الخميس، 1 يونيو 2017

من فتنة الظهور محاولة إرضاء الجمهور

(من فتنة الظهور محاولة إرضاء الجمهور)

ليس إرضاء الناس غاية يتسابق فيها المتسابقون، بل يجب ألا يخطر ذلك ببال العاقل اللبيب، فإرضاؤهم من أمحل المحال، وإن مما شاهدنا في هذا العصر العجيب مشاهد مؤسفة، كم يندى لها جبين العزم والعلم، فلقد فتن البعض - ويا للأسف أن هذا البعض منهم دعاة وطلبة علم؛ بل وعلماء، إي وربي علماء، ولكن ما فائدة العلم إذا لم يفد صاحبه ثمرته؟!! - أقول: فتن هذا البعض بفتنة الظهور على وسائل الإعلام المختلفة، وتصدروا للتدريس، وانتصبوا للإفتاء، كل ذلك - حسب ما يزعمون - على وفق مجريات العصر، ومواكبة الزمان، ومحاولة الرفق بالناس، وذلك بالنزول عند بعض رغباتهم - وإن كان ذلك النزول على حساب المبادىء والقيم والعلم - فتوسعوا في هذا الوهم الموسوم، ألا وهو محاولة إرضاء الجماهير، وكسب ود الشارع، وتكثير العدد، ومما قالوه: الفرض مقدم على السنة، في دفاعهم عن تبريرهم لفعلهم بجواز تخفيف اللحية إلى أدنى حد، فاللحية سنة، وإيصال الدعوة إلى الناس فرض كفاية، وبطلان هذا التبرير ظاهر لا يخفى، فكم رأينا دعاة جابوا الأمصار في الدعوة إلى الإسلام، وكان لهم الأثر البالغ في نفوس الناس، ولا حاجة لذكر أمثلة لذلك، يكفي أن تعرف أحمد ديدات، ومن لا يعرف أحمد ديدات؟ يكفيك أن تعرف ابن باز وابن عثيمين والفوزان وابن جبرين، ومن لا يعرف هؤلاء؟!! وكان هؤلاء جميعا معفون للحاهم.

يكفي لبطلان ذلك التبرير: أن تعرف أن المتبع حقا لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقدم عليها أهواء أحد كان من كان، كما قال الله: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا). الأحزاب.

وأعجب - والله - ولا ينقضي عجبي من هذا التوجه العجيب الغريب، فمتى يثق الناس بمن يتنازل عن شيء من مبادئه محاولة لكسب ودهم؟

إن الناس تعظم من يعظمه علمه، لا من يسعى في تكثير الناس حوله وإن كان على حساب بعض ما تعلم!!!

ومن المؤلم كذلك: أن بعض المتبنين لهذا التوجه المستغرب يعترف على الرغم من ذلك بأن إعفاء اللحية من سنن المصطفى - صلوات الله وتسليماته عليه - ولكن يقول - بما معناه - ليحصل القبول من الناس!!!

كتبه/
عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

الخميس ١٤٣٨/٩/٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق