السبت، 21 يناير 2017

البناء العلمي الزهراني

(البناء العلمي)


على طالب العلم أن يقرأ في فضائل العلم والتعليم، ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حافلة بهذا.

على طالب العلم أن يستشعر ثمرات طلبه للعلم، وهي:

١- أنه طريق موصل إلى تقوى الله وخشيته في الغيب والشهادة.

فتقوى الله ثمرة العلم، كما أنها طريق إلى العلم، كما قال الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله). البقرة ٢٨٢.

٢- أنه يوصل العبد إلى الإمامة في الدين.

٣- أنه منج من الفتن بأنواعها - فتن الشبهات والشهوات -.

٤- الحياة الطيبة.

(طلب العلم فريضة على كل مسلم).

العلم منه ما يكون فرض عين على المسلم تعلمه، ومنه ما هو فرض كفاية؛ إذا قام به من يكفي؛ سقط الإثم عن الباقين.

آداب طلب العلم:

١- التأدب مع الله سبحانه وتعالى، بإخلاص العبادة له، وقطع تعلق القلب بغيره، وصيانة إرادته عن ما يمقته الله عليه.

وأعظم الناس أدبا مع ربهم هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

٢- التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.

وأعظم الناس أدبا مع النبي عليه الصلاة والسلام هم الصحابة رضوان الله عليهم.

٣- التأدب مع الناس.

فالدين المعاملة، وهو أن يعامل كلا بحسبه.

آداب طالب العلم مع نفسه:-

الأول: الإخلاص.

قال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا). الكهف ١١٠.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى...). البخاري.

"إذا أقبل العبد إلى الله؛ أقبل الله بقلوب العباد إليه". الإمام محمد بن واسع رحمه الله.

معيار الإخلاص في طلب العلم أن تقصد به وجه الله تعالى، ورفع الجهل عن نفسك وعن غيرك.

الثاني: العمل بالعلم.

الثالث: الدعوة إلى الله تعالى.

الرابع: الصبر على الأذى.

الخامس: ترك الذنوب.

خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى

واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

السادس: صيانة العلم.

قال تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). الحج ٣٢.


من أهم الكتب في أدب الطلب:

١- جامع بيان العلم وفضله؛ لابن عبدالبر.

٢- تذكرة السامع والمتكلم؛ لابن جماعة.

٣- أدب الإملاء والاستملاء؛ للسمعاني.

٤- أدب الطلب ومنتهى الأرب؛ للشوكاني.

٥- أدب الدنيا والدين؛ للماوردي.

٦- حلية طالب العلم؛ للشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى.

٧- تعليم المتعلم طرق التعلم؛ للزرنوجي.

السابع: ظهور أثر العلم.

الثامن: الصدق القولي.

التاسع: التواضع.

ابن القيم رحمه الله له كتاب نفيس جدا في الحديث عن هذه المعاني التي يجب على طالب العلم أن يسكبها في قلبه، ألا وهو (طريق الهجرتين).

الأدب العاشر: نقاء السريرة.

الحادي عشر: تجنب مجالس السفهاء.

الثاني عشر: التوازن.

الثالث عشر: عدم التعجل في الفتيا.

الرابع عشر: التهيؤ للعلم بالعبادة.

بقدر قربك من الله يفتح الله عليك من أنواع العلوم والمعارف ما هو وحده عليم به.

الخامس عشر: التفرغ لطلب العلم والتحصيل بقطع العوائق والعلائق والعوائد.

العوائد: هي الركون إلى الراحة والدعة، أي: السكون والكسل الذي ألفه الناس.

العلائق: التي يتعلق بها القلب، كحب المال، والنساء...

العوائق ثلاثة:

الشرك بالله تعالى، الوقوع في البدعة، المعاصي.

السادس عشر: الجد وعلو الهمة في طلب العلم.

السابع عشر: اللجوء إلى الله تعالى عند انغلاق المسائل.

الثامن عشر: اجعل لك رفيقا في طلب العلم.


أسس وقواعد البناء العلمي:-


أولا: العلوم الشرعية قسمان:

علوم غاية، وعلوم وسائل.


أولا: علوم الغاية:-

١- العقيدة.

٢- الفقه.

٣- الحديث.

٤- التفسير.


ثانيا: علوم الوسائل أو العلوم الصناعية، أو علوم الآلة أربعة كذلك:

١- علم أصول الفقه.

٢- علم مصطلح الحديث.

٣- علم اللغة العربية بأنواعه: علم النحو، والصرف، والغريب، والبلاغة.

٤- علم أصول التفسير، ويدخل في ضمنه علم التجويد.


ثالثا: العلوم في محتواها تنقسم إلى قسمين - وهذه ذكرها الشاطبي - وهي:

علم العقد، وعلم الملح.

ومن كتب علم الملح:-

١- بهجة المجالس؛ لابن عبدالبر.

٢- سير أعلام النبلاء؛ للذهبي.

٣- صفحات من صبر العلماء؛ للشيخ عبدالفتاح أبو غدة.



رابعا: كيفية التدرج في البناء العلمي:-

أولا: التوحيد:-

١- الأصول الثلاثة وأدلتها.

٢- القواعد اﻷربع.

٣- كتاب التوحيد.

٤- كشف الشبهات، جميعها لابن عبدالوهاب رحمه الله.

٥- التوسع في القراءة في توحيد العبادة من خلال كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.


ثانيا: الاعتقاد:-

١- لمعة الاعتقاد؛ لابن قدامة رحمه الله.

من أجمل شروحها: شرح ابن عثيمين رحمه الله.

٢- العقيدة الواسطية؛ لابن تيمية.

وقد أكثر من الاستدلال فيها على الأسماء والصفات بكلام الله تعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

من أجمل شروحها: شرح ابن عثيمين.

٣- العقيدة الطحاوية؛ لأبي جعفر الطحاوي.

من أنفس شروحها: شرح ابن أبي العز الحنفي.

وقد أكثر من الاستدلال فيها عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم.

٤- الحموية؛ لابن تيمية.

ومعه: فتح رب البرية بتلخيص الحموية؛ لابن عثيمين.

٥- التدمرية؛ لابن تيمية.

وهذا من الكتب العظيمة، التي رد فيها شيخ الإسلام على أهل الكلام بسبع أدلة على من أثبت بعض الصفات، وأنكر بعضها.

٦- التوسع في قراءة كتاب التوحيد من صحيح البخاري، والإيمان منه أيضا، وأبواب الاعتقاد من السنن، والإبانة؛ لابن بطة، وكتاب اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.

٧- التوسع في القراءة في كتب الفرق، ومنها (الفرق بين الفرق؛ للبغدادي)، و (أصول الفرق)، وغيرها.


ثالثا: الفقه الحنبلي:-

١- عمدة الفقه؛ لابن قدامة، أو زاد المستقنع؛ للحجاوي.

من أميز شروح الزاد:

الروض المربع، ومن أميز ما يميز الروض: حاشية ابن قاسم عليه.

أيضا من شروحه:

الشرح الممتع؛ لابن عثيمين.

٢- المقنع.

٣- الكافي.

٤- المغني.

كيفية القراءة في الفقه:-

١- قراءة المتن جملة واحدة. 

٢- أخذ كل باب على حدة.

٣- معرفة المذهب بدليله، وإن كان مرجوحا؛ تعرف الراجح بدليله، والمذهب.

٤- الحرص على معرفة أقوال العلماء المعاصرين في المسائل المتلقاة، والقراءة في كتب الفتاوى كثيرا؛ لأنها تطبيق عملي للفقه.


رابعا: الحديث:-

قسمان:

كتب عامة، وكتب أحكام.

أ- الكتب العامة:-

١- الأربعون النووية.

٢- رياض الصالحين؛ للنووي، أو الترغيب والترهيب.

ب- كتب الأحكام:-

١- عمدة الأحكام؛ لابن قدامة.

جمع فيه مؤلفه ما اتفق عليه البخاري ومسلم، إلا بعض الأحاديث تكون عند أحدهما.

ومن أبسط وأجمل شروحه: تيسير العلام؛ للبسام.

٢- بلوغ المرام؛ لابن حجر.

وفي هذه المرحلة تبدأ الصناعة الحديثية؛ لأن الأحاديث المستودعة فيه من الصحيحين، والسنن، ومسند الإمام أحمد.

أيضا في هذه المرحلة تبدأ في دراسة فقه الخلاف العالي.

ومن أهم شروحه: سبل السلام؛ للصنعاني.

٣- المنتقى؛ للمجد بن تيمية - جد شيخ الإسلام -.

وشرحه: نيل الأوطار؛ للإمام الشوكاني رحمه الله رحمة واسعة.


خامسا: التفسير:-

١- معرفة علم غريب القرءان، ومن الكتب في هذا (تفسير الجلالين)، بتعليقات العلامة عبدالرزاق عفيفي، أو الشيخ محمد الخميس؛ لأن فيها تصحيحا لبعض الأخطاء العقدية.

٢- المصباح المنير تهذيب تفسير ابن كثير، أو كتاب زبدة التفسير من فتح القدير؛ للأشقر، وغيرهما.

ثم بعد ذلك يكون التوسع، فهناك التفسير بالرأي، والتفسير بالمأثور، والتفاسير التي تهتم بالإعراب، والتفاسير التي تهتم بالبلاغة.




من دروس الشيخ/


د. راشد بن عثمان الزهراني.

من برنامج البناء العلمي.


تلخيص/


عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

السبت ١٤٣٨/٤/٢٣.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق