السبت، 17 أغسطس 2019

معادلة بسيطة في حل المشاكل العريضة

(معادلة بسيطة في حل المشاكل العريضة)

رأيت البرتقالة؛ اعصرها؛ هل يخرج إلا عصير البرتقال؟!
رأيت التفاحة؛ اعصرها؛ هل يخرج غير عصير التفاح؟!
رأيت الليمون؛ اعصره؛ هل ترى يخرج برتقالا أم تفاحا؟ أم شيء آخر غيرهما؟!
إن هذه الفواكه كيفما عصرتها؛ خرجت كما هي؛ فكن كما أنت؛ لا تخرجك المواقف عما لا تكون فيه على حقيقتك؛ فتتبدل مع الوقت مشاعرك وأحاسيسك؛ بل حتى أفكارك وتصوراتك وتوجهاتك، حتى تتغير ذاتك؛ فتصير إنسانا آخر، وإن كان اسمك هو الوحيد الذي لم يتغير، حتى العمر؛ فتشيب قبل المشيب إن أرهقت نفسك وتفكيرك، وعطلت عقلك، أو لم تعمله في منجزاتك؛ لأن فلانا قال كذا، وفلانا قال كذا، وتصبح في دوامة لا مخرج لك منها إلا بالعودة إلى أن تكون "إنسانا طبيعيا"!
دع لهم الظنون السيئة، واعمل بصمت في جو كله ثقة وأمل، وعزيمة وإصرار لا يعرف الفشل؛ كن شيئا مذكورا، غير ما بنفسك، صحح نظرتك لنفسك والكون والحياة والناس ومن حولك، ونظرتك للدين والثقافة والفكر، حرك إيمانك، وزد يقينك، ولا تلتفت للمثبطين، وأدر ظهرك للمستهزئين، ولا تتأثر بأسلوب أناس لا يقدرون قيمة الكلمة، ولا يزنون مقدار الشعور، ولا يفكرون في إصلاح أنفسهم في خطابهم مع الغير؛ فإن لم يحسنوا؛ لم يعرضوا، أو يصمتوا؛ بل يجرحون، وينثرون من سقط الحديث، ورديء الكلام ما ينثرون، ولم يعتبروا؛ فاعتبرت أنا؛ فنثرت درر ما خطر لي بالبال من حسن المقال، وتجاربي في الحياة مع الرجال، وأنصاف الرجال؛ الذين صبوا جل اهتمامهم بالطعام والشراب وخلافه، ولم يعيروا الفكر والخطاب ما كان عليهم محتم وواجب أن يعيروا؛ فاللهم أحسن عاقبتنا، ولا تخزنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة، اللهم آمين يارب العالمين.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
المدينة- الدوداء- المكيسر
الأحد- ١٤٤٠/١٢/١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق