الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

الطعن في الإسلام في دولة الإسلام

(الطعن في الإسلام في دولة الإسلام).

المساس بالأديان أعظم وأشنع جرما من الاعتداء على الأبدان - وإن كان الكل حرام في الإسلام -، ولكن الطعن في الثوابت والمسلمات، ومشرع هذا الدين العظيم، ورسوله وأصحابه والمؤمنين به من أتباعه في دولة تحكم به، وإشهار ذلك على الملأ والعامة والناس؛ لهو إجرام بحق ديننا الإسلامي الحنيف؛ يستوجب عملا جادا لقطع دابر المفسدين، فيعلى منار الإسلام، ويعتز به دينا يحمل أسمى مبادئ الإنسانية، فوجب أن نرفع رؤوسنا به، لا أن ندفنها بذلة وخنوع، فاتحين الأبواب على مصراعيها لكل ناعق وملحد منافق، يريد زرع الشقاق والاختلاف بين أفراد المجتمع المسلم، والردة عن الإسلام، والنكوص على الأعقاب، والكفر بعد الإسلام، والنفاق بعد الإيمان والاستيقان.

وعلى كل من ولاه الله رقاب الناس؛ ليحكم فيهم بشرع الله - الشرع الحكيم -، وليوقن بأن الله ناصره، وأنه معه حيث كان؛ فلا يلتفت لأحد كائنا من كان؛ يرجوهم أو يخشاهم دون الله؛ فإن ذلك طعن في الإخلاص، ولا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم إخلاصه.

لنأخذ جميعا على أيدي السفهاء؛ لأن حفظ مصالحنا - وأعظمها الأمن - مرهون بحفظ ديننا، والذود عنه!

لنؤمن بالكتاب كله، ولا نكن كاليهود، يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض؛ فإن الإسلام نظام عام؛ يحفظ مصالح الناس الدينية والدنيوية، وبه يتحقق العدل المطلق، ولن تجد نظاما كنظام الإسلام؛ لأن واضعه الله، بخلاف قوانين البشر؛ فإنها قوانين يعتريها النقص مهما كان، ويستحوذ عليها القصور من كل جانب؛ فلا تفي - أبدا - بمتطلبات الحياة عامة، ولا تحقق العدل التام كما يحقق ذلك الإسلام.

يجب على ولاة أمور المسلمين أن يقيموا شرع الله صافيا نقيا، فيحكمون كتابه، ويقيمون أحكامه، وينفذون حدوده على كل معتد وطاعن في هذا الدستور والكتاب العظيم، وأن يحفظوا للإسلام هيبته، وللمسلمين حقوقهم الكاملة؛ فلا جور ولا شطط؛ بل هو العدل في أسمى صوره، لا فرق بين الراعي والرعية أمام الشرع من حيث قيام العدل على كل منهم.

علينا أن نعي أنه لا قيام لنا بدون الإسلام، وأن عزنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة مرهون بالاستمساك بهذا الدين العظيم، وتخلفنا في تخلفنا عنه، ولن يبلغ أحد بنظامه نظام الإسلام، ولكن - أيضا - علينا الأخذ بالأسباب، فلا يكفي الرجل قوله أنا مسلم، ثم يريد النصر والتمكين؛ بل لا بد من العدة والاستعداد؛ إرهابا لأعداء الله ورسوله، المشاقين والمحادين له.

بقلم/

عبدالرحمن بن مشعل المطرفي، الخميس ١٤٣٨/١/٢٦، المدينة.