(المنهجية في علم التفسير؛ للشيخ أد مساعد الطيار)
فأخذت معي تفسير الطبري، وبدأت أقرأ في هذا الكتاب، فوجدت أن علم التفسير كلَّه في هذا الكتاب، وأن من أراد أن يتعلم التفسير فعليه أن يقرأ في هذا الكتاب لكي يتخرج به، ويعرف كيفية التعامل مع أقوال المفسرين، وكيفية التعامل مع الآيات، وكيفية الاستنباط، وكيفية الجمع بين الأقوال، هذا شيء لم نجدْهُ لمَّا كنَّا ندرس في الدراسات الجامعية، وأسفت كثيرًا على هذا.
سألني أحد مشايخي، وهو من أكثر المشايخ الذين دَرَّسُونا في الدراسات العليا واستفدنا منهم، سألني سؤالًا قال:
إذا أردت أن تُحَضِّر للطلَّاب، فما الكتب التي سترجع لها؟
فقلت له:
أرجع إلى ثلاثة كتب رئيسة: تفسير الطبري، والتحرير والتنوير، ومفردات الراغب الأصفهاني.
المرحلة الأولى:
دراسة كتاب جامع لمسائل التفسير، سهل العبارة، مختصر.
والمرشح لذلك عدة كتب:
منها (التفسير الميسر)، صدر عن مجمع الملك فهد، وأعلى منه قليلا (جامع البيان) لمعين الدين الصفوي.
ومن الكتب المتوسطة (اختصار تفسير يحيى بن سلام؛ لابن أبي زمنين) و (تفسير ابن مظفر السمعاني).
ومن التفاسير المعاصرة (أيسر التفاسير؛ لأبي بكر الجزائري) و (تفسير السعدي).
من كتب غريب القرآن المهمة المطولة:
(المفردات؛ للراغب الأصفهاني) و (تفسير غريب القرآن؛ لأبي بكر الرازي) و (عمدة الحفاظ؛ للسمين الحلبي).
ومن الكتب المختصرة:
«تحفة الأريب» لأبي حيان وهو مختصر جدا.
و «تفسير غريب القرآن» لمكي.
والهدف منها: فهم المعنى الإجمالي، واستظهار التفسير.
لا بد من قراءة الكتاب كاملا، وتكرار الكتاب أكثر من مرة.
وتضيف إلى التفسير الذي بين يديك كل فائدة في محلها.
ويحذر الإشكالات التي تعوق مسيره؛ بل يجعل لها دفترا مستقلا.
المرحلة الثانية:
أهم أهداف هذه المرحلة:
الأول: معرفة أصول التفسير.
ثانيًا: معرفة الأقاويل في التفسير.
أهم ما يجب أن يعرفه طالب علم التفسير في هذه المرحلة فيما يتعلق بأصول التفسير هي:
ـ طرق التفسير، المعروفة بتفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال السلف، وباللغة.
ـ وأسباب الاختلاف في التفسير.
وقواعد الترجيح.
وكتب الدكتور حسين الحربي مفيدة جدا، وكذا خالد السبت.
والتعرف على مصطلحات المفسرين.
من ما يمكن أن يطرح في هذه المرحلة:
القراءة في بعض الكتب التي لها علاقة بعلم التفسير، غير كتب التفسير، مثل كتب: معاني القرآن، أو كتب توجيه القراءات، هذه مهمة جدًّا في أن يقرأ فيها الطالب، وأن يتثقف من خلال هذه الكتب، وكذلك كتب الناسخ والمنسوخ، وكتب أسباب النزول.
ومن الكتب التي عنيت بأقوال العلماء في الآية (زاد المسير لابن الجوزي) وكان يرجع إليه ابن تيمية، وأيضا (النكت والعيون؛ للماوردي)، والدر المنثور، وتفسير ابن كثير.
من الكتب التي يمكن أن يستفيد منها الطالب في هذه المرحلة، هي كتب المحررة في هذا العلم، تفسير ابن جرير الطبري، وتفسير ابن عطية الأندلسي، وتفسير ابن جُزَي الكلبي، وتفسير أبي حيان، وتفسير ابن كثير ، وتفسير الطاهر بن عاشور.
ما الذي نحتاجه في هذه المرحلة؟
١- الحرص على استظهار الأقاويل في الآية.
واستظهار الأقاويل مهم في هذه المرحلة؛ لأنه سيبنى عليها الترجيح، ومعرفة ما هو القول الصحيح في الآيات.
٢- الحرص على معرفة أقاويل السلف خاصة.
٣- الحرص على معرفة الأقاويل الصحيحة المحتملة في الآية التي جاءت بعد السلف:
٤- التعرف على منهج المفسر الذي نريد أن نقرأ له:
المرحلة الثالثة: هذه مرحلة التوسع في العلم:
وهذه المرحلة يمكن أن نسميها المرحلة البحثيَّة.
اختصار/
عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل - الاثنين - ١٤٤٣/١١/١٣