الأربعاء، 10 يونيو 2020

عدم قبول النصيحة

(عدم قبول النصيحة)

الحمدلله، وأصلي وأسلم على خير الخلق محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين... وبعد

كان بجانبي مصليا يقرأ بصوت خلف قراءة الإمام، ولما انقضت الصلاة، وهم بالقيام؛ وضعت يدي على فخذه، سلمت عليه، رأيت فيه سيما أهل الخير، فهو ذو لحية كثة بيضاء، وعمامته شبه مدارة على رأسه، وثوبه إلى أنصاف ساقيه، العجيب؛ لم يرد السلام، تلوت عليه الآية: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) يا عم: لا يجوز للمأموم أن يقرأ والإمام يقرأ؛ صدقوني؛ قام وتركني ولم يكلمني، وأظهر امتعاضه واستياءه!

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... كان رد فعل أثار استغرابي، التفت إليه خلفي وهو يغادر المسجد، تذكرت - عندها - رسول الله محمدا - صلوات ربي وسلامه عليه -... شجوا وجهه، رموا سلى الجزور على كتفيه الطاهرين وهو ساجد عند الكعبة وهم يقهقهون ويضحكون بصوت عال!

تذكرته - بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يعرض دعوته على أخواله في الطائف؛ فيغرون به سفهاءهم؛ ليلحقوه، فيدموا قدميه بالحجارة، وكان أشد ما وجد؛ فعفى عنهم وصفح!

تذكرت مواقف السيرة العطرة لخير الأولين والآخرين، وكيف وقع البلاء عليه، فما كان منه إلا الصبر، والصبر العظيم! 

قلت: هو مؤيد بالوحي من السماء، هو أمين أهل الأرض، هو الصادق المصدق، ومع ذلك ابتلي ابتلاء عظيما، وأنا؟ من أنا؟! أفلست مسلما؟ أفليس قدوتي هو؟ إذن (فذكر إنما أنت مذكر* لست عليهم بمصيطر). الغاشية.

وكتب/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي. 
المدينة- الأربعاء ١٤٤١/١٠/١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق