(عام مضى من دهرنا وتصرما)
عام مضى من دهرنا وتصرما * وتقشعت تلك الأماني مغرما
وتبعثرت خطط الحياة فما لها؟ * دنيا تسرك أو تذيقك علقما!
ولقد رأيت من التقلب حالة * للقلب فيها منزل أن يحجما
أن يقرأ الكون الفسيح بنظرة * بتفكر وتدبر أن يفهما
والروح ترقى في سمو دائم * تنأى عن الآثام أن تتقدما
تخطو إلى الرحمن خطوة واثق * يرجو الجنان عن الجحيم مسلما
ويصارع الشيطان في نزواته * يبغي السلامة والهدى أن يغنما
ويشنف الآذان يتلو آمنا * في هجهة الليل الكتاب منغما
ويناصر الحق المجيد بسنة * من وحي ربي صادعا ومكرما
ويصارم البدع التي من أمها * قصد المهانة صاغرا ومذمما
فتن الخروج على الولاة وإنها * من شرها ولها يناطح من عما
ويحرض الثوار في جبهاتهم * وعن الجهاد ببيته متنعما!
قَعدُ الخوارجِ حرضوا بلسانهم * ورضوا الغنيمة دون سيف سلما
سفكوا دماء الأبرياء مطامعا * للحكم صرعى لم يراعوا مسلما!
عابوا التفرق وانثنوا في عطفه *
فرموا علينا خائنين الأسهما!
لكنهم والله يشهد فعلهم * خابت مساعيهم وخاب اللوما
لا ينصر الله الكريم معاندا * للحق شذ عن الجماعة مجهما
متحزبا يدعو إلى أفكاره * ويبث حقدا قاتلا ومسمما
ويغرر الأغرار عالم فتنة * وشيوخ سوء والغين من الدما
رفضوا النصيحة أعلنوها جهرة! * لا بد إلا فكرهم أن يحكما!
أو هكذا يرِد اللبيب سياسة * ترعى التشرذم للأوطان منتقما؟!
ترعى المذلة والهوان بساحنا * ترعى التقدم للأعداء والهدما؟!
ترعى التخلف عن آثار أمتنا * خير القرون رعاة المجد والكَُرما
من كسروا كسرى فساء صباحه * والقيصر الرومي فلم يفغر فما!
من سطر التاريخ عزة مجدهم *
قهروا التتار وأوردوه جهنما
من وحدوا في الغرب دولة داخل * قد أمها من مشرق ومتيما
في درب سهل زَلاقة يبغونها * عدلا لرفع الظلم أن يتحكما
من مسكوا بالحق لا يبغونها * عوجا تضل عن الصراط وأدهما
و يرخصون لشهرة أعراضهم * ويتابعون الغرب سكرى نُوّما
ويحررون العرض من أغلاله * حتى يعود نهارنا قد أظلما!
ما هكذا حرية نسمو بها * ونساكن الأمجاد بل والأنجما
ما هكذا عز البلاد وأمنها * عز النفوس لربها أن تسلما
أن تحفظ العهد الذي هو حقه * فله الخضوع وحبنا قد أُبرما
أن تخلع الأنداد لا تشرك به * شكرا له في كل حال مكرِما
صبرا له ولدينه فله الرضا * سبحانه من خالق وتندُما
سبحانه أعطى إلهي قد هدى * وأعزنا بعد الضلالة أنعَما
فله المحامد كلها حصرا له * في أول في آخر ما ألهما
وصلاة ربي والسلام معطر * في حق خير الخلق طرا مُلهِما
شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي
الاثنين ١٤٤٣/١/١- طيبة المطيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق