الجمعة، 28 يونيو 2024

قيد الخاطر- (تعليق على أحداث سوريا والسودان ولبنان وفلسطين (

قيد الخاطر- (تعليق على أحداث سوريا والسودان ولبنان وفلسطين).

قامت الثورة السورية في عام ٢٠١١، ١٤٣١ هجريا تقريبا، ومنذ قيامها إلى الآن مضى عليها أربعة عشر عاما تقريبا، وملايين في العراء ومشردون ومهجرون، ومئات الآلاف شهداء، وكثير هم الذين في السجون.
والآن يحصد الموت الزؤام عشرات الآلاف من السودان الجريح في القتال الدائر بين قوات الدعم السريع وبين الجيش النظامي.
ولبنان فيها الجلاجل والبلابل وحزب الشيطان له غالبية السيطرة على الحكم ومفاصل الدولة بدعم من إيران الخمينية المجرمة، والتي هي ذاتها بخستها تدعم نظام بشار، ذلك النظام النصيري الكافر البائس الحقير.
وفلسطين منذ قيام الثورة الأخيرة المسماة ب "يوم السابع من أكتوبر" من عشرة أشهر تقريبا والذبح في الولدان والكهول والمدنيين، والتدمير والتهجير، حدث بلا حرج، وقد وصل عدد الشهداء إلى خمسة وثلاثين ألف شهيد، والجرحى إلى مئة ألف جريح، والله المستعان.
وما يحصل في اليمن، وما يكون في الصين، وما يقع في ليبيا، وما يدور في العراق، ماذا أعدد وماذا أحصي؟!
لقد رأى العالم في سوريا كيف ينطق بسب الرب جهارا نهارا من قبل أفراد من الجيش والشبيحة الملاعين، ورأى العالم كيف يدفن الرجل حيا ويقال له: قل ربي بشار، فيأبى ويردد شهادة التوحيد، وصبي لم يتجاوز العاشرة تقريبا يضرب ويقال له: اسجد لربك بشار، وتقرب له صورة هذا الخنزير بشار النصيري، فيبصق عليها، وامرأة تجر إلى الرذيلة، وأخرى تهان وتضرب، ويضرب زوجها أمامها، وآخر ينحر بالسكين، وآخر يحرق حيا، ومن تقطع أصابعه، وينكل به حيا وميتا، وآخر يضرب حتى الموت، وقتل المسلمين المسالمين والمدنيين في الشوارع بالجملة، وتفجير البيوت، ونسف القرى، ورمي البراميل المتفجرة على المساكن، وحرق المزارع، والقصف بالدبابات والمدافع والطائرات، والاغتصاب والتعذيب، وهدم المساجد، ونبش المقابر، وسب الدين، ولعن الرب، والاستهزاء بالرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، والقحة في الألفاظ، ونحر الأطفال، وهدم الآثار، لم يسلم منهم شجر ولا حجر ولا إنسان، أسألك بربك: هل الله في غفل عن كل هذا؟ هل ربنا يظلم أو لا ينتصر للمظلومين؟!
كلا وحاشا، ولكن له في ذلك حكم وعلل، فربنا هو القائل: (وما كان ربك نسيا)، تذكر هذا دائما، واعلم حمكته في ذلك، ولست تدركها دائما على وجه التفصيل، فسلم لحكم ربك وقدره وأمره، واعلم بأن من حكمه في البلاء: التمحيص، والتطهير، ورفع الدرجات، وحط السيئات، واتخاذ الشهداء، والإيقاظ من الغفلات، وليرجع ويتوب العباد، وليجتمع المسلمون على كلمة سواء، وهو امتحان للقادرين: هل انتصرتم لأوليائي؟ هل انتصرتم للمظلومين؟ هل دعوتم لهم؟ هل استشعرتم أحوالهم؟ هل أعددتم العدة النفسية والجسدية والمالية وما يلزم لكل ذلك؟ أم تخاذلتم ونسيتم أو نُسيتم وتمتعتم بالطيبات؟!
المطلوب من كل مسلم أن يعرف كيف يحقق العبودية الحقة، وكيف ينفع الناس وخاصة إخوانه المسلمين، ولا يعيش حياته سبهللا، يأكل ويشرب كالأنعام، بلا هدف ولا حس ولا واجب أو مسؤولية، وأن يعلم أن أقدار الله غالبة، والأخذ بالأسباب واجب، والتكليف على قدر الوسع، وأن لله حكما وعللا في ما يقع من حوادث نراها شرا، ولكن لا شر محض تراه في الوجود، فالله لا يقدر إلا الخير، ولا يقع الشر إلا في مفعولاته، لا في أفعاله، والشر المحض منتف في الوجود، فما من حادث يصيب المؤمن إلا وهو له خير، إن صبر على المصيبة خير، وإن شكر على النعمة خير، فحال المؤمن الصابر الشاكر كلها خير.
وأخيرا: لا حزن عليك، والله لم يتعبدنا بالحزن (فلا تحزن عليهم)، (فلعلك باخع نفسك)، (ليس لك من الأمر شيء)، (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)، (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
جدة- الجمعة- ١٤٤٥/١٢/٢٢.
abdurrahmanalaufi@gmail.com

الخميس، 27 يونيو 2024

شذرات من كتاب (الارتقاء بالكتابة)

شذرات من كتاب (الارتقاء بالكتابة).

مؤلفه الشيخ د/ محمد بن إبراهيم الحمد وفقه الله ورعاه.
دار ابن خزيمة- ط ٢- ١٤٣٢.
أنصح به للغاية، لمن يبحث عن السمو الكتابي.
وقد ذكر فيه ثلاثة وثلاثين سببا للارتقاء بالكتابة، أسردها كما يلي:
١- حفظ القرآن الكريم والإكثار من تلاوته وتدبره.
٢- الإكثار من مطالعة كتب السنة.
٣- مطالعة دواوين العرب في الشعر، وحفظ ما تيسر منها.
٤- العلم بالنحو والصرف 
٥- العلم بفقه اللغة.
٦- معرفة البلاغة، والوقوف على أسرار البيان العربي.
٧- معرفة الإملاء، ومراعاة علامات الترقيم.
٨- الاطلاع على الكتب التي تعنى بصناعة الكتابة.
٩- الوقوف على أمثال العرب.
١٠- معرفة أيام العرب والوقائع.
١١- الحرص على الأخذ من كل فن بطرف.
١٢- الاطلاع على كتابات أرباب البيان.
١٣- سلامة الذوق، ومراعاة مقتضيات الأحوال.
١٤- البعد عن لغة التعالي والاستفزاز.
١٥- نبل الهدف، وسلامة المقصد.
١٦- مراعاة أصول النقد وقواعده.
١٧- مراعاة العدل، وعامل الزمان والمكان حال الرد.
١٨- لزوم الاعتدال.
١٩- توظيف الثقافة والمعارف لخدمة الموضوع.
٢٠- العلم بموطن الشاهد، وإيراد النقول في مواطنها المناسبة.
٢١- الاهتمام بحسن الافتتاح، وجودة المطلع، وبراعة الاستهلال.
٢٢- العناية بحسن الختام.
٢٣- اختيار الورق الجيد، والقلم المناسب.
٢٤- العلم بما يكتب.
٢٥- مراعاة أغراض الكتابة والتأليف.
٢٦- الحذر من الاستسلام للتثبيط.
٢٧- مراعاة أدب النفس.
٢٨- تخمير الكتابة.
٢٩- التثبت في النقل، والتروي في إبداء الرأي.
٣٠- الحذر من إملاءات الأحوال الخاصة، والظروف العامة.
٣١- العناية بوضع التاريخ.
٣٢- عرض الكتابة على الآخرين.
٣٣- معرفة قدر النفس، وانشراح الصدر للنقد.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
جدة- الجمعة- ١٤٤٥/١٢/٢٣
abdurrahmanalaufi@gmail.com

الثلاثاء، 25 يونيو 2024

دحض فرية نصف علماء المملكة في السجون

قيد الخاطر- (دحض فرية نصف علماء المملكة في السجون)

سمعت من بعضهم فرية يطلقونها بلا روية، في اندفاع عجيب، يقول: نصف علماء المملكة العربية السعودية في السجون!
قلت له: أبدا، غير صحيح. العلماء الراسخون الربانيون - بحمد الله تعالى - في الميدان يعملون، ويؤلفون ويحاضرون، ومن سجن فغالبيتهم خاضوا فيما لم يحسنوا، وتحدثوا في العظام من المسائل المؤثرة على الأمن والسلم المجتمعي، أو لم يحسنوا في النصيحة.
العلماء الكبار المشهود لهم بالحكمة والعلم لم أعرف أيا منهم سجن، ولله الحمد، كالمشايخ: صالح الفوزان، وعبدالعزيز آل الشيخ، وعبد المحسن العباد، وعبدالكريم الخضير، ومحمد بن محمد المختار الشنقيطي، وعبدالله المطلق، وصالح بن حميد، والقائمة تطول، حفظهم الله جميعا.
وأخيرا:
ليس من الخير الخوض في المسائل العامة، فلها أهلها، ويدعى لهم، ونصلح من أنفسنا أولا، ونسلك المنهج الشرعي في النصيحة، ونوقر ولاة أمرنا - من علماء وأمراء -، وربنا يقول: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم...).

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
عمان الأردن - الثلاثاء - ١٤٤٥/١٢/١٩.
abdurrahmanalaufi@gmail.com

الاثنين، 24 يونيو 2024

سلمان أس مفاخر

(سلمان أس مفاخر)

البدر غاب وأسدلت أستارُ * والشعر جف وجفت الأحبار
إذ قد نعي سمح الخليقة ماجد * حر كريم صادق صبار 
والحلم فيه مؤصل وبشاشة* تعلو محياه الجميل دثار
وحكيم قوم عادل في منطق * ودهاؤه ولنعم نعم الجار 
أعني به (سلمان) أس مفاخر * من (آل صامل) سيرة معطار
يا رب غفرا للفقيد ورحمة * لذويه أنت الله والغفار
وأنل بفضلك كل من قد أمنوا * وارحم عبيدا فالذنوب عثار 

شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
عمان الأردن - الاثنين - ١٤٤٥/١٢/١٨.
abdurrahmanalaufi@gmail.com

بمناسبة:
وفاة الفقيد/ سلمان بن مرزوق بن صامل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي في يوم الجمعة ١٤٤٥/١٢/١٥.

السبت، 22 يونيو 2024

الحج آمن

(الحج آمن يا أحفاد ذي الخويصرة)

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
طيبة الطيبة- السبت- ١٤٤٥/١٢/١٦
abdurrahmanalaufi@gmail.com


في حج عام ١٤٤٥ افتعل الخوارج الملاعين إشاعة "الحج ليس آمن"، وسلطوا بعض كلابهم على دولة التوحيد المملكة العربية السعودية أعزها الله بالإسلام والسنة، فمنهم من مثل أنه مريض في المشاعر ولا منقذ، ومنهم من صور جثث موتى كما يدعي لعنهم الله، ومنهم من أهل اللحى وهم غششة كذبة من ينبز المملكة بالسوء، ويتتبع المعايب، ومنهم ومنهم...
ولكن نقول لهؤلاء الناعقين كذباً وزورا:
الحج آمن يا أحفاد ذي الخويصرة، يا أحفاد الأزارقة، يا أحفاد ابن سلول وابن سبإ...
الحج آمن، وكيف لا يكون آمنا والله من أمنه "ومن دخله كان آمنا"؟!
الكلمة في حد ذاتها تضاد القرآن، وهو من سوء منقلبهم، ولذا يستمرئون الكذب وهو عادة الخوارج المتأخرين، فحق فيهم القول المحمدي "والله لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد"، وهذا في الخوارج الأولين الذين هم أتقى من المتأخرين، فكيف بالمتأخرين؟!

الأحد، 2 يونيو 2024

قيد الخاطر - (وقت صلاة العشاء وغسل الكفين قبل الوضوء)

قيد الخاطر- (وقت صلاة العشاء وغسل الكفين قبل الوضوء)
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن مشعل العوفي.
طبرجل- الأحد- ١٤٤٥/١١/٢٥.
abdurrahmanalaufi@gmail.com

كنا في سفر ودار نقاش حول وقت صلاة العشاء، فأنقل ها هنا كلاما للإمام ابن قدامة - رحمه الله - في وقت صلاة العشاء:
اخْتَلَفَتْ الرِّوَايَةُ فِي آخِرِ وَقْتِ الِاخْتِيَارِ، فَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ ثُلُثُ اللَّيْلِ، نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ، فِي رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ، وَهُوَ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَالِكٍ.
...وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ أَنَّ آخِرَهُ نِصْفُ اللَّيْلِ. وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَبِي ثَوْرٍ وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ، وَأَحَدُ قَوْلَيْ الشَّافِعِيِّ، لِمَا رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «أَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الْعِشَاءِ إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ.» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
...وَالْأَوْلَى إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ لَا يُؤَخِّرَهَا عَنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَإِنْ أَخَّرَهَا إلَى نِصْفِ اللَّيْلِ جَازَ، وَمَا بَعْدَ النِّصْفِ وَقْتُ ضَرُورَةٍ، الْحُكْمُ فِيهِ حُكْمُ وَقْتِ الضَّرُورَةِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، عَلَى مَا مَضَى شَرْحُهُ وَبَيَانُهُ، ثُمَّ لَا يَزَالُ الْوَقْتُ مُمْتَدًّا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ الثَّانِي.
المغني، مكتبة القاهرة، ط ١، ٢٧٨/١.
وسئلت عن حكم غسل الكفين قبل الوضوء، فأنقل كلاما للإمام ابن قدامة الحنبلي - عليه رحمة الرب العلي، حيث قال:
"غَسْلُ الْيَدَيْنِ فِي أَوَّلِ الْوُضُوءِ مَسْنُونٌ فِي الْجُمْلَةِ، سَوَاءٌ قَامَ مِنْ النَّوْمِ أَوْ لَمْ يَقُمْ؛ لِأَنَّهَا الَّتِي تَغْمِسُ فِي الْإِنَاءِ وَتَنْقُلُ الْوُضُوءَ إلَى الْأَعْضَاءِ، فَفِي غَسْلِهِمَا إحْرَازٌ لِجَمِيعِ الْوُضُوءِ، «وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْعَلُهُ...
فَأَمَّا عِنْدَ الْقِيَامِ مِنْ نَوْمِ اللَّيْلِ، فَاخْتَلَفَتْ الرِّوَايَةُ فِي وُجُوبِهِ؛ فَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ وُجُوبُهُ، وَهُوَ الظَّاهِرُ عَنْهُ، وَاخْتِيَارُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ مَذْهَبُ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا الْإِنَاءَ ثَلَاثًا؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
...وَأَمْرُهُ يَقْتَضِي الْوُجُوبَ، وَنَهْيُهُ يَقْتَضِي التَّحْرِيمَ. وَرُوِيَ أَنَّ ذَلِكَ مُسْتَحَبٌّ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ. وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ وَمَالِكٌ وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَإِسْحَاقُ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة: ٦] . الْآيَةَ.". المغني، ط مكتبة القاهرة، ٧٣/١.