الأربعاء، 2 مايو 2018

هي عمتي

(هي عمتي)

ذبلت وكنت أظنها لا تذبلُ!
أفلت وكنت أظنها لا تأفل
هي عمتي يا سائلي رحل
الكرام وإنها لا ترحل
الله أكرمها فأدت حقه
صلت وصامت لم تزل تتبتل
حتى إذا حل القضاء بدارنا
والله أمضى ما أراد ويفعل
رجع المحب وقد أفاض بعبرة
فالكل أجهش والدموع تسيّل
يا ربنا فلتغفرنّ لعمتي
يا من إليه الملتجا والمأمل
ولتجزها بالخير يا رب العلا
أنت الكريم وجود فضلك ينهل!

شعر/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.
الأربعاء ١٤٣٩/٨/١٦.

بمناسبة:
مرور ست سنوات تقريبا على حادث وفاة عمتي؛ حيث وافتها المنية في عودتها للمدينة بصحبة شقيقها والدي - حفظه الله ورعاه وأطال في عمره على طاعته -.
وقد توفيت اثنتان من بناتها على الفور - وهن صغيرات السن -، وأخرى بعد شهر تقريبا في العناية المركزة، والثالث أنجاها الله بإصابات متوسطة، وقد عوفيت بعد ذلك.
وقولي: "وإنها لا ترحل": تعبير مجازي، أي: وإن رحلت حسا؛ فإنها لم ترحل معنى، فهي معنا معنويا لا حسيا!
وقولي: "رجع المحب" هو والدي الكريم "وقد أفاض بعبرة" مجازا لا حقيقة؛ فإنه لما عاد ليخبرنا - وقد لبس ثوبا غير ثوبه، وعرفنا ذلك في وجهه، وأبطأ في التحدث إلينا وقد تماسك بباب الصالة -؛ كان ذلك أعظم من "فيضان العبرة"!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق