(أول سفري لأبها ١٤٤٣)
في يوم الأربعاء ١٤٤٣/١٢/٢٨ في تمام الساعة ٤٠ ١٢ سرينا من المدينة وصلنا الباحة في تمام الساعة ٨ صباحا.
أفطرنا في منتزه الأمير مشاري.
الجو كان عليلا مع هبات النسيم الهادئة.
الخميس ليلا كان عشاؤنا في مطعم سول.
ثم ذهبنا للاستجمام في منتزه الأمير حسام.
صباح الجمعة غادرنا تقريبا س ٣٠ ١١ الباحة مررنا بعدها ب "بلجرشي" تبعد تقريبا ٥ كيلو، ومررنا بوادي قذانة ووادي شرى، ومررنا بمركز شعف بلقرن، وبني عمرو، والسرح، والنماص، وخارف بللسمر، ثم بللحمر، وصلنا أبها ٣٠ ٥ م.
الجمعة:
عشاء من أيا صوفيا، وهو أفضل مطعم زرناه.
السبت:
بعد ضحى السبت ذهبنا إلى مطل الجبلة وبه مطلات كثيرة على الوادي والضباب يغطي المكان والخضرة تلون الطبيعة بألوان زاهية.
جاءني ولد يبلغ من العمر تسع سنوات أتوقع، واضح عليه الحاجة، تشتري، سألني، قلت بكم؟ قال بخمسة، وهو طوق من ورد، مشتهر في تلك المنطقة بيعه، فقال أريد أبيعها كلها والله، فقالت هات الاثنتين، فقال: الله يجزاك خير، قلت من أين أنت؟ قال من تهامة، ومسحت على رأسه، وقلت دعواتك، وذهب فرحا مسرورا، ومن أعظم الإيمان (سرور تدخله على قلب مسلم)، ولا ريب أن القريب أولى بذلك من البعيد، والجار أولى ممن بعده، والمحتاج أولى من غير المحتاج، فبقدر عظمة الحاجة؛ يعظم أجر سد فاقة المحتاجين.
الأحد ١٤٤٤/١/٢:
كان إفطارنا يوم الأحد في قصر السلام.
توجهنا بعد ذلك إلى ممشى الضباب، وهو في مرتفع، والهواء بارد، والجو عليل، والمكان هادئ.
الاثنين:
أفطرنا في حديقة الشلال.
الثلاثاء:
ذهبنا إلى سد ضبوعي قبيل الظهر.
الأربعاء:
فطور من مطعم مهنا، طيب.
وتقابلنا مع أبي علاء الحسين بن الشيخ مفتي جازان أحمد النجمي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعقب له في ذريته خيرا كثيرا في أبها في يوم السبت بتاريخ ١٤٤٤/١/١، وكان مما أهداني ديوانه الشعري (عيناك في وقت الرحيل، ط٢، ١٤١٤) وهو في الغزل العذري العفيف.
فيه كثير من الشعر الحر - وأنا لا أستسيغه -، ومما أعجبني فيه من قصائد:
الروح في مكة المكرمة، وفيها يقول:
محمد خير خلق الله سيدهم * ومنه يقتبس الإيمان والقيم
ومن سناه أضاء الكون مبتهجا * ينيره الصدق والإخلاص والشيم
وقصيدة (والجمال في أبها) التي مطلعها:
قطرات الندى وعطر الخزامى * وفؤاد مع الجمال تسامى
وطيوف تخالها العين حلما * في اخضرار على الربى تترامى
بكت السحب فوقها بزلال * ملأ الأرض بهجة وابتساما
وأذكر أنها كانت مقررة علينا في مادة (النصوص) في المرحلة المتوسطة.
وفي قصيدته (رعشة طيف) البيت الأخير فيها شدني، وأظنه يندرج في (مبالغات الشعراء) وهو:
لا أرتضي غير دنيا الشعر تطربني * ولست أرضى سواها بالملايين
وفي قصيدته (الرحيل إلى المجهول) البيت الأخير فيها استوقفني، ألا وهو:
فبغيري لن تنالي أملا * وكمثلي في الهوى لن تجدي
الديوان يحوي سبعا وثلاثين قصيدة، لم تعجبني سوى ماذكرت.
الجمعة:
أردنا السفر إلى الطائف من جهة طريق بيشة، لكن بعد قطع مسافة تقريبا ٥٠ كلم؛ انقطع سير الماكينة، فاشتريناه ب ٣٢٠ وطلب العامل على تصليحه ٣٠٠، لكن نزلت معه إلى ٢٠٠!
نمنا في خميس مشيط ليلة.
وصلنا الطائف السبت تقريبا الساعة التاسعة مساء والمطر يهطل.
نمنا يومين في الهدا.
الاثنين:
غادرنا إلى مكة، نمنا ليلة في أبراج الصفوة رقم ١.
الثلاثاء:
غادرنا مكة إلى جدة بعيد صلاة الظهر، وتغدينا فيها، ومكثنا عند الشاطئ قليلا، ثم غادرناها إلى مدينة الحبيب - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -.
وصلنا المدينة في تمام الساعة التاسعة مساء يوم الثلاثاء والمطر يهطل، بحمد الله تعالى، وكانت رحلة موفقة مباركة بعون الله تعالى، في بدايتها نزول الغيث، وفي أثنائها، وفي نهايتها.
ومن أبرز ما شدني في هذه الرحلة: تلك الجبال التي صعدناها، ٦٠٠ كلم تقريبا كلها جبال، وهي سلسلة جبال السروات.
ونحمد الله تعالى على نعمة الأمن والإيمان، فتقطع كل تلك المسافات ولا أحد يتعرض لك بأدنى سوء؛ لتلك نعمة عظمى، حقها أن تشكر ولا تكفر، ومن شكرها: اعتراف القلب بموجدها وهو الله، ومن هيأه لإيجادها وهو مؤسس هذه الدولة السعودية، الملك المغفور له بإذن الله تعالى عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، كريم الأصل، عزيز النفس، قوي البأس، سديد الرأي، ثاقب النظر، حكيم مسدد، وحاكم موفق، وحد هذا الكيان، ولملم أشتات هذه الصحراء؛ لتستحيل إلى جنة خضراء، وواحة غناء، تقر بالشكر والوفاء، وتبادل النصح والعطاء، وتنهض دوما للبناء، تشكر الله بتوحيده، ثم تدعو لجلالة المؤسس، ولأنجاله من بعده: (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان) والأسرة الكريمة الحاكمة، وجميع ولاة أمر المسلمين بالهدى والرشاد، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي بهم سنته.
وختاما أختم ببيتين لي في وطني المعطاء، وهي من قصيدتي: (وطني) أقول فيها:
وطني إليك الشعر يرنو مادحا * والحب هاك وأعذب الألحان
إن لم تجد منى وفاء مرة * فلتهجرني طيلة الأزمان
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طيبة الهدى والنور - الثلاثاء _١٤٤٤/١/١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق