124.

45- ولو أن العلماء استغنوا بمالهم عن أموال الناس وعن رواتب الدولة لرأيتم ما عزة العلم، وما هيبة العلماء. 125.

46- وهل البنت فرس أو نعجة حتى تباع لمن يدفع فيها الثمن الأكبر؟. 127.

47- قال عن سعيد بن المسيب – رحمه الله -:

لم يطرق باب أحد من أربعن سنة، ولا رئي إلا بين بيته والمسجد. 128.

48- وهل الزواج رباط بين روحين وصلة بين قلبين وبيت يضم اثنين، أم هو معرض أثاث وثياب ومنافرة كرم واكتساب شهرة؟ إن هذه الحفلات – يا ناس – لا تخرب بيت الزوج والأب فقط، بل تخرب عشرين بيتا. 128.

49- ورحم الله من يسمع فيعي، ويعلم فيعمل. 128.

50- نحن – المسلمين – قانوننا هو القرآن، وشرحه الرسمي الحديث، ومذكرته الإيضاحية: أسباب النزول والتفسير. 129.

51- الصحابة أنفسهم كان أكثرهم مقلدين، ولم يكن يفتي فيهم إلا عدد قليل، ولكنها لم تجمع فتاواهم ولا فتاوى التابعين لهم، وأول من انقطع للفتوى والاستنباط وجمعت أقواله وتعدد أصحابه حتى صارت له مدرسة أو مذهب؛ هو أبو حنيفة. 130.

52- الفقه، وهو أشرف العلوم وهو لب الدين، وما الحديث والتفسير إلا مقدمات له، كشروح القانون، أما الدين فهو الفقه. 132.

53- قال عن أبي حنيفة – عليه رحمة الله -:

وهو أول من رتب الفقه في أبواب، ومالك إنما سار على غراره في "الموطأ". 133.

54- الذي يغلب على مالك أنه كان حافظا للحديث، يرتبه ويأخذ منه الحكم، وأحمد كان محدثا، ولم يعده المتقدمون مع أصحاب المذاهب، والشافعي وسط بين طريقة مالك وطريقة أبي حنيفة. 133.

55- قال عن أبي حنيفة – رحمه الله -:

عاش حياته كلها من كسبه، يوزع المال والعلم ويعلم الناس الفقه والتقى والكرم. أرادوه على الولاية مرتين: مرة أيام بني أمية، ومرة أيام بني العباس، وضرب في المرتين، فرفض، فكانت الأخيرة سبب وفاته. 134.

56- والحق أن أزهر عهود التاريخ عهد أبي بكر وعمر، وكل خليفة قوي عادل عامل بكتاب الله، قائم بحقوق الرعية، لا طاغ ولا ظالم، ولا عاص ولا آثم. 137.

57- إن أعظم حكام الإسلام حقيقة هم الذين جمعوا صلاح النفس وإصلاح الدولة، وكانوا أهل تقى وأهل بصر، وجمعوا التوفيق في الدنيا والدين، أمثال الستة الكبار أبي بكر وعمر، وعمر بن عبدالعزيز، ونور الدين، وصلاح الدين، وأورانك زيب ملك الهند. 140.

58- المنافقين من العلماء وإن نجحوا حينا لا تكون عاقبتهم إلا الخيبة وخسران الدين والدنيا. 142.

59- الطبيعي لا الطبعي كما يقول المتحذلقون، وإن كان القياس ما يقولون. 142.

60- قال عن الليث بن سعد – رحمه الله -:

وهو أعظم جاها من مالك، وأكثر مالا، وأوسع دنيا. 147.

61- المولى في اللغة من أسماء الأضداد، فالسيد مولى، والتابع مولى. 148.

62- قال عن الليث بن سع- - رحمه الله -:

وكان يعيش عيشة الملوك، وقد قومت ثيابه مرة ودابته بثمانية عشر ألف درهم (أي بألف دينار ذهبي) وكان لباسا. 151.

63- أما العامة فكانوا كما يكونون في كل عصر: قلوبهم مع علماء الحق، ولكن سيوفهم مع أمراء الباطل. 158.

64- العربي لا يصير أبدا فرنسيا، ولكن الفارسي والصيني يصير مسلما؛ لأن الفرنسية جنسية وقومية، والإسلام عقيدة ودين. 166.

65- فإن رحلات البخاري لو جمعت؛ لزادت على محيط كرة الأرض مرتين...حتى بلغ من أخذ عنه أربعة آلاف شيخ!. 168، بتصرف.

66- مؤلف من أكبر مؤلفي العصر؛ هو أحمد أمين. 169.

67- قال عن شروح البخاري:

"أجلها شرح ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"، ثم شرح العيني، ثم شرح القسطلاني". 170.

68- ولو أن كل عالم يتصل بالحاكم...ويتخذ منزلته وسيلة لرفع الظلم ورد الحق، وإقرار العدل؛ لصلح الحاكم، وصلح أمر الناس. 178، بتصرف.

69- فإن الدهر دولاب، والأيام دول، والتاريخ شاهد ما نقول: بدأت الحضارة من الشرق – من مصر والعراق والشام -، ثم انتقلت إلى الغرب – إلى يونان وروما -، ثم عادت إلى الشرق – إلى دمشق وبغداد والقاهرة -، ثم رجعت إلى الغرب – إلى باريس ولندن وواشنطن -، وها هي ذي بدأت تعود إلى الشرق. 181.

70- وكانت لمالك هيبة في الصدور، فلا يجرؤ أحد عليه، وكانت طريقة تلاميذه معه الاستماع والإقلال من المناقشات. 183.

71- التقوى روح العلم، فمن كان عالما بلا تقوى؛ كان علمه جسدا بلا روح، جيفة! وكان وبالا عليه. 183.

72- أما القرآن فعماد الدين، وجماع العلم، وطريق كل خير. 183.

73- العلم كان في رأي أسلافنا الأولين عبادة، وكان قربة إلى الله، فالطالب يطلب العلم لله لا للشهادة ولا للدنيا، والأستاذ يعلم العلم لله، لا للمرتب ولا للمنصب. 185.

74- وكان أسد أول من نعرفه جمع بين مذهب مالك ومذهب أبي حنيفة، وبين مدرسة المدينة النقلية، ومدرسة العراق العقلية. 185.

75- والفنون كلها تموت إن أكرهتها على الحياة في جو التكلف، التكلف في التفكير أو التعبير. إن الفنون لا تحيا إلا في الانطلاق والحرية. كل الفنون: الكتابة والشعر والتصوير والموسيقى، حتى الإلقاء. 192.

76- إن الأدب قد بلغ سن الرشد وحد الكمال من قبل أن يولد العلم. وقد عاش البشر دهورا بلا علم، ولكنهم لم يعيشوا يوما بلا أدب. 193.

77- والحب أول كلمة في سجل الأدب. 193.

78- ولا يدرك المرء قيمة النعم إلا بعد زوالها. 194.

79- وليس ينفع الميت أن يذكره ذاكر، إلا ذاكرا بدعاء، أو صدقة، ولا يضره أن ينساه الناس. 197.

80- التزمت والتوقر لم يكونا دائما سمة العلماء، وأن في علمائنا من كانوا هم أرباب الظرف وكانوا هم أصحاب القلوب. 205.

81- قال عن الشريف الرضي:

"كان أعظم شعراء الحب العذري في أدب العرب...كان أعظم شاعر في الدنيا هتف للجمال، وغنى للحب، وصور نوازع النفس وصبوات القلب، ولوعات الهوى، ولذات الوصال". 206، بتصرف.

82- حجاب النساء في هذه الأيام، يخفي المعايب، ويجمل بالوهم غير ذات الجمال. 207.

83- وقد استفحل هذا الداء الذي رمانا به معاوية – رحمه الله -، داء توارث الملك، وتمكن وعظم شره، حتى صارت القاعدة في دول الإسلام، لا سيما في بلاد الشام، أنه كلما مات ملك؛ تقاسم أولاده ملكه كما يتقاسمون أمواله ودوابه. 216.

84- إنه ما ضرب أحد بسيف محمد ونبا في يده سيف محمد – عليه الصلاة والسلام -. 217.

85- وهذه علتنا أبدا...علتنا الانقسام والاختلاف، ولو أننا تركنا الاختلاف بيننا؛ ما قوي علينا إنس ولا جان!. 218، بتصرف.

86- ولدمشق المؤمنة المجاهدة هبات تشده التاريخ. 220.

87- قال عن نور الدين:

"وأشهد أني قرأت تواريخ عظماء الشرق والغرب فما رأيت بعد الصحابة مثله، وشهد هذه الشهادة من قبل المؤرخ ابن الأثير". 222.

88- فانشروا راية القرآن، واضربوا بسيف محمد – صلى الله عليه وسلم -، تطردوا يهود، وتعيدوا مجد العرب. 225.

89- قال عن صلاح الدين الأيوبي – عليه رحمة الرب العلي -:

"من أعجب ما وجدت: أن ينبغ هذا الرجل العظيم جدا، في ذلك الزمان الفاسد جدا، وأن يتغلب على العدو القوي جدا". 228.

90- كيف غلب صلاح الدين؟ وبم غلب؟ يجيب الطنطاوي فيقول:

"استمد أخلاقه وسيرته من إرث محمد – صلى الله عليه وسلم – في التقوى والصلاح، فأعطاه الله إرث محمد في الغلبة والظفر". 230.

91- قال عن صلاح الدين:

"وكان يصوم حتى في أيام المعارك، وكان مكثرا سماع القرآن، يبكي من خشية الله عند سماعه، ويواظب على مجالس العلم والحديث". 230.

92- إن سدت أبواب الأرض أحيانا؛ فإن باب السماء لا يسد أبدا. 230.

93- قال عن صلاح الدين:

"ما استكثر قط عدوا ولا خافه، ولا فقد أعصابه قط في هزيمة ولا ظفر". 231.

94- قال عن صلاح الدين:

"وكان متواضعا، يطأ الناس طراحته عند ازدحامهم للشكوى، ويردون عليه ويضايقونه في أوقات راحته". 231.

95- قال عن صلاح الدين:

"ما غضب لنفسه قط، ولكنه إذا غضب لله؛ لم يجرؤ أحد أن يرفع النظر إلى وجهه، وصار كالأسد الكاسر لا يقف أمامه شيء". 231.

96- قال عن صلاح الدين:

"أنا لا أعرف في كل ما قرأت من كتب التاريخ (وأظن أني قرأت تاريخ الشرق والغرب) جيشا خاض من المعارك أكثر مما خاضه جيش صلاح الدين...خاض أربعا وسبعين معركة في مدة ولايته على الشام في أقل من تسع عشرة سنة". 231.

97- قال عن صلاح الدين:

"استرد القدس بعدما ملكها الإفرنج إحدى وتسعين سنة". 234.

98- إن نكبة فلسطين بالصليبيين كانت أشد بمئة مرة من نكبتها بإسرائيل، وقد مرت بسلام، فهل تشكون في أننا سننقذ فلسطين؟. 235.

99- وإذا عجزنا نحن عن أن نعود إلى مثل سيرة صلاح الدين؛ ليكتب لنا مثل نصر حطين، فسيخرج من أصلابنا من هم أتقى منا وأطهر، وسيستردون فلسطين. 235.

100- قال عن بيبرس:

"الرجل الصالح المصلح". 237.

وقال:

"وكانت كتبه إلى أعدائه أعجوبة في الإيجاز والسخرية والواقعية، واكتفى ببلاغة السيف عن بلاغة القلم، ومن كان فعالا لم يكن قوالا، ومن كان يكثر الأقوال، فإنه يقل الأفعال". 242.

101- وللثياب أثرها في نفس الرجل وخلقه وفي رأي الناس فيه ونظرهم إليه، لا ينكر ذلك إلا جاهل أو مكابر. 249.

102- العبرة بالنيات والأعمال، لا بالصور والأشكال. 250.

103- إن من خاف الله؛ خافه كل شيء، ومن كان مع الله؛ جعل الخلق كلهم معه، ومن أطاب مطعمه ومشربه؛ استجاب الله دعاءه. 255.

104- أسلوب القرآن في تقرير مسائل التوحيد؛ هو الأسلوب الكامل الذي لا نحتاج معه إلى فلسفة ولا كلام. 258.

105- قال عن حجة الإسلام الغزالي – رحمه الله -:

"أحد العشرة الكبار جدا من رجال الفكر الإسلامي، وأحد العشرة الكبار جدا من أرباب القلم، وهو أقدر من لخص الفلسفة اليونانية، وأقدر من رد عليها...ألف كتابه (مقاصد الفلاسفة)...ثم ألف كتابه (تهافت الفلاسفة)". 259، بتصرف.

106- والعلم بلا تقوى ولا أخلاق؛ شر على صاحبه وعلى الناس؛ الجهل خير منه. 262.

107- قال عن الغزالي:

"وفاق في المعقولات إمام الحرمين وكل من تقدمه وكل من جاء بعده، وهو لا يزال إلى اليوم أكبر أئمة الفكر الإسلامي". 263.

108- هذه الروح التي تتجلى في كتاب "الإحياء" روح الانصراف عن الدنيا والميل إلى الفقر؛ ليست هي الروح الإسلامية. إن الروح الإسلامية تتجلى في سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه. 266.

109- الغزالي أعظم في عالم الفكر والبيان، وابن تيمية أٌقرب إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه السلف. 267.

110- نحن الآن في الهند، في القارة التي حكمناها ألف سنة، في الدنيا التي كانت لنا وحدنا وكنا نحن سادتها، في الفردوس الإسلامي المفقود حقا. 270.

111- لقد مرت بالهند أربعة عهود إسلامية: عهد الفتح العربي، ثم عهد الفتح الأفغاني، ثم عهد المماليك، ثم عهد المغول. 271.

112- كان أول من حمل إلى الهند لواء الإسلام محمد بن القاسم الثقفي...ابن عمه الحجاج. 271، بتصرف.

113- الحجاج...ظلم كثيرا وقسا كثيرا، وكانت له هنات غير هينات، ولكنه هو الذي أبقى لنا العراقين، وفتح لنا المشرق كله والسند. 271، بتصرف.

114- محمد بن القاسم الثقفي...فتح السند ولم تبلغ سنه سن تلاميذ الشهادة الثانوية!. 272، بتصرف.

115- إن العمل لإسعاد الناس وإقامة العدل ورفع الظلم وجهاد الكافرين المفسدين في الأرض، كل ذلك صلاة كالصلاة في المحراب؛ بل هو خير من صلاة النفل وصوم التطوع، وعدل ساعة أفضل من عبادة أربعين سنة. 280.

116- قال عن أورانك زيب ملك الهند الصالح:

"وحفظ القرآن بعد أن ولي الملك". 282.

117- ويا ويل أحرار العرب إن حكمهم عبيد أجانب!، ولا يكون المسلم أبدا أجنبيا في بلاد الإسلام. 296.

118- الإيمان...يحول الهزيمة ظفرا، والضعف قوة، والفقر غنى، ويصنع من الحجر قنبلة، ومن العصا سيفا ماضيا. 297، بتصرف.

119- ولئن كان المماليك حكام سوء، لقد كانوا – والحق يقال – أرباب حرب، وأبطال قتال. 298.

120- لا يصلح التقى إلا مع العلم، ولا يصلح العلم إلا مع التقى، فالمتعبد الجاهل يضر نفسه وقومه، والعالم الفاسق يتخذ علمه وسيلة إلى الدنيا، وسلما لبلوغ الغنى والجاه. 300.

121- ومن خاف الله – يا أيها الناس – خافه كل شيء، ومن أخلص له؛ وضع هيبته ومحبته في كل قلب، أما من كان مثلنا – يطلب الدنيا ويريد المال ويبغي الجاه ويحرص على ثناء الناس -، فهيهات أن يقدر على شيء!. 305.

122- لقد مر على البلاد الإسلامية فترة حكمها فيها المماليك، وقد كان منهم خير كثير، وكان منهم شر. 308.

123- والبيت هو الوطن مصغرا...والأولاد هم الشعب مختصرا. 310، بتصرف.

124- سلاح المرأة الذي تقهر به الرجل دائما...هو جمالها وأنوثتها. 311، بتصرف.

125- الملك الذي لقب بـ "ياوز"، وكان ياوزا حقا: "صاعقة" منقضة لا يقف في وجهها شيء، السلطان سليم، ياوز سليم، تاسع ملوك آل عثمان...وكان القتل أهون شيء عليه، خنق إخوته لما خشي أن يزاحموه على الملك، وقتل سبعة عشر من أهل بيته، وسبعة من وزرائه. 315، بتصرف.

126- وظيفة المفتي هي المحافظة على آخرة السلطان، كما أن وظيفة الطبيب المحافظة على صحته. 319.

127- الملك المظفر... من قواد السلطان صلاح الدين...أول من أظهر الاحتفاء بالمولد، وأحيا بذلك بدعة العبيدين – المدعوين الفاطميين – في مصر لما حكموها. 321، 326، بتصرف.

128- عن الملثمين وهم المرابطون قال الطنطاوي:

"الشيخ عبدالله الجزولي. وكان هذا الشيخ وحده سبب هداية هذه الخلائق ونقلها من ظلمة الجهل إلى نور الإيمان، ومن الصحارى الأفريقية إلى ملك المغرب كله والأندلس". 331.

129- قال عن ابن تاشفين باني مراكش في المغرب سنة 465:

"وكان ابن تاشفين هذا نحيف الجسم، أسمر اللون، خفيف اللحية، دقيق الصوت...وكان محاربا ليس له نظير...وكان خيرا عادلا، يميل إلى أهل العلم والدين...وكان زاهدا متقشفا، لم يستأثر بمطعم ولا مشرب، ولم يرتفع في عيشه عن عيش أفقر رعاياه، فعاش حياته كلها لم يعرف القصور الفخمة، ولا الموائد الحافلة...ولم يشرب إلا لبن النياق، وكان قوي الجسم، مشدودا شد الوتر، وبقي على ذلك حتى قارب المئة...وسمى نفسه (أمير المسلمين)". 334، بتصرف.

130- اجتمعت جيوش النصرانية كلها في جانب، وجيوش الإسلام في جانب...سهل الزلاقة...كانت الوقعة يوم الجمعة في الخامس عشر من رجب سنة تسع وسبعين وأربع مئة...وظهرت فيها مزايا التربية الصحراوية، فانهزم أبطال الأندلس حتى المعتمد بن عباد فارس العصر، ولم يثبت إلا بنو الصحراء، الذين لم يفسدهم ترف الحضارة ولا نعيم القصور...فأخرت هذه المعركة سقوطها – أي الأندلس – أربع مئة سنة. 335، بتصرف.

131- يا سادتي ويا سيداتي: إن تاريخكم فياض بالبطولات والمفاخر والمكارم، ولكنكم لا تكادون تعرفون تاريخكم. 339.

132- لو سئلت: ما هو أشهر كتاب عربي؟ لقلت: إنه القاموس للفيروزآبادي. 341.

133- والأمالي من مفاخر تاريخ العلم الإسلامي. 344.

134- ولئن هدى الله مصر بعمرو فكان إسلامها حسنة من حسناته، فالمغرب حسنة من حسنات عقبة بن نافع أولا، وحسان بن النعمان ثانيا، وموسى بن نصير أخيرا. 351.

135- قال عن سليمان بن عبدالملك:

"ولم يكن له من أعمال الخير إلا أنه سمع رأي رجاء بن حيوة، فجعل ولي عهده الخليفة الصالح المصلح عمر بن عبدالعزيز". 352.

136- أعلن معاوية ثورته على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقام بهذا الانقلاب العسكري الذي نجح – مع الأسف -. 353.

137- ولم يجد الفاتحون المسلمون في كل من قابلوا من الأمم من هو أقوى ساعدا، وأجرأ قلبا، وأكثر بالحروب تمرسا من الترك في الشرق، والبربر في الغرب، فرمى الله أولئك بقتيبة، وهؤلاء بعقبة ثم بموسى. 355.

138- القنبلة الأخرى التي تذهب الدين والخلق، والحرية والإنسانية...هي الشيوعية. 367، بتصرف.

139- والظلم والفجور توأمان. ما كان الحاكم قويا قديرا إلا كان عادلا، ولا كان عاجزا قاصرا إلا كان ظالما، يستر ضعفه عن الفضيلة بظلم الرعية. 370.

140- وضاع العرب، وما أضاعهم إلا الانقسام والعصبية الجاهلية. 371.

141- ولو كان العرب متحدين، ولو كانوا صفا واحدا؛ ما حكمهم أمس عبيد المعتصم من الأتراك، ولا ملكهم المماليك من كل أمة، ولا غلبهم اليوم على فلسطين كلاب البشر وجراثيم الإنسانية؛ اليهود. 371.

142- والناس ينسون فضل الأسلاف إن عم ظلم الأخلاف، والناس يغفرون كل شيء إلا أن يتخم الحاكم بجوع الشعب، ويشتري لذاته بألم الشعب، ويحرم الشعب؛ ليعطي شاعرا أو مغنية. 372.

143- الأمل...يذيب الصعاب كما تذيب الشمس جبلا من الثلج. 374، بتصرف.

144- يا شباب العرب: إن في تاريخكم أروع أمثلة البطولة والسمو الإنساني، فلا تكتفوا بقراءة التاريخ، ولكن اعملوا على أن تكتبوه بأعمالكم. 374.

145- فكلما أراد الناس أن يصفوا حكما بالجور والفساد قالوا: هذا حكم قراقوش...هو أحد قواد بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي. 375، بتصرف.

146- سن القلم أقوى من سنان الرمح...طعنة الرمح تجرح الجرح فيشفى، أو تقتل المجروح فيموت، أما طعنة القلم فتجرح جرحا لا يشفى ولا يريح من ألمه الموت. 378، بتصرف.

147- ومات قراقوش الحقيقي، وعاش قراقوش الفافوش، كما مات كافور التاريخ، وعاش كافور المتنبي، وكما نسي عنترة الواقع، وعرف عنترة القصة. 378.

148- وهذه هي الدنيا: إقبال وإدبار، وعلو وانخفاض، وسيد يصير مسودا، ومسود يصبح سيدا، وليست حظوظا ولا مصادفات، ولكنها خطة مدبرة  من لدن حكيم قدير، كلها عدل ورحمة من أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين. 383.

149- ولعل العبرة في الهزيمة أكبر من العبرة بالنصر. 385.

150- والموحدون صحراويون أشداء، لم تكن الحضارة بترفها قد أفسدتهم يوم أقبلوا، ولا المدن بنعيمها...فلما ذاقوا متع الحضارة واستراحوا إلى النعيم؛ صاروا طواويس، فاستأسدت – من ضعفهم – الثعالب. 387.

151- وهذه مصيبتنا دائما: الانقسام، وشهوة الحكم. 387.

152- والمسلمون...لا يفقدون بطولتهم ما داموا يجدون القائد الذي يقودهم في المعركة الحمراء. 391، بتصرف.

153- بم سقطت الأندلس؟ الطنطاوي يجيب:

"التفرق والانقسام، وشهوة الحكم، وإيثار اللذات". 393.

154- كان أجمل صفتين عند العرب يتصف بهما الرجل: الكرم والشجاعة...وعليهما دار فخر شعراء الحماسة، ومدح شعراء المدح 395، بتصرف.

155- الذي أضاع ملكنا: الكرم الجاهلي الذي يجاوز السرف، ويقارب التبذير. 396.

156- أما أكبر الشعراء المجددين فهو بشار. 399.

157- ومن حسن جوابه ومعرفته بخطاب الملوك أن المنصور قال له يوما: ما أكثر وقوع الناس في قومك يا معن!

قال: يا أمير المؤمنين:

إن العرانين تلقاها محسدة * ولن ترى للئام الناس حسادا. 400.

عرانين الناس: أشرافهم وسادتهم.

158- وأنا لا أبالي أن تسبوني، ولكني لا أحب أن تملوني. 406.

159- والمجودات في الشعر من النساء أقل من القليل، لا في العربية وحدها؛ بل في كل ألسنة العالم، والأدب العربي – على طوله – لم يعرف مئة من الشاعرات المجودات على حين قد عرف عشرة آلاف من مجودي الشعراء. 413.

160- العلم الذي لا يجيء إلا بذهاب الشرف؛ خير منه الجهل. 414.

161- قال عن عائشة التيمورية:

"ولم يكن يفوقها من شعراء عصرها إلا البارودي، ذاك أمة وحده، والساعاتي". 415.

162- قال عن عائشة التيمورية:

وهي أول من دعا إلى تعليم المرأة...وكانت تحبذ الحجاب، وترى أنه لا يمنع من العلم والأدب، ولها القصيدة المشهورة:

بيد العفاف أصون عز حجابي * وبعصمتي أسمو على أترابي

وبفكرة وقادة وقريـ * ــحة نقادة قد كملت آدابي

ما ضرني أدبي وحسن تعلمي * إلا بكوني زهرة الألباب

ما ساءني خدري وعقد عصابتي * وطراز ثوبي واعتزاز رحابي

ما عاقني خجلي عن العليا ولا * سدل الخمار بلمتي ونقابي

عن طي مضمار الرهان إذا اشتكت * صعب السباق مطامح الركاب. 415، بتصرف.

163- والظالم الذي تكون عقوبته في الدنيا ويسلم في الآخرة؛ يكون من الناجحين. 425.

164- فما احتل الإسلام قلوب أمة؛ إلا احتلت العربية ألسنة أهلها. 426.

165- عن خطورة التربية الأعجمية؛ قال الطنطاوي:

"صار الخلفاء العباسيون يسلمون أولادهم إلى الأعاجم ليربوهم وراء جدران القصور مع ربات الخدور، فكان ذلك من أسباب زوال دولة العرب". 428.

166- فلما جاء معاوية، حولها من خلافة إسلامية إلى ملكية كسروية أو قيصرية. 429.

167- عن الرجولة والغيرة؛ يقول الطنطاوي:

"وهما خلتان لا تكادان تفترقان". 432.

168- ولو كانت السياسة تصلح لأنثى؛ لصلحت لسيدة النساء وأعقلهن، عائشة أم المؤمنين. 432.

169- والكرم إنما يحسن إن أعطيت من يستحق مما تملك. 449.

170- حرم الخلفاء أصحاب الحق في هذا المال، وأعطوه المغنين والعازفين والجواري، وأنفقوه في لذات أنفسهم وفي لهوهم وشهواتهم، فجر ذلك عليهم هولاكو، ومن بعده من عرفنا من المستعمرين. 450.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم/

أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل العوفي.

انتهيت من كتابة هذه الشذرات في يوم الأحد، بتاريخ 8/2/1444.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق