(وقفات مع خبر وفاة شيرين أبو عاقلة)
بسم الله، الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنه في صباح يوم الأربعاء بتاريخ ١٤٤٣/١٠/١٠؛ توفيت الصحفية بقناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة، الفلسطينية- الأمريكية، بحسب صحيفة (BBC)، وأضافت أن قتلها من قبل القوات الإسرائيلية خلال اقتحام مخيم جنين، مستندة على تقرير وزارة الصحة الفلسطينية.
انتشر خبر وفاتها كالنار في الهشيم.
قناة الجزيرة اعتبرتها شهيدة، في حين اعتبرت من مات من الجيش المصري في سيناء بتفجير إرهابي قتلى، مع أن شيرين نصرانية!
والعجب رأيت كثيرين يترحمون عليها على تويتر - وهو المغرد -، ويقولون لا يهم ديانتها، المهم ندعو لها بالرحمة!
والأعجب قرأت خبرا يوثق صلاة بعضهم عليها في القدس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
البعض يحتج بقوله: لو ماتت زوجة أحدهم وهي كافرة، ماذا سيقول لأولاده؟ ماتت أمكم عليها اللعنة؟! ويتعجب.
ولي مع هذا الخبر وقفات:
أولا: يظهر تباين تعاطي قناة الجزيرة مع الخبر، فاعتبرت النصرانية شهيدة، واعتبرت من مات من الجيش المصري في تفجير إرهابي قتلى!
ثانيا: يتبين جهل كثير من المسلمين بحقيقة هذا الدين، وتأخذهم العواطف بعيدا عن الحق، فيترحمون على كافر بالله أو مشرك، والأولى هو عدم ذلك، ويجوز سؤال الهداية له إن كان حيا، قال تعالى: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم).
ثالثا: يجب بيان أن من مات على غير الإسلام لا يكون شهيدا ولو كان مظلوما، وأن الشهادة النافعة والرافعة في درجات الجنة؛ هي لمن مات في سبيل الله، وفي سبيل الله فقط، لا لعصبية ولا قبلية ولا جاهلية أو مناطقية.
رابعا: يجب نصر المظلوم أيا كان، هذا ما يدعونا إليه القرآن، ويجب العدل مع الجميع، وذلك حسب الوسع والطاقة، والأمور العامة لها أهلها الموكلون بها، كالولاة والرؤساء والحكام.
خامسا: الإنسان بفطرته يتحيز إلى العدل، وينفر من الظلم، وإن كان من البشر من شذ، فيقيم صرحه على أشلاء المظلومين، ويتوق إلى كسر راية العدل، وتفتيت صخرة الحق، ولكن هيهات هيهات (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون).
سادسا: يظهر في هذا الخبر تمرير مصطلحات لا تمت للحقيقة بصلة، وهو قولهم: (قوات الاحتلال الإسرائيلي)، ونعلم أن إسرائيل هو يعقوب عليه السلام؛ فالواجب أن نقول (قوات الاحتلال الصهيوني).
سابعا: دولة الظلم لا تقوم على أنقاض دولة العدل قياما مستمرا؛ بل لا بد من المداولة في الأيام بين الناس (وتلك الأيام نداولها بين الناس)، ولا تهنأ بذلك إلا ضيع أهل العدل راية العدل، وناموا على الأسرة متكئين، والعدو من يخطط، لا؛ بل ينفذ ويقرر ويزحف يوما بعد يوم.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
السبت - طيبة المطيبة - ١٤٤٣/١٠/١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق