(أنا أدري بها!)
كان في السبعين من عمره، رجل من أشداء الرجال ضخامة في الجسم - مع صحة وعافية -، مرضت أمه مرض الموت - وقد زرتها، وهي عمتي -، كان من عادته - لما كانت في العناية المركزة لا تحس بمن حولها - أن يزورها كل يوم؛ يراها ويمسح جسمها أو أطرافها.
وفي يوم من الأيام؛ فاتته صلاة العصر، فاستيقظ وذهب من فوره لأمه؛ قيل له في الأول: إنها لا تدري بك، ولا تحس بك؛ قال: أنا أدري بها!
يا لها من كلمة لمن عقلها!
يا لها من حكمة لمن أخذها!
يا له من رجل موفق صالح ما خذلها!
إنها طباع الإنسان، ومروءة الرجال، وأصل أخلاق العرب، حتى في البهائم والوحوش؛ فيا سحقا ويا بعدا لمن كفر نعمة ربه عليه بعقوق أمه وأبيه!
ومن الأسف البالغ أن يكون البر مما يستغرب في هذا الزمان!
كتب/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
المدينة- الحمراء- الأحد ١٤٤١/١٠/٢٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق