أعرف أحد الأصدقاء المقربين بارا بوالديه، ذكيا في التصرف "ذكاء اجتماعي"، قصته باختصار:
هو أصغر إخوانه، لكنه الأبر بوالديه، يقول له والده: ما فيك خير، فيقول: منذ زمن ليس في خير!
يشتري عمارة لم تشطب "عظمة"، يخبر أباه، يقول له: أنت ما تعرف تشتري، يقول له: لا أريد سوى دعواتك، ثم ينجح بعد ذلك، فيدعو له.
سألته: هل تخبر أباك بذلك أي لما تتاجر أو ما شابه؟ قال: كل خطوة أخبره بها.
لما تزوج من جيزان، غضب عليه أبوه، ولما تم الأمر، وأنجبت، وأصبح يريد يعدد، نهره أبوه، وقال لا تجد مثلها!
هو الوحيد الذي بقي عند والده قرب المدينة مع أن عمارته في المدينة، تقربا من أبيه.
يحضر لأبيه "بروست"، ويحضر إخوانه كذلك، لكن أباه لا يتلذذ بسوى ما يحضره!
في العيد هو الوحيد المستمر في ذبح الذبايح عند والده.
وكله والده على المزرعة، غضب بعض إخوانه، قال لأبيه: لا أريدها، فوكل معه غيره من إخوانه.
وصاه والده قائلا: إنني أرى نظرة إخوانك والناس لك، فاكتم أمرك عن إخوانك وعن الناس.
قال أبو عبدالملك:
تذكرنا قصته مع والديه وإخوته بقصة يوسف عليه السلام، وفيها: (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو الحكيم العليم)، وفيها: (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المجسنين)، وفيها (نرفع درجات من نشاء)، وفيها (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين* ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون).
قصة طويلة مليئة بالبر والإحسان، حفظه الله ورعاه، وحفظ والده وإخوته وكل مسلم.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
المدينة- الجمعة- ١٤٤٦/٨/٢٢.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق