في ظل ما نعيشه من تطورات تقنية، عصرية، إبداعية، متجددة، هائلة، وفي ظل هذا الزخم المعلوماتي، وعالم الرقمنة السريع، الهائل، المواكب للعصر، وما تنتجه شركات كبرى في هذا "العالم الافتراضي" المليء بالصخب، واﻷخذ والرد، والمد والجزر، وما تبثه هذه القنوات _ بمختلف توجهاتها، وتعدد انتماءاتها وولاءاتها، ونظرياتها _ من أفكار مصادمة للشرع اﻹسلامي الحنيف، وثقافات مجتمعات تعيش اليأس واﻹحباط؛ حيث ألقت عن كاهلها تعاليم دين الرحمة والفطرة، دين الارتقاء بالمسلم إلى عالم اﻷرواح الطاهرة، المرضية، السعيدة، فأخذت _ أي: هذه القنوات الشريرة، المدعمة للحركة الصهيونية التخريبية _ تنشر الفساد بكل صوره وأشكاله، وتشيع الخراب الهائل في المجتمعات؛ حتى تسهل السيطرة، ويتم لهم اﻷمر، وذلك عن طريق "الغزو الفكري، الثقافي" الذي هو أس الدمار، ومرتكز القوة عند اﻷعداء؛ حيث استطاعوا أن يبثوا حربهم الفكرية القذرة في قنواتهم الموجهة ﻷبناء وجيل وشباب أمة الإسلام المحمدية المرحومة، التي تستهدف ثقتهم في دينهم، وتحاول أن تبعدهم عن تعاليم ما يعتنقون، فيكون الدين في جانب، والمسلم في جانب، يأخذ منه ما وافق هواه، ويحكم عقله في الباقي، يؤمن بالحرية، ويكفر بالدين، يدعو للديمقراطية، لكنه لا يقبل؛ بل ويشعل حربا ضروسا مع شعوب وقبائل تريد اﻹسلام!
لسان حالهم: لا ديمقراطية مع اﻹسلام!
التقدم والرقي والحضارة هي ببساطة: ما يراه في "لينين" و "استالين"!
مقصودي: وحيث وجه اﻷعداء حروبهم على اﻹسلام وأهله المخلصين، ولم يسمحوا للناس أن تختار الدين الذي ترتضيه؛ مع زعمهم بالحرية والديمقراطية؛ بل وضيقوا على من يرتاد بيوت الله، ويظهر بمظاهر اﻹسلام؛ فإن هذه القوة التي يركن إليها أعداؤنا، ويجابهون اﻹسلام بها، جاءت من فوقهم، ومن تحتهم، وأظهرت كثيرا من الحقائق المخفية؛ بل المزيفة طيلة عقود مضت، ذاق فيها أهل اﻹسلام صنوفا من البلاء، في ظل التعتيم، ومصادرة كرامات بني اﻹنسان!
فهذه التقنية الحديثة الهائلة سلاح ذو حدين، وأخطر ما فيها:
1- تمثل غزوا فكريا وثقافيا هائلا؛ لسلخ المسلم من تعاليمه، ومبادئه، وهويته، وإسلامه؛ بل _ وربي _ من "إنسانيته" و "آدميته"!
2- تشكل خطرا على من لا يحسن التعامل مع هذه الوسائل التقنية، والذي لا يعرف مصدر الخطر فيها، ومكمن الشر، ومن يضيع فكره، وتأخذ بلبه، ويصرف جل وقته أمام شاشاتها؛ كاﻷطفال؛ فإنه من السفه، وقلة التدبير، أن توضع هذه اﻷحهزة المدمرة ﻷجيال؛ بل وأمم، مع طفل "بريء" تغتاله في مهده مهلا مهلا، رويدا رويدا، فيصبح متعطشا لا مسترشدا لهذه التقنية؛ كمدمن المخدرات؛ بل وأكثر!
3- كثرة المساس بهذه التقنية، والمداومة على تعاطيها؛ صباحا ومساء، يقظة وعند المنام، وبعد القيام منه، وأثناء الدوام، وقبل الدوام _ في المركبة _ ما من شك أن فيها:
تضييع للأوقات، هدر للطاقات، تشتيت لﻷذهان، فتور وكسل، وأعراض أخرى مصاحبة للعين، واﻷذن، والفكر، والتركيز،
واﻷعصاب، ونمط الحياة المختلفة!
نعم _ وبدون مبالغة _ التقنية تحتاج لتقنين.
لا تسلم لﻷطفال دون السن العاشرة، وتعطى لهم في فترات متقطعة، وتؤخذ منهم لمدة أيام من كل أسبوع، ويوجهون للصالح المفيد.
وأخيرا _ وكما يقول المثل العامي _ : "في الحركة؛ بركة"!
نعم، السكون _ خاصة مع التقنية _ انفجار وانشطار هائل!
بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي - اﻷحد- 26/5/ 1437.
مدونة أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي. هنا فيض الخاطر، من المقالات والأشعار والقصائد التي أكتبها. أيضا: ملخصات الكتب، وتبسيطها. المعتقد: أهل السنة والجماعة. البلد: المملكة العربية السعودية. السكن: المدينة المنورة. الهواية: كتابة الشعر والمقالات. 1414 كانت ولادتي.
الأحد، 27 مارس 2016
تقنين التقنية
الخميس، 24 مارس 2016
المنافقون هم العدو
(المنافقون...هم العدو).
العدو الظاهر لا يشكل خطرا كما يشكله العدو الباطن، المتستر، المتخفي وراء شعارات براقة!
إن اليهود والنصارى بأطيافهم ومختلف معتقداتهم، والديانات الوثنية اﻷخرى، واﻷفكار والمعتقدات الضالة؛ من علمانية، وليبرالية، وشيوعية...أجمعوا على قيادة أمة اﻹسلام إلى هاوية سحيقة متردية!
إن العدو الذي لا يخفى على عامة المسلمين ليس بأشد خطرا ممن يدعون اﻹصلاح، وهم يسعون في اﻹفساد حثيثين!
إنه من أهم ملامح المنافقين:
التخذيل، والتثبيط، والتنفير، ومحاولة تشويه الصادقين من أمة الإسلام والسلام، وإلصاق التهم بالمصلحين، ونشر الفساد بكل صوره وأشكاله، وعقد الولاءات ﻷطراف شريرة، خارج المجتمع اﻹسلامي، وتنفيذ ما يتم إيكاله إليهم؛ من السعي في محاولة إشاعة البلبة والاضطراب داخل المجتمع المسلم، وإحداث "انقلاب فكري هائل"، وطمس للحقائق...
صرخ أحدهم وصرح: لا نريد قنوات إسلامية!
حسنا...لماذا أيها اﻹعلامي؟ أجاب مبررا؛ ﻷنهم يعملون ليل نهار على تحريض الشباب المسلم للجهاد في سوريا، ومناطق الصراع المتعددة!
حسنا...وماذا تعمل القنوات "غير اﻹسلامية"، والتي أنت جزء من منظومة قنوات ظهر شرها، واستفحل خطرها، ولم يخف على ذي لب _ فضلا عن ذي دين ومروءة _ ولاءها للغرب وثقافته، وشدة عداوتها للمصلحين من المسلمين، والذين لا يرتضون دينا غير دين اﻹسلام، ولا يبغون فهما غير فهم أصحاب القرون الثلاثة المفضلة؟
نحن لا ننكر وجود بعض اﻷخطاء والملاحظات في قنوات إسلامية، ولكن ليس بهذه الصورة الفجة التي يثيرها "إعلام الرأي الحر"!
وإذا كان سبب هذا الهجوم _ على الدعاة والمصلحين، والقنوات اﻹسلامية _ وجود تحريض للجهاد؛ فما الذي تعمله قنوات "الرأي والرأي الآخر"؟!
إذا كان هناك من أزعجكم وأثاركم ممن هو في أقصى اليمين تطرفا، فكذلك أنتم في أقصى اليسار تطرفا!
تحريض على انسلاخ المسلم من أخلاقه ومبادئه اﻹسلامية، وكل ما أتى به اﻹسلام، ودعا إليه، وحث عليه، وأمر به؛ فإن هذه القنوات تضاده، وتحاربه؛ بل وتشوه "اﻵخر" مع ادعائهم ب "الديمقراطية" و "الحرية" و "المدنية" و "المشاركة السياسية" و "الانفتاح" و "التحضر" و "حقوق الإنسان"!
نعم، دين اﻹسلام عصي على رويبضة حقراء، يحاولون إطفاء نوره، وإخماد ذكره، واستئصال شأفة أتباعه، وكسر شوكة أهله الخلص، الركع السجود، الذين ما ذلت جباههم لغير الله قط، وما رضوا بغير دين اﻹسلام بدلا، ولم يبغوا عنه حولا، ولا أسلموا ضمائرهم لمحتل غاصب، ولم يركعوا _ يوما _ لغير الله أبدا!
إنهم يحدثون زوبعة، وضجة مفتعلة، ويتصيدون في الماء العكر، ولا هم إلا كالذباب؛ لا يقع إلا على الجرح، ويستغلون اﻷزمات؛ لتحقيق ما يصبون إليه من اﻹفساد والشر، وتمرير مشروعهم "التنويري" زعموا "اﻹصلاحي" كذبوا "التغريبي" خسئوا؛ بل "التخريبي"!
نعم أيها القراء اﻷكارم: لم يأخذوا من الغرب أحسنه؛ بل أسوأه!
أخذوا من كل فكر منحط وهش، ولكنهم ليس عندهم استعداد لقبول اﻹسلام بتفاصيله التي فصلها ربنا في كتابه الكريم، وسنة نبيه _ عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم _؛ بل ما وافق هوى الغرب أو الشرق؛ أخذوا به، وما لا؛ فلا!
إن وصف اﻹمعة لينطبق عليهم تماما "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون". المنافقون.
بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
14/6/1437_ الأربعاء.
الجمعة، 4 مارس 2016
قراءة التاريخ
هناك طغاة ومفسدون، وأناس لا تملك من أمرها شيئا، وصالحون مصلحون، وأحداث تتضمن عبرا للمعتبرين، وءايات للمتوسمين، وموعظة للمتعظين.
إن قراءة التاريخ قراءة استرشاد واتعاظ؛ لتثمر ثمارا جليلة، وتضيف للعقل البشري كم هو ضعيف أمام قدرة الخالق - جل جلاله -.
ما البشرية بشيء؛ بل العالم أجمع أمام قدرة الله العظيمة.
إن الواحد إذا تأمل في سير الزمان، وما تخلله من أحداث عظام؛ سيقف عن تماديه وغيه، وسيوقن أنه مجرد مخلوق ضعيف؛ تنهكه الحمى، ويجهده الرشح والزكام، ويقعده المرض!
لم يكرم الله - سبحانه - ءادم، وذريته من بعده لمجرد اﻵدمية، كلا! بل التكريم على قدر التقوى.
ومن التقوى أن يعمل اﻹنسان فكره وعقله فيما لا يصادم نصا صحيحا صريحا.
وقراءة سير اﻷمم الغابرة، والحضارات السابقة، وما كان مصير من صلح وأصلح في مجتمعه، وما جرى من العتاة والجبابرة من طغيان وإفساد، وإذلال واسترقاق، وما كان مصيرهم؛ تلك القراءة تبصر العبد بحقيقة مصيره الكبرى، وحقيقته في الوجود، وأنه عبد لله، وكذلك أن اﻷيام دول، وأن العاقبة للمتقين.
أين الملوك وأملاكها؟ أين الجنود والحشود؟ أين القوة البشرية حينما طغى الماء على فرعون الطاغية؟ أينها حينما خسفت الأرض بدار قارون؟ أينها حينما أخذت الرجفة قوم صالح عندما عقروا الناقة وتولوا عن أمر ربهم "فكانوا كهشيم المحتضر"؟ أينها عندما هوت المؤتفكة؟ أينها عندما أرسل الله الريح الصرصر العاتية على عادا اﻷولى فكانوا كأعجاز النخل الخاوية؟
أين قوة العباد عندما دعى نوح ربه: إني مغلوب فانتصر، ففتحت أبواب السماء بماء منهمر، وأغرق الذين كفروا بآيات الله؟!
أينها عندما تفارق الروح الحلقوم؟!!
أين قوة العباد عندما دعى نوح ربه: إني مغلوب فانتصر، ففتحت أبواب السماء بماء منهمر، وأغرق الذين كفروا بآيات الله؟!
أينها عندما تفارق الروح الحلقوم؟!!
إن اﻹنسان خسور ضائع، ضعيف مسكين، لا يملك شيئا من أمره، وما فلاحه إلا بطاعته لربه، وإذعانه لخالقه!
بقلم/ عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي. 3/1437
الخميس، 25 فبراير 2016
القوة الضعيفة
أعني بالقوة الضعيفة: تلك القوة اليهودية المتسلطة، التي ما فتئت توقد نار الحروب، وتسعى في اﻷرض باﻹفساد والتخريب، مرة عن طريق المباشرة، وأخرى _ وما أكثرها _ عن طريق أذنابها المتسللين؛ الذين ألسنتهم على الحق وأهله حداد، وحربهم على المؤمنين ظاهرة؛ لا خفاء فيها.
وأيضا: ما يملكه أصحاب تلك القوة الجمادية _ من طائرات ودبابات، وما يتبعها من قذائف وصواريخ _؛ فإن القوة المادية أو الجمادية لا ترقى للقوة الروحية أو النفسية!
إن القوة إذا كانت عن منبع عقائدي محرف؛ فإنها قوة في الظاهر، ضعف في الباطن!
إن اليهود يملكون قوة ظاهريا، ولكنهم في باطن أنفسهم ضعفاء، لا يقوون على المواجهة!
إن اﻷمة اليهودية _ وقد ضرب الله عليها الذلة والمهانة والصغار، ولعنها في كتابه _ لا تستطيع بمفردها مقارعة اﻷمة اﻹسلامية إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وهذا شاهده القرآن والواقع يصدق ذلك.
وما كانت تلك اﻷمة قوية _ ولو ظاهريا _ إلا بضعف قوة أمة الإسلام والحق؛ حيث ما زال الوهن يدب في جسدها المقطع اﻷوصال، الممزق من كل النواحي! وما زال الضعف يسري في أفرادها ومجتمعاتها سريان النار في الهشيم، ولكن المصائب ترد الغافلين إلى رشدهم، وتحدث يقظة ظمائرية هائلة، تكشف ما كان خافيا، وتفضح ما كان عاريا، وهذا ما حدث بالفعل؛ فإن أمتنا الإسلامية أمة ولودة، تمرض؛ لكن لا تموت! فقد تنوعت حرب الماكرين على اﻹسلام وأهله _ إعلاميا وسياسيا وثقافيا _ وزرعوا من بينهم من يدعو ﻷفكارهم، ويروج لما يصبون إليه _ من كل خلق منحط، وفكر هش _ وما زالوا في حربهم الضروس تلك، يوقدون نارها، وينفخون فيها؛ ولكن لا جدوى، فاﻹسلام كلما حورب؛ كلما ازداد نوره، وعم ضياؤه، ولو وقف في وجهه من بأقطارها؛ فإنه دين الله، الذي رضيه لعباده، وأكمله، وأتم به النعمة، وحصلت به العزة للمسلمين اﻷوائل؛ حينما كانوا يمتثلونه، وواقعا يحيون به. وعندما حصل التخلف عنه؛ تشرذمت اﻷمة، واستصغرها؛ بل احتقرها اﻷعداء، ولم يحسبوا لها حسابا، ولم يقيموا لها وزنا.
إن من أعظم أسباب التخلف _ الحاصل في هذه القرون _ هو بسبب تخلف اﻷمة عن مصدر عزتها وبركتها، وسيادتها على أمم اﻷرض قاطبة، واتباعها مناهج زائغة، لا تمت للإسلام بصلة.
بقلم/ أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
14/5/1437 الثلاثاء.
السبت، 16 يناير 2016
حقوق الإنسان المزعومة
ما من شك أن الله ـ جل وتقدس ـ كرم بني
ءادم ـ عن غيره من المخلوقات ـ في الخلق والصورة، حيث منحه العقل، وركب خلقه في
أحسن تقويم، وربط به التكاليف، ورتب عليها الثواب والعقاب.
وإن المتأمل في سنن الله الكونية
والشرعية، الناظر في تاريخ البشرية عبر القرون المنصرمة؛ ليجد من الدلائل الشيء
الكثير في كون ملل الكفر لا تقوم ولا تقعد إلا على مصالحها!
وما من شك أن أرباب الباطل والشر يزينون
وينمقون شعارات تخدم مساعيهم في إفساد وتخريب المجتمع الإنساني ـ والمسلم على وجه
خاص ـ.
فتراهم ينادون بـ "تحرير
المرأة" من دينها وعفافها وحجابها، والقيِّم عليها، ويبذلون في سبيل خروجها
من البيت، وتسللها من تكاليف الحياة الزوجية الغالي والنفيس، فيمدون قنوات الإعلام
الشريرة بالمال، ويوجهون أذنابهم لأفكارهم القذرة، القائمة على محاربة الفضيلة،
وزرع الرذيلة بكل ما أوتوا من وسائل القوة والترضيخ!
وفي محاولات كثيرة أرادوا إظهار المجتمع
المسلم كم هو قاس على المرأة، ولا يمنحها حقوقها المشروعة والإنسانية، فتراهم
ينددون بظلم المرأة في المجتمع الإسلامي، والسبب: المرأة لا تقود السيارة، المرأة
مرتبطة ببيت وزوج، وليست منفردة بالقرار، والرجل قيم عليها!
وكثيرا ما بحت أصوات المنادين بـ
"حقوق الإنسان" بتطبيق "العدالة" و "المساواة"
وتحقيق حماية حقوق الإنسان؛ ليعيش المجتمع الإنساني بأمن وسلام ـ زعموا ـ !
إنك ترى ـ ككل عاقل ـ مدى افتضاح هذه
الشعارات، وانخذال المنادين بها عن تطبيقها، فلم يعد ينطلي على ذي بصيرة، وفطرة
سوية، هذا الهراء والهزال الفكري، المستورد من الشيطان، المهتوك بكل المقاييس،
وعلى كافة الأصعدة، وفي جميع المجالات!
أين هم عن الأرامل واليتامى والمساكين،
والمستضعفين؟
أين هم عن البطالة والفقر والجهل؟
إن إنسانيتهم تتمثل في "القلق"
و "القلق" فقط!
إنهم ببساطة يقلقون؛ لأن المصاب مسلم، ليس
يهوديا، ولا نصرانيا، ولا رافضيا، ليس من شيع الكفر والزندقة والإلحاد!
إنه لا ريب أن أحداثا مرت في الآونة
الأخيرة ـ في العراق والشام واليمن وأفغانستان وبورما ـ فكشفت اللثام عن قوم لئام،
لا يعرفون الرحمة ولا الإنسانية؛ حيث وقف المنادون بـ "حقوق الإنسان"
جنبا إلى جنب مع المجرمين، وركنوا إلى الظالمين، فأمدوهم بمدد من الأسلحة الفتاكة،
الآتية على الأخضر واليابس، التي لا تفرق بين صغير أو كبير، ولا رجل أو امرأة، ولا
مدني أو عسكري؛ لتقع براميلهم المتفجرة على رؤوس الآمنين المسالمين، فتهلك الحرث
والنسل، وتحرق محاصيلهم الزراعية، لترى ركاما من العظام والجماجم، والجثث المرمية
على الأرصفة وقوارع الطرق، وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان المزعومة، في أبشع صور
الإجرام، والظلم والبطش والعدوان، مسطرين بذلك عارا وشنارا في جبين الإنسانية
المخدوعة بأماني "حقوق الإنسان"!!
ولا ألأم ممن يدعي الإسلام والعروبة،
وتراه يركن للظالمين، ويبرر للمجرمين، ويخذل من انتهكت حقوقهم، وشردوا كل مشرد!
إن كل ما يجري في عالمنا الإسلامي؛ ليؤكد
ذلك جليا، فقلب النظر ـ إن شئت ـ لترى العجب العجاب، فلقد أزهقت أنفس بريئة، وسفكت
دماء معصومة، وانتهكت أعراض مصونة، وظلم المسلمون ظلما، ما لو وقع على جبال صم
راسيات؛ لأضحت قاعا صفصفا، في ظل صمت مطبق من العالم المنادي بـ
"الإنسانية"!
حرره/ عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض المطرفي
الصاعدي العوفي الحربي.
السبت 6/4/ 1437.
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015
تلخيص (حلية طالب العلم - لبكر أبو زيد ـ يرحمه الله ـ ).
الفصل الأول: آداب الطالب في نفسه:
1- العلم عبادة. 2- كن على جادة السلف الصالح. 3- ملازمة خشية الله تعالى. 4- دوام المراقبة. 5- خفض الجناح، ونبذ الخيلاء والكبرياء. 6- القناعة والزهادة. 7- التحلي برونق العلم. 8- تحل بالمروءة. 9- التمتع بخصال الرجولة. 10- هجر الترفه. 11- الإعراض عن مجالس اللغو. 12- الإعراض عن الهيشات. 13- التحلي بالرفق. 14- التأمل. 15- الثبات والتثبت.
الفصل الثاني: كيفية الطلب والتلقي:
1- لابد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وآخذا الطلب بالتدرج.
فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:
أ)- حفظ مختصر فيه. ب)- ضبطه على شيخ متقن. ج)- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله. د)- لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب؛ فهذا من باب الضجر. هـ)- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية. و)- جمع النفس للطلب والترقي فيه، والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه، حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.
2- الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والمثافنة للأشياخ، والأخذ من أفواه الرجال، لا من الصحف وبطون الكتب.
من لم يشافه عالما بأصوله ** فيقينه في المشكلات ظنونُ!
وكان أبو حيان كثيرا ما ينشد:
يظن الغَمرُ أن الكتْب تهدي ** أخا فهم لإدراك العلومِ
وما يدري الجهول بأن فيها ** غوامض حيرت عقل الفهيم!
إذا رمت العلوم بغير شيخ ** ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى ** تصير أضل من "توما الحكيم"!!
الفصل الثالث: أدب الطالب مع شيخه:
1- رعاية حرمة الشيخ: واعلم أنه بقدر رعاية حرمته؛ يكون النجاح والفلاح، وبقدر الفوت؛ يكون من علامات الإخفاق!
2- نشاط الشيخ في درسه يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه؛ ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه بالكسل والفتور والاتكاء، وانصراف الذهن وفتوره!
3- احذر "أبا جهل" المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة، وغشيته سحب الخرافة؛ يحكم الهوى ويسميه العقل، ويعدل عن النص، وهل العقل إلا في النص؟!
ويستمسك بالضعيف، ويبعد عن الصحيح.
ويقال لهم ـ أيضا ـ "أهل الشبهات" و"أهل الأهواء"؛ ولذا كان ابن المبارك ـ رحمه الله ـ يسمي المبتدعة "الأصاغر".
الفصل الرابع: أدب الزمالة:
احذر قرين السوء: وعليه فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك، ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك.
وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير:
أ- صديق منفعة. ب)- صديق لذة. ج)- صديق فضيلة.
الفصل الخامس: آداب الطالب في حياته العلمية:
1- كبر الهمة في العلم. 2- النهمة في الطلب. 3- الرحلة للطلب.
4- حفظ العلم كتابة: تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع، وقصرٌ لمسافة البحث عند الاحتياج، لاسيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها.
5- حفظ الرعاية: ابذل الوسع في حفظ العلم "حفظ رعاية" بالعمل والاتباع.
6- تعاهد المحفوظات: تعاهد علمك من وقت إلى آخر؛ فإن عدم التعاهد عنوان الذهاب للعلم مهما كان!
7- التفقه بتخريج الفروع على الأصول: التفقه أبعد مدى من التفكر؛ إذ هو حصيلته وإنتاجه، لكن هذا التفقه محجوز بالبرهان، محجور عن التشهي والهوى!
8- اللجوء إلى الله ـ تعالى ـ في الطلب والتحصيل.9- الأمانة العلمية: يجب على طالب العلم فائق التحلي بالأمانة العلمية في الطلب، والتحمل، والعمل، والبلاغ، والأداء.
10- الصدق.11- جُنة طالب العلم والعالم "لا أدري" ويهتك حجابه الاستنكاف منها!12- المحافظة على رأس مالك "ساعات عمرك".13- إجمام النفس: خذ من وقتك سويعات تجم بها نفسك في رياض العلم؛ من كتب المحاضرات "الثقافة العامة"؛ فإن القلوب يروح عنها ساعة فساعة.
14- قراءة التصحيح والضبط: احرص على قراءة التصحيح والضبط على شيخ متقن؛ لتأمن من التحريف والتصحيف، والغلط والوهم.
15- جرد المطولات من أهم المهمات (للأسباب الآتية) :
أ)- تعدد المعارف. ب)- توسيع المدارك. ج)- استخراج الفوائد والفرائد. د)- الخبرة في مظان الأبحاث والمسائل. هـ)- معرفة طرائق المصنفين في تأليفهم، واصطلاحهم فيها.
16- حسن السؤال: التزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع، فصحة الفهم للجواب.
17- المناظرة بلا مماراة: إياك والمماراة؛ فإنها نقمة، أما المناظرة في الحق، فإنها نعمة؛ إذ المناظرة الحقة فيها إظهار الحق على الباطل، والراجح على المرجوح؛ فهي مبنية على المناصحة والحلم، ونشر العلم.
18- مذاكرة العلم: تمتع مع البصراء بالمذاكرة والمطالعة؛ فإنها في مواطن تفوق المطالعة، وتشحذ الذهن، وتقوي الذاكرة؛ ملتزما الإنصاف والملاطفة، مبتعدا عن الحيف والشغب والمجازفة. "إحياء العلم: مذاكرته".
19- طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها؛ فهما له كالجناحين للطائر، فاحذر أن تكون مهيض الجناح! 20- استكمال أدوات كل فن: لن تكون طالب علم متقنا متفننا ما لم تستكمل أدوات ذلك الفن؛ ففي الفقه بين الفقه وأصوله، وفي الحديث بين علمي الرواية والدراية، وهكذا، وإلا فلا تتعن!
الفصل السادس: التحلي بالعمل:
1- أدِّ "زكاة العلم". 2- التحلي بـ "عزة العلماء". 3- صيانة العلم.
4- المداهنة خلق منحط، أما المداراة فلا، لكن لا تخلط بينهما، فتحملك المداهنة إلى حضار النفاق مجاهرة، والمداهنة هي التي تمس دينك.
5- ولا تحشر مكتبتك، وتشوش على فكرك بالكتب الغثائية، لاسيما كتب المبتدعة، فإنها سم ناقع.
6- عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال، والتفقه في علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين، شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ، وتلميذه ابن القيم ـ رحمه الله ـ.
الفصل السابع: المحاذير:
1- إياك و"حلم اليقظة"؛ ومنه أن تدعي العلم لما لم تعلم، أو إتقان ما لم تتقن‘ فإن فعلت، فهو حجاب كثيف عن العلم!
2- احذر أن تكون "أبا شبر"؛ فقد قيل: العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول؛ تكبر، ومن دخل في الشبر الثاني؛ تواضع، ومن دخل في الشبر الثالث؛ علم أنه ما يعلم!
3- احذر التصدر قبل التأهل؛ فهو آفة في العلم والعمل. وقد قيل: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه!
4- إذا ظفرت بوهم لعالم فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط؛ فإن المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام، لاسيما المكثرين منهم!
5- اجتنب إثارة الشبه، وإيرادها على نفسك أو غيرك؛ فالشبه خطافة، والقلوب ضعيفة، وأكثر من يلقيها "حمالة الحطب" المبتدعة، فتوقهم!
6- ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتْب؛ فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق، ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني.
7- احذر "الإجهاض الفكري" بإخراج الفكرة قبل نضوجها.
8- احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين ـ من يهود ونصارى ـ ؛ فهي أشد نكاية، وأعظم خطرا من الإسرائيليات القديمة!
9- احذر "الجدل البيزنطي"، أي: الجدل العقيم، أو الضئيل، فقد كان "البيزنطيون" يتحاورون في جنس الملائكة والعدو على أبواب بلدتهم، حتى داهمهم! وهكذا الجدل الضئيل، يصد عن السبيل!
10- لا تكن خراجا ولاجا في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة!
تلخيص: الطالب/ عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض بن تركي، المطرفي، الصاعدي، العوفي، الحربي.
18/3/ 1437 ـ الثلاثاء.
الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015
رغم المصاب
(رغم المصاب)
رغم المصاب وسطوة الجلادِ
والقتل والتهجير والإفساد
رغم التخاذل والتآمر شامنا
في عزة وتصبر وجهاد
نفث العدو بأرضهم أحقاده
بغيا يزلزل راسخ الأوتاد!
أعلمتمُ كنز الرجال وفخرها
حصن الحصون تليدة الأمجاد؟!
لا تستطاع وإنها لعزيزة
وكريمة الآباء والأجداد
أرأيتم الطفل الغريق ممدا
هجر الحياة بخسة الأوغاد؟!!
زمرٌ تباد بشامنا في ذلة
ظلم العباد مرارة الأكباد
وبرغم من سن القتال مجاهرا
بالكفر يعلن صيحة الإلحاد
تبقى الشآم منار عز للورى
يهدى إليها الناس يوم معاد
شعر/ أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل الحربي- المدينة- الأحد ١٤٣٦/١٢/١٣
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)