الأحد، 25 أغسطس 2019

لولا السقوط ما كان هناك صعود

(لولا السقوط؛ ما كان هناك صعود)

لكل ذي همة وعزيمة رؤى وأفكار، يأبى أن يعيش أسير مجتمع صغير، أو فكر صغير، أو منهج صغير، أو هدف حقير، أو أن يعيش بلا غاية؛ كالأنعام؛ بل أضل من الأنعام، والأنعام أهدى منه سبيلا!

وإنني - بحمد الله وفضله وإحسانه وكرمه - أعيش لهدف، وأحيا لغاية، وأسير إلى شط الأمان، كل ذلك بلا نفاق ولا تزلف لأحد كائنا من كان، والله يشهد، والملائكة الكرام، والحفظة البررة يشهدون.

وفي يوم من أيام الله، في يوم الأحد، الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة من العام أربعين وأربع مئة وألف؛ وقع القدر المحتوم، وقضي الأمر في كتاب "لا يضل ربي ولا ينسى". طه.

وإنه ما من صعود؛ إلا ويعقبه سقوط، وما من ظهور؛ إلا ويعقبه أفول، وما تقلب الليل والنهار واختلافهما، وتعاقب الفصول الأربعة، ودوران السنين، ومسيرة الحضارة البشرية، وانصرام الأعمار، ودمار الديار، وفناء الأمصار، وغلبة الباطل في جهة أو حيز؛ فالباطل لا يغلب بالكلية والجمعية، والمداولة بين المتناقضات؛ إلا دلالة واضحة على حقارة الدنيا، وهو انها على الله، وما من مغتر بها؛ إلا سيندم فيها قبل الرحيل إلى السفر الأخير، ولات ساعة مندم، ولات حين مناص "ولا يظلم ربك أحدا". الكهف. "وتلك الأيام نداولها بين الناس". آل عمران.

تكشفت وجوه، وسقطت أقنعة، وبانت توجهات، وظهرت أفكار "فتن كقطع الليل المظلم", ولكني ما زلت في طريقي إلى الله، أنشد الراحة، وأطلب الرضا، وأستجدي السكون، وأبتغي الطمأنينة "في جنات وعيون". الذاريات.

وقد كنت تكلمت في هذا الصدد مع بعض الزملاء، سأظل عابدا لله ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
سأظل طالبا للعلم، ناشدا للمعرفة، عاكفا على كتاب الله - تلاوة وحفطا ومراجعة وتثبيتا وتفسيرا وتفقها وتجويدا -، وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إسنادا ومتنا، دراسة وتدقيقا، حفظا وفقها، رواية ودراية، وعلى كتب العقيدة والفقه والرقائق والوعظ والآداب واللغة بمختلف فنونها.
وقد أسست لذلك مكتبة متواضعة، ويوما ما؛ سأحقق الغاية الصغرى في الدنيا قبل الغاية الكبرى بإذن الرب المولى.
هذا، مع المواظبة على حضور حلقات أهل العلم؛ فلا اكتفاء ولا غنية لطالب العلم عن ثني ركبه في حلقاتهم تلك، والعلم رحم بين أهله، ولكن غالب الوقت هو في يد الطالب، وفي مكتبته، ويسأل إذا ما أشكل عليه أمر ما من يثق في دينه وزهده، وورعه وأمانته، وفكره ومنهجه، والله المعين.

حرره/

أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل الغناء-  الأحد، قبيل القيلولة ١٤٤٠/١٢/٢٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق