(جماعة الإخوان المسلمين... والإسلام الخاص)
حرص جماعة الإخوان المسلمين على ما أطلقوا عليه (توحيد الحاكمية) حرصا بالغا، ونظروا له تنظيرا كثيفا، وشحنوا به كتبهم، وفرغوه في عقول أتباعهم أو المتعاطفين معهم أو المتحمسين لدعوتهم الباطلة، التي ظاهرها الرحمة، ورفض الظلم، ومناكفة المبطلين من الحكام وغيرهم، وباطنها العذاب، والدمار والخراب؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار، ولا تغرنكم شعارات القوم الماكرة، ولا تنخدعوا بالكثرة الكاثرة؛ بل عليكم واجب النصيحة لله ولكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، ولا تأخذنكم في الله لومة لائم كان من كان.
ومقصودهم من هذا التقسيم للتوحيد؛ هو مطالبة الحكام بالحكم بما أنزل الله، وعلى ذلك كفر وجدي غنيم - وهو من دعاتهم المناضلين، ويقيم في قطر، والآن في تركيا - كفر السيسي، وهاجم المملكة العربية السعودية هجوما ظاهرا بينا بلسانه وبيانه، وانتهج نهج ابن السوداء اليهودي، ابن سبإ اللعين، الذي حرض على الخليفة الثالث ذي النورين عثمان - رضي الله عنه -، فانتقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - رحمه الله -، وانتقد بعده أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الرحمن - نقدا لاذعا، ووصفهم بأوصاف مشينة، وهو إخواني متطرف، ينتهج نهج الخوارج في الإنكار العلني، وتضخيم الأخطاء، وافتعال ما يثير الرعية، وهو بذلك يخالف أصلا من أصول أهل السنة والجماعة في طاعة ولي الأمر في غير معصية الله، وفي السمع لهم في المعروف، وفي نصيحتهم بالرفق واللين في السر والخفاء، وليس على رؤوس الأشهاد وأمام الملأ!
وقبله كفر كبيرهم - سيد قطب - حكام المسلمين، لا؛ بل وجماعة المسلمين، بما فيهم من يصدحون ب (لا إله إلا الله) و (الله أكبر) من مآذن بيوت الله، وذلك في كتابه (في ظلال القرآن)! والله المستعان!
المقصود: أن جماعة الإخوان المسلمين يرون أن الإصلاح يكون من خلال (إسقاط الحاكم) وأن يحكموا هم، ودعوتهم هي وحدها الدعوة الصحيحة - كما صرح بذلك زعيمهم البنا -!
ولم نر من دعاتهم من حذر من الخوارج وأفراخ الخوارج، ولم نسمع لهم تنديدا بالتفجيرات الآثمة في البلاد الإسلامية، وكأن ذلك مبهجا لهم، حتى يصلوا للسلطة ولو على جماجم الركع السجود! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإنني قد كنت منخدعا بهم أيام وصولهم للسلطة، وبعد تكشف الأوراق؛ بل واحتراقها، وسقوطهم السياسي والفكري والمنهجي؛ بدأت في انتهاج ما يضاد منهجهم، في اتزان واعتدال وروية، حتى لا نقع في الظلم من حيث أردنا العدل، ولا نصبِ الشر ونحن ما أردنا إلا الخير والنصح لكل مسلم.
وقد كنت غير مقتنع بأحد دعاتهم، وهو عالم، متكلم، بليغ، مفكر، مثقف، وقد كنت أقلب كتبه ولا أشتريها؛ لعدم ارتياح مني له، ولما تناقشت مع أحد أساتذتي فيه، وبينت له خطره على الدولة؛ قطع حبال الوصل بيننا على ما يسمى ب (الواتس أب) من عام ١٤٣٥ تقريبا- إلى الآن!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فأنا أراعي نظر الناس إلي، ولكن ليس على حساب ديني وآخرتي، ليس على حساب عقلي وفكري ومنهجي، ليس على حساب اعتقادي وإيماني؛ فلذلك خسرت أناسا، وكسبت أناسا آخرين، ولله الحمد والمنة والفضل والإحسان، فالحق رائدي، والإسلام ديني، والقرآن منهجي، وقدوتي محمد - صلوات ربي وسلامه عليه - وشرفي باتباع سنته، وحب صحابته، والفخر بهم جميعا بلا استثناء، والترضي عنهم بلا لبس ولا خفاء، رضي من رضي، وسخط من سخط.
وهذا نقل لبعض ما قيل في هذه الجماعة الخارجية من علماء مشهود لهم بالنصح والخير والديانة:
قال العلامة المصري، المحدث المحقق/ أحمد شاكر:
(جماعة حسن البنا؛ جماعة ينفق عليها اليهود والشيوعيون كما نعلم ذلك علم اليقين!).
وقال علامة الزمان وإمام المسلمين عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا - :
(الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم؛ لأنه ليس لديهم نشاط في الدعوة إلى التوحيد، وإنكار الشرك، وليس لهم عناية بالسنة، وليسوا على منهج السلف الصالح). بتصرف يسير.
وقال - أيضا - :
(جماعة الإخوان وجماعة التبليغ من الاثنتين والسبعين فرقة الهالكة). بتصرف يسير.
وقال محدث العصر، ومجدد القرن، الشيخ العلامة/ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا - :
(ليس صوابا أن يقال إن الإخوان المسلمين من أهل السنة؛ لأنهم يحاربون السنة!).
وقال بأنهم بعيدون عن الإسلام فكريا وعمليا!
وقال العلامة الفقيه، الشيخ/ صالح اللحيدان - عافاه الله - :
(الإخوان وجماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة).
هذه بعض النقول، وهي في محاضرة للشيخ أد/ سليمان الرحيلي بعنوان: (الفرق المنحرفة المعاصرة) على ما يسمى ب (اليوتيوب).
وبعد؛ فهذا بعض من ملامح منهج القوم الخارجي الصدامي العبثي، وما على المؤمن إلا أن يسلم لأمر الله، ويبحث عن الحق، وحيث وجده؛ أخذ به، وهذا ما دعى إليه القرآن ونبي الإسلام - عليه الصلاة والسلام -.
وفي هذا كفاية لمن رام الحق، ولم يعرض عنه، إن شاء الله.
حرره/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل- الخميس ١٤٤١/١/٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق