الثلاثاء، 28 مارس 2017

خالد وحميدان...وحرية الأمريكان

(خالد وحميدان...وحرية الأمريكان)

يتشدق الغرب بحريته المزعومة، وينعى على دول العالم الثالث - كما يزعمون - التخلف الذي يعيشونه في كافة المجالات، وعلى مختلف الأصعدة، ومن ذلك مفهوم الحرية عند المسلمين.

يرى الغرب أن المسلمين لا يقيمون للحق والعدل وزنا، وأنهم يحاربون المرأة والوسطية، وأنهم متطرفون، وهمجيون، ويجب أن يبادوا من على وجه الأرض، وأنهم لا يستحقون التمتع في هذه الدنيا؛ بل يجب أن يكونوا خدما لهم، وتبعا لهم!

ومن بني جلدتنا من يسلك ذات السبيل في النعي على أمة الإسلام، ووصمها بالتخلف والرجعية؛ تابعا للغرب، مسلما لهم الزمام، يقودونه كما تقاد الدواب في الحرب على الإسلام والمسلمين، ومحاولة زعزعة ثوابت الدين الراسخة، لا كثرهم الله.

وإن من الأحداث التي أقضت مضاجع الغيورين، وأطارت النوم عن عيونهم، وعاشوا الأحداث كما لو أنهم المصابون بها، ما حدث للطالب/ حميدان التركي - فك الله أسره من قيود الكفرة الفجار - فلقد بالغ جلادوه في إيقاع الظلم به، فلفقوا عليه تهما هو منها براء، فزجوا به في غياهب السجون، وعرضوه للإهانات المتكررة، وآذوا زوجته، ونزعوا حجابها، وقالوا أن مكانها الجحيم، وأخذوا الخادمة منهم، وأخفوها عن الأنظار، وحاكموه محكمة هزلية، قضوا فيها بسجنه لثمانية وعشرين عاما!

كان حميدان - فك الله أسره - طالبا متفوقا يدرس الدكتوراة في الولايات المتحدة الأمريكية، نشطا في الدعوة إلى الله، نشطا في المركز الإسلامي هناك، وقد أقام مكتبة البشير للنشر والتوزيع، وبعد أحداث ما يسمى بالحادي عشر من سبتمبر تم اعتقاله في العام ١٤٢٥ ظلما وعدوانا، بعدما ألصقوا به تهما يستحيى من ذكرها، لما لم يجدوا عليه شيئا، فقد زعموا تسلطه على الخادمة التي معه وأسرته، وأنه تم الاعتداء عليها منه ومن زوجته، وقد عرضوا عليه الرحيل لبلده - بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية - وأن يكون عميلا لهم، وجاسوسا لهم علينا، مقابل أن يسقطوا عنه كل تلك التهم، ولكنه أبى - إيباء من يرجو الله والدار الآخرة - ولم أفهم - حقيقة - لماذا أبى؟!!!

وهو الآن قد مضى على سجنه ثلاث عشرة سنة، قاسى فيها من الظلم ما الله وحده به عليم؛ فلقد تعرض للضرب والإهانات المتكررة، ويقدم له طعام بائت، أو من فضلات السجناء، ويعرض للبرد بملابس لا تقي منه في السجن، ويهدد بالقتل، وأنه لن يخرج من السجن أبدا!!!

حميدان ليس وحده؛ بل أيضا تم اعتقال الطالب الذكي المبتعث/ خالد الدوسري، في العقد الثاني من عمره في عام تسعة وعشرين وأربع مئة وألف تقريبا، والتهمة - كالمعتاد - الإرهاب؛ فلقد وجهوا إليه تهما كثيرة، يأباها العقل والمنطق والواقع كذلك؛ فلقد اتهموه بمحاولة قتل الرئيس جورج بوش، وتفجير مفاعل نووي، وبحيازته لأسلحة دمار شامل، وبمحاولة تفجيره لمناطق حساسة، وخطرة على الأمن القومي الأمريكي!!!

طلب خالد مادة كيميائية لإجراء اختبار لها - وهذا من صميم تخصصه - وقد كان طلبه باسمه وهويته، لم يزور أو يسلك طرقا ملتوية؛ فتم اعتقاله بعد ذلك بمدة قريبة بالتهم المذكورة آنفا!!!

اللهم فك أسر حميدان التركي، وخالد الدوسري من سجون الكفرة الفجار، وأرنا في الظالمين يوما أسودا، يا من حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرما، وفك يا رب جميع أسرى المسلمين، يا قوي يا متين.

كتبه/

عبدالرحمن بن مشعل المطرفي.

المسجد النبوي الشريف الثلاثاء ١٤٣٨/٦/٣٠.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق