من أكثر الأبيات التي أعجبتني- (في نهايات الأربعين؛ لعبدالرازق عبدالواحد)
للشاعر العراقي الكبير/ عبدالرازق عبدالواحد، وهي من قصيدة (في نهايات الأربعين).
يقول فيها:
مكابرة صنت ما لا يصان * وبذرت ما لم يبذر بشر
مكابرة أيها المقتقي * رداه كأن المنايا وطر
وها أنت أتعبت كل الدروب * وها أنت ألهبت كل الغمر
وها أنت صاحت بك الصائحات * وشدت على كل قوس وتر
تحيرت في رهج الحادثات * ماذا تبقي وماذا تذر؟
وهبك اتقيت جميع السهام * فمن سهم نفسك أين المفر؟!
وتبقى ونفسك نفس الكريم * لها حين تزجرها مزدجر
بلى كل ما تنزله الحادثات * تحمله الأرض بردا وحر
وفي الموت صبر وأما على * سواه فمستضعفا من صبر
وما كل برق تجلى أصاب * ولا كل غيم تدلى مطر
ويا حرقة ما لها منتهى * ويا قلقا ما له مستقر
بذرنا وهذا أوان الحصاد * وكل امرئ حاصد ما بذر
وليس لنا مطمع باليجيء * ولا نادمين على ما بدر
ولا قائلين لما فاتنا * تمهل ولا نادبين القدر
ولكننا نرقب الذاهبات * وألف ادكار لنا يحتضر
فيا دوحة صوحتها الرياح * فلاحت كما لا يلوح الشجر
خرافية هائلا جذعها * ولا غصن لا ورق لا ثمر
ولكن تبزل فيها اللحاء * وأطلع من كل شرخ قمر
لك الله كم تمنحين الحياة * ويرميك بالعقم أعمى بصر!
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل - الجمعة - ١٤٤٣/١١/٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق