حدثتني جدتي لأمي عيدة بنت عناية الله الصاعدي قالت:
كان عبدالله معلث ولد عمي يحفر إحدى الأبيار في وادي الدوداء عند نزلة الرباعين قريبا منها وقد كان حفر بعض الآبار منها:
بئر صالح عند المجارمات - وهي سبع أبيار واحدة منها بئر مشهورة يسمونها المجارمة -
وبئر صامل الرحيلي وبئر مرزوق بن حمدي الهضبي وبئر باخت الرحيلي وبئر نهار الرحيلي وبئر فلاح بن عبدالعزيز الصاعدي.
والمجارمات هذي عند رويع المعدا عدا عليه القوم ذبحوا نفرا من المغاذية والرباعين - ١٢ من المغاذية وبنت.
وذبحوا من الرباعين رابح بن رباح ومحمد بن حامد أبو منصور.
ومن المراشدة من الغبارية سعد بن خويدم.
ووالد جدتي لأمي عناية الله في رأس الضلع - ضلع الضمي - رآهم وقال شعرا:
يا مجافي المحن عنا.
وناجي الشميلي معه أم خمس طاردهم راجلا على "الزمل" من المرقاب تحت المجارمات إلى أن وصل منتصف قسبان تقريبا ٨ كلم قتل منهم ما شاء وأخذ منهم ذلولين وهذي تسمى سنة العدوة في عام ١٣٤٢
قال عبدالله معلث يبدع شعرا على السليقة البدوية والبديهة العربية:
يا بوي يا شفت لي غزلان
وان الهدب غاطي عيونه
يا ليتها تطبب الميدان
وازيد فيها بقانونه
هليل زوج عمة الوالد رد عليه يبدع شعرا معللا بأنها من جماعته ولا تعطى لخارج جماعتها وهذا من الأعراف عند كثير من الأسر أنهم لا يزوجون من خارج العائلة:
تعبان راع المثل تعبان
أهل الضبا ما يبيعونه
وان جيتهم روحكم زهدان
واطش فالشوك بغصونه
وكان أبو عمي زوج والدتي سليم بن صمايل أبو مسلم عند بئر المجارمة يتبادع هو وآخر قال الآخر:
تفكر وافتكر فالبن اليا حط فالمحماس
بعد لونه خضر لازم يعود للعبودية
يعني يعود لونه بعد الاخضرار إلى السواد.
رد عليه أبو مسلم:
أنا حقي على نفسي ما ليه ومال الناس
كمن الطلع هذا ميكبون الهموجية
وقال خال أمي نويحي عناية الله في ولده البكر عبدالكريم وكان قد فر إلى الكويت ليعمل هناك ليسدد ديونا تراكمت عليه:
البارحة قلبي من الهم ما بات
وعيوني اللي سمهرت واسهرني
من عبدالكريم اللي افحيف المنارات
ورع صغيّر هاضني وامتحني
وقال خالي على لسان ولده:
اللي مضى يا بوي العمر ما فات
واللي خلقني يا يبه محتكني
إن جيت بالله لا تناسى الحلاوات
هذي حلاوة حبتي زود فني
فحيف المنارات: لأنه تركه في المدينة قريبا من المسجد النبوي الشريف.
ومحتكني: يعني حافظني.
وقال أحدهم يبدع لما وقف على قبر صمايل:
يا مرحوم يا قبر صمايل
كل الناس تبكي من غبونه
يا ليت الموت ينطح بالفتايل
يا خطو العيال يحول دونه
وكانت وليمة الزواج شويهة - تصغير شاه - ويأكل منها الجيران فقط.
وكان زواج خالي ناحي عناية الله الصاعدي محلوج أو مرقوق أو غضاريف أسماء لمسمى واحد وهو عبارة عن حمطة يزرعونها في ديرتهم في بعض نواحي حضه ووادي ريم في بعض الرياض هنالك مثل "الهديميه" وكان جدي تركي حارسا عليها لشهرين يحوطها عن الإبل والحمير وغيرها أن تهلكها، وكان يبدع في نفسه شعرا يقول:
يا ناشد عني تراني تناحيت * عند الهديمية ومبغض حياتي
والهديمية لجدي تركي وسليم بن راجح أبو عبدالعزيز ولوالده كذلك.
ومثل "الدرويشية" وهي ملك لبخيت بن صمايل وجماعته الهضوب.
و "الحرية" للعلوات.
ومزرعة "القاري" وهي ملك للشيخ مطيع بن عمير يزرعون فيها الحبحب والقمح.
وكان عشاؤهم بعد صلاة العشاء ويخصصون نصف لحم الشاة؛ يعطونها الضيوف؛ لأنهم يعلمون أن وراءهم جياع.
وكانت عويدة أم جدتي عيدة وولدها البكر خالي ناحي وهي من مطير هربت في سنة العدوى من القوم معها ٣٠٠ رأس من الغنم وكانت نازلة في وادي القرى وكان بعضا من المطران والجهنان نازلين فيه وتخطت الحرة ووادي النقيع وأبيار الماشي واختبأت في فارع حول قسبان يسمى "الصهو" لسبع أيام بائتة في الخلا وكان في الفارع قلتات تشرب منها - وهي برك للماء يتجمع فيها من أعلى الجبل ومن جوانبه كذلك عند هطول الأمطار -.
وكان بعض القوم أعجبه ما رأى فأبدع شعرا وكانوا سبعة كل واحد منهم على "زمل" :
عويدة زين وجديل
والبغر منها ساع جاك
قرن من الشطوة يميل
واسد عينك واعماك
الشطوة اسم للرأس
واسد عينك واعماك: يعني هربت ولا يمكن اللحاق بها.
كتبها:
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل المطرفي الصاعدي العوفي الحربي.
الجمعة ١٤٤٢/٧/١٤.