(لا لتشخيص الأفكار)
تعرض على أحدهم فكرة مشروع أو خلافه؛ فتراه يشخصن الموضوع، ويرميك بالتهم والظنون، وكان بوسعه أن يناقش الفكرة ذاتها، بدون التعرض لصاحبها بمنقصة، أو ذكر معيب، ولكنها النفوس - لا أقول المريضة -؛ بل الضيقة، التي تحتاج إلى مزيد من "المعرفة الإنسانية"، التي تكشف خبايا نفوس بني آدم، وخفايا فكرهم وثقافتهم الوجدانية والعقلية!
إنني واجهت أناسا من هذا النمط - وهو للأسف نمط عريض من المجتمع الإنساني -؛ يشخصن الفكرة، وفي قالب النصح والخير؛ يرميك بمنجنيق التهم والظنون؛ يعتقد أنه لا بد من هذا معك؛ لأنه لا يريد أن يفهمك!
وفي الشط الآخر؛ أناس ما أعذب ألفاظهم، وأحلى تعبيراتهم؛ ينصحون لا يفضحون، يلطفون لا يجرحون، يناقشون بكل هدوء وسلاسة، بعيدا عن إلقاء التهم، ورمي الظنون، ومحاربة المفكر؛ حتى إنهم ليستميلونك إليهم بحلاوة منطقهم، وجمال أسلوبهم، ورقة تعاملهم، وتواضع نظرتهم إليك في إكبار وإجلال تشعر به مع كل ذلك! لا حرمهم الله الأجر والمثوبة، وحسن العاقبة؛ اللهم كثر في الأمة من أمثالهم، يا حي يا قيوم.
بمداد/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
الدوداء- حارة المكيسر- الثلاثاء ١٤٤٠/١١/٢٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق