الاثنين، 29 أبريل 2019

الاستقرار في طيبة المطيبة

(الاستقرار في طيبة المطيبة)

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
وإنني في غمرة التردد والتذبذب، والحيرة والشك والاضطراب بين الخيارين الذين أمامي:
أأبقى في التدريس في طبرجل في متوسطة الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم - وهي مدرسة نموذجية، وعدد طلابها قليل، تسعة فصول، لا يتجاوز طلاب كل فصل أربعة وعشرين طالبا، وهي مع ذا متميزة إداريا وعلميا وتربويا، ومدرسة نظيفة، لا كالتي كنت فيها أول مباشرتي في التعليم، فإن الداخل إليها، والناظر فيها؛ ليرى العجب العجاب؛ كتابات غرامية، وعبارات قذرة، نوافذ مكسرة، وأبواب منزوعة، حتى داخل الفصل، وعلى السبورة؛ مما دعاني لما تكرر ذلك الإمساك عن الكتابة عليها، ولم أعني نفسي بمسحها، وطفقت أشرح بلا قلم ولا سبورة، ويدخل علينا طلاب من خارج المدرسة، وتكرر ذلك مرارا، وفي نهاية الفصل الدراسي الثاني، لما لم يتبقَ عن الاختبارات النهائية سوى ثلاثة أسابيع تقريبا؛ دخل أولئك الفارغون، أحدهم وقف يخاطبني أنه يريد أن يتعلم، ملثم لا ترى منه سوى عينين سوداوين، والآخر جلس هناك في نهاية الفصل، خاطبته بالمغادرة، لكنه أبى وأصر واستكبر، وكنت أراجع للطلبة المنهج، وهم يحددون ويكتبون، فقادني عقلي وتفكيري إلى ترك الحمى لهؤلاء، تركتهم؛ لأنه اعتدي على حماي المهني والتعليمي والتربوي والشرفي، وأبلغت المدير والوكيل بذلك، وبقيت في الإدارة!.
والخيار الثاني:
أقبل بعضويتي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطيبة المطيبة بأنفاس خير الورى محمد - صلى الله عليه وسلم - وخير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين - عليهم صلوات وتسليمات رب العالمين - صحابته الكرام - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -؛ حيث أنني قدمت عليها من قبل سنة ونصف تقريبا، وأجريت لي مقابلتان، الأولى في المدينة المصطفوية - على ساكنها صلوات وتسليمات رب البرية -، والثانية في الرياض. اتصلوا بي الأربعاء الماضي بتاريخ ١٤٤٠/٨/١٩ وأنا في المدرسة، وقال لي المتصل: باشر في المدينة في هيئة سلطانة، ويوم الأحد كانت مغادرتنا طبرجل إلى المدينة المطيبة، ذهبت صباح الاثنين للرئاسة العامة بالمدينة، قابلت نائب المدير، شرح لي الوضع، قدمت اعتذاري على ضوء ما شرح وما فهمت، وأرسلت لبعض المقربين - من الأصحاب والأقارب - بذلك، فما بين مؤيد ومعارض، وبعض المتصلين كان ممن يعمل في الهيئة، حتى هم أنفسهم وقفوا مثلي متحيرين، منهم المؤيد ومنهم المعارض، ولكي أقطع الشك باليقين؛ أرسلت للوالد - متعه الله بالصحة والعافية - هذا السؤال بفصه ونصه:
أنتم ما رأيكم؛ أبقى في طبرجل معلما في متوسطة الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم وأكون إمام وخطيب جامع وفي الإجازات أكون في المدينة إلى عشرين سنة كأقل تقدير؟ أم أباشر هنا في الهيئة؟!
جزيتم خيرا زوجتم بكرا.
وهذه إجابته بالنص؛ قال لي: الهيئة مع إمام وخطيب وفي المدينة خير وبركة.
وهذا ردي؛ قلت له: تبشر، وتوكلت على الله، وأسأل الله أن يبارك في الجهود، وأن يسدد الخطى.
ولكن مشروعي لم ينقطع، كنت قد كتبت مقالة بعنوان (الاستقرار في طبرجل)، لا تظنوا أنني تركت المشروع كلية؛ بل سأصرف ٢٠ يوما من إجازتي المتصلة - ولتكن في رمضان - في طبرجل؛ لتفسير القرآن الكريم من فاتحته إلى خاتمته، صوتا وصورة عبر قناتي على اليوتيوب، بعد العصر، لنصف ساعة تقريبا، بمعدل ٢٠٠ ساعة في ٢٠ سنة.
ونيتي إكمال الدراسات العليا بجامعة طيبة قسم العقيدة.
يسر الله المراد، وحقق الغايات.
هذا والله أعلى وأعلم وأحكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

بخط/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
الدوداء- حارة المكيسر- الاثنين ١٤٤٠/٨/٢٤

هناك 3 تعليقات:

  1. بعد سلام الله عليكم...
    اذا ترى النفس مطمئنة وراحتها في التدريس والاقامة بطبرجل.. فليكن.. مع العلم اني افضل لك تكملة الدراسات العليا والتدريس بالجامعة.. اما التعليم العام فيحتاج الصبر الصبر ثم الصبر حتى تجد المكان المناسب لك ...ام بالنسبة للعمل الاداري بالهيئة فهو قمة في العطاء والراحة.. لان التعامل مع موظفين ذو علم ومعرفة .. ومن هنا يكون الوظيفة الادارية فيها القرب من الاهل والاستقرار.. اما المعلم فانت تعلم كل سنة ستقابل انفس جديدة يجدر بك ان تملك القدرة والمعرفة عن كيفية التعامل معها...وفي الختام اسئل الله ان يوفقك لما يحب ويرضى...
    فكرة ٢٠ عاما تحتاج الي مراجعة ...والديك المكوث قربهما اعظم اجرا من المشروع....وجهة نظر....

    ردحذف
  2. من معي كرما
    جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  3. عملي بالهيئة ميداني

    ردحذف