الخميس، 17 نوفمبر 2016

المنافقون ووسائل الشر

(المنافقون ووسائل الشر)

هنا بين أظهرنا أقوام من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، لا هم لهم سوى الطعن في الثوابت والمسلمات، والتهجم على الدعوة والدعاة، والدعوة إلى الانسلاخ من الإيمان، والتجرد من الفضيلة، والتمرد على الدين وتعاليمه، والمطالبة بالانفتاح المطلق على الغرب وتقاليده.

هنا أقوام يؤسسون لقدوم جيل خانع ذليل، جاهز لتسليم مفاتيح آخر حصن من حصون المسلمين، دون أدنى أي مقاومة!

هنا أقوام أفصحوا عن بعض ما يكنون من الحقد الدفين، والبغض الشديد لكل ما له صلة بالإسلام ومقدسات المسلمين، فلا تجد لهم موقفا يذكر في الذب عن الإسلام وأهله الخلص؛ بل إن مواقفهم في الجهة المقابلة للمسلمين، المعادية للدين، فهم حرب على كل مظاهر الإسلام السمحة، لا يفتؤون في معاداة المسلمين والكيد بهم، فكم حاربوا الحسبة، وكم انتقصوا من علماء أجلاء في مؤسسات رسمية، تابعة للدولة نظاما، وسعوا في إسقاط أو إبعاد ما استطاعوا من أولئك العلماء والدعاة المخلصين، ولم يقصروا في مهاجمة حلق تحفيظ كتاب الله تعالى، فنسبوا إليها الفجور والضلال، وتغذية عقول الناشئة بالأفكار العنيفة، المصادمة لأمن وحقوق الإنسان، وكم ألصقوا بالإسلام زورا أنه دين الإرهاب، وأن أتباعه هم الإرهابيون، وعليهم أن يقبلوا بمبادئ الغرب، وأن ينتهجوا نهجه، ويسلكوا سبيله؛ لكي يصلوا الفضاء بالأرض!

وكما رأينا؛ فإنهم عدو وبلاء في صفوف المسلمين، وشرهم أعظم من شر الأعداء الظاهرين، فهؤلاء المتسترون يجتثون الإسلام من أصله، وينفثون سمومهم داخل المجتمع الإسلامي بخبث ودهاء ، ولهم في ذلك الكيد وسائل، منها:

١-  قنوات الإعلام المختلفة، كالتلفاز، والإذاعة، والصحف والمجلات، وقنوات التواصل الاجتماعي ك "تويتر" و "الفيس بوك"، وغيرها.
٢- استغلال مناصبهم في إلحاق الضرر بمخالفهم.

ومن له أدنى اطلاع على مشاريع القوم؛ فإنه سيقف على مكر كبار، وشر مستطير، فإنهم يعملون ليل نهار على عزل شباب المسلمين عن قضايا إخوانهم في شتى بقاع البسيطة، وذلك بعدة وسائل يستخدمونها في تحقيق أهدافهم الخبيثة، ومآربهم العائدة على الإسلام والمسلمين بالضرر البالغ، وأهمها:
ما يسمى بالغزو الفكري، فإن لهم في ذلك اليد الطولى، والباع الطويل، وكما أسلفنا؛ فإنهم يؤسسون لجيل قادم مهزوز الثقة، ضعيف التصور والإدراك لما يحاك للإسلام والمسلمين، فهم يريدون من شباب المسلمين أن يصبحوا "دجاجا" و "خرافا" لا "أسودا" و "فهودا"؛ ليمهدا الطريق للمحتلين، وهم بذلك - أعني المنافقين - يكتسحون الألغام في طريق الأعداء، ويسهلون منافذ الدخول على ثغور ديار المسلمين، يتجلى ذلك في بث المفاهيم الغربية المصادمة للمنبع الإسلامي، كالحرية العبثية، والمساواة الظالمة، والانفتاح الثقافي والفكري المؤدي ضرورة إلى الانسلاخ الأخلاقي والقيمي، والدعوة صراحة إلى مذاهب هدامة، كالعلمانية والليبرالية، وما شابهها من مذاهب الشرق أو الغرب، التي في أقل أحوالها تستبعد الدين عن مجريات حياة الناس وشؤونهم وقضاياهم؛ لتقصر دوره في المسجد، فلا يكون له أي تأثير يذكر في السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع، فهم يتعاملون بحمقهم وجهلهم مع الإسلام كما أنه النصرانية المحرفة، المتسلطة على رقاب الناس في أوروبا في القرون الوسطى!!!

عاملهم الله بعدله، ورد كيدهم في نحورهم، ونجانا برحمته من فتنتهم، آمين.

حرره/
أبو عبدالملك، عبدالرحمن بن مشعل المطرفي، الاثنين ١٤٣٨/٢/١٤.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق