الثلاثاء، 28 يونيو 2016

الإسلام...بين دعاته وأدعيائه

(الإسلام...بين دعاته وأدعيائه).

دعاة الإسلام هم الذين يدعون الناس إليه، ليس شرطا بالقول؛ بل تكون الدعوة أيضا بالعمل - وما أجلها وأعظمها-، فيتخلقون به، وينتهجون نهجه، ويسيرون على ضوئه، ويؤمنون به جملة وتفصيلا، وليس كما يريده الشرق أو الغرب، ولا كما يرغبه بعض الناس، وتدعو إليه بعض الثقافات والحضارات؛ بل يرفعون بالإسلام رؤوسهم، ولا يبغون عنه بديلا، ولا يتشرفون بالدعوة إلا إليه؛ إذ هو الدين الحق، وقد رضيه الله "...اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا...". المائدة.
دعاة الإسلام، هم الدعاة إليه على بصيرة وعلم، واتباع لا ابتداع، وهم المقتفون آثار من سلف من الصالحين، وسادات المرسلين، فلا يتأثرون بدعاة  الانحطاط والانحلال والخذلان، ولا توهن عزائمهم سطوة دعاة الشر والفتنة، الذين يدعون الإسلام، والإسلام يكذب ما يدعون؛ فإنهم مجرد أدعياء، ودليل ذلك:
عدم الإيمان بالإسلام جملة وتفصيلا.
محاولة فهم الإسلام خارج منظومة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم وأرضاهم؛ بل يدعون إلى فهم الإسلام في جوانب الرحمة والمغفرة والحياة، أما العذاب والموت وقضايا التوحيد والإشراك؛ فإنهم يغفلونها تماما!
محاولة النيل من الصالحين بالوقوع في أعراضهم سخرية واستهزاءا، وقدحا فيما يحملونه من ديانة وفضيلة، ومحاولة تنفير الناس منهم بأخبث الوسائل والأساليب، تارة بالكتابات والرسائل، وأخرى بالتمثيل والفكاهة، وثالثة بالوشاية والكذب.
تعمد تصيد الزلات من دعاة الإسلام، وتضخيمها، وتفخيم ما يرونه خطأ، وهو لا يعدو كونه اجتهادا في مسائل يسعها الخلاف، ويحتملها الدليل!
ادعاءاتهم الوسطية، وأنهم يحاربون التطرف والإرهاب، في حين أنهم يمجدون الغرب الغازي لديار المسلمين، المحتل لأراضيهم، ويرونه المثل الأعلى في التقدم والحضارة، والنمو والازدهار، والفكر والمعرفة، ويثنون على تلك الثقافات؛ بل ويدعون إليها صراحة في المجلات، والإذاعات، ووسائل الإعلام والتواصل المختلفة، ويشنعون على دعاة الإسلام، الذين يرونهم خارج حدود الزمن المعاصر، والسبب: أنهم على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم وأرضاهم، فزمن أولئك ولى، ومعطيات الزمن هذا ليست هي معطيات ذلك الزمان المنصرم، وهذا من جهلهم، فالإسلام صالح لكل زمان ومكان، ولا يحده زمن ولا مكان، وهو سهل ميسور، ولكن لما لم يوافق رغباتهم ونزواتهم؛ حكموا العقل فيما ليس من اختصاصه، وتذبذبوا كأسيادهم من الغرب والشرق، ولو أخذوا الإسلام نقيا صافيا؛ لهذبت النفوس، وتحكم في الأهواء، وانتصر على شبهات المفكرين من الشرق والغرب، ولما وقعوا فيما وقعوا فيه من الحيرة والتذبذب، ولهدأت نفوسهم، وزكت قلوبهم، وتطهرت جوارحهم.
إن أدعياء الإسلام ما زالوا في حربهم على المصلحين، ولا زالوا يتسترون بالوسطية، ولكن أثبت الواقع، وأثبتت الأحداث أنهم فعلا مجرد أدعياء؛ بل وعملاء لجهات خارجية، تكن عداء مشينا لدين الإسلام ودعاته المخلصين الصادقين، تحت ما يبثونه فيما يسمونه انتقادا للتطرف والإرهاب، حيث وضعوا صورة قاتمة للإسلام والمسلمين معا، وأن الحل: هو في اتباع الغرب جملة وتفصيلا، ونبذ الإسلام جملة وتفصيلا، فبهذا- بزعمهم- يتحقق العيش الرغيد، وتأمن البشرية، وتسعد الخليقة!

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
١٤٣٧/٩/٢٣- الثلاثاء- المدينة.

الأحد، 12 يونيو 2016

شعب سوريا الأبي أمام ظلم النظام النصيري ومؤامرات المجتمع الدولي

(شعب سوريا الأبي أمام ظلم النصيرية والمؤامرات الدولية).

ليس بصحيح أن يقال: إن ما يسمى ب "ثورات الربيع العربي" هي من صنع الغرب ومخططاته المرسومة بعناية؛ ولكن لا يفوتنا أن الغرب يحسن استغلال مثل هذه الظروف العصيبة، أما عملاؤه داخل الصف الإسلامي، فهم المنافقون المذبذبون، الذين لا يحملون مبدءا لا يتنازلون عنه قيد أنملة؛ بل ولاؤهم لأسيادهم من الغرب والشرق، الذين يوصونهم بعدم التقصير أو الإخلال بشيء من تلك الخطط الممنهجة لإفساد المجتمع المسلم، وإحداث شرخ اجتماعي كبير، وتفتيت مقومات نهوض المجتمع الإسلامي على ساق الوحيين "الكتاب والسنة".
إن ما قامت به الشعوب العربية المسلمة، المغلوب على أمرها؛ لهو نتيجة حتمية لصراع أزلي بين الحق والباطل، والخير والشر، وحزب الله الرحيم وحزب الشيطان الرجيم؛ لهو نتيجة ظلم كبير على مدى عقود متطاولة، عشعش فيها الظلم وفرخ، وطاف الجلادون على البؤساء والضعفاء يسومونهم سوء العذاب، ويقذفونهم في ظلام وغياهب السجون الموحشة، وفي ظل هذه العقود من الظلم والتنكيل ما الله به عليم، وأعظم الظلم فرض على هذا الشعب المكلوم "شعب سوريا الأبي" كما رأينا ورأى الناس كيف يلقنونهم الشرك بالله، والكفر به جل في علاه؛ حيث يقولون بغلظة قلب لمن وقع تحت أيديهم: قل: لا إله إلا بشار!
ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة؛ بل يوقعون بما يقدرون عليه بمن وقع في أسرهم من فنون التعذيب ما تتصدع منه الإنسانية بأسرها، هم القوم، وهذا دأبهم، نصيرية باطنية خبيثة، تدعي الإسلام، والإسلام بريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
نعم، إن ليل الظالمين أوشك على الرحيل، ولكم سيعضوا الأصابع ندما، ويسكبوا الدموع دما، ويصلون نارا شديد حرها، بعيد قعرها، ولكم سيطعمون من شجرة الزقوم، ويشربون من الحميم، ويجلدون ويعذبون، فوق ما رأينا فيهم في هذه الدنيا من العقوبات العاجلة التي حلت بهم، فلقد قام المجاهدون في بلاد الشام المباركة بأعمال بطولية استبسالية، وقف العالم منبهرا بصمودهم وقوة شكيمتهم، وتحير في هذا الشعب الأبي العظيم المناضل كيف له أن يقف أمام مجنزرات وطائرات الظلم والطغيان؟! كيف له أن يقف شامخ الرأس، عاري الصدر أمام دول البطش والاستكبار؟! كيف لهذا الشعب المداس على كرامته طيلة أربعة عقود مضت أن ينهض ليقاوم نظاما نصيريا جبارا بطاشا؟ ويقلق يهود اللعنة والخنازير؟! ويشغل نظام الملالي في طهران الصفوية؟! كيف له أن يقاوم كل هؤلاء؟!
إن التعلق بالله يقطع كل سبب هزيمة وتولي وانكسار، فبعد ما ظلم هذا الشعب من قبل النظام النصيري المجرم الكافر طيلة العقود الماضية، وبعد حادثة درعا؛ قام الشعب بواجب الدفاع عن النفس والعرض والدين بشكل سلمي كما شاهده العالم أجمع، وكان يرفع شعارات السلمية لمدة ستة أشهر، وبعدها حمل السلاح؛ ليفتك بأعداء الإنسانية، الذين ظهر شرهم، واستفحل خطرهم، وكانوا أعداء ألداء لدين الله ورسالاته، وكتبه ودعاته، وأنظمة الغرب ترقب عن كثب، وتدار المؤامرات تلو المؤامرات؛ ليثنوا الشعب عن يقظته، ويردوه إلى غفلته، وهيهات هيهات؛ فلقد بزغ الفجر، وطلعت الشمس، وانزاح الظلام، بقدوم أشبال الإسلام، ورجال محمد العظام، عليه الصلاة والسلام، فمن يقف أمام العدل والحق والحقيقة؟ من يقف أمام يقظة الضمير وصدق العقيدة؟ من يقف أمام حزب الله المؤمنين؟!!
إن شعب سوريا الأبي أثبت للعالم وبجدارة: أن الحق مهما ضعف أهله فالباطل ولو انتفش فإلى زوال، والظلم وإن استفحل؛ فإن العدل له بالمرصاد، والقوي إذا نسي قدرة الله عليه؛ فإن الله لا ينسى قدرته على نصرة الضعيف!!
إن شعب سوريا الأبي وقف في وجه التحديات المحيطة به من الداخل والخارج وقفة رجل صنديد، ثابت الجأش عنيد، ولو تخلله بعض الدخلاء والمرتزقة، والذين هم عالة على الجهاد والأمة، وبعضهم من صنع الأعداء، وبعضهم حصل اختراق في تنظيماتهم من قبل أعداء دعوة الإسلام؛ وقف برغم كل ذلك، وبرغم نفاق المجتمع الدولي، ووقوفه في صف الظلم والبغي والعدوان، وتخطيطه لإفشال هذه الثورة الإسلامية المباركة، التي ما زالت تؤخذ منها الدروس والعبر!

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الأحد ١٤٣٧/٩/٧.