الاثنين، 12 أغسطس 2024

قيد الخاطر- (الأمة تتسع لمراتب أهل الوراثة(

قيد الخاطر- (الأمة تتسع لمراتب أهل الوراثة)

قال د. عبدالرحمن قائد - وهو مؤلف ومحقق بارع -:
من الأطباء من يريد حمل الناس كلهم على أفضل الأحوال في الرياضة والغذاء.
ومن المشايخ من يريد أن يكونوا جميعًا كالسلف الصالح في العبادة والورع.
وكذلك الحال في العلم والأدب.
وهو خلاف سنن الكون وطبيعة البشر.
والفقه هو التأكيد على القدر الواجب، والترقي في الكمالات بحسب الإمكان.
قلت:
هذا، وما زال يؤرقني ما أراه من صراع محتدم على المظاهر، وتأكيد على التمايز فيها، مع أهميتها إلا أن الطريق الأسلم هو الاقتصاد والوسطية في العلم والعمل والدعوة، وتقبل مراتب أهل الوراثة - الظالم والمقتصد والسابق بالخيرات -، فمن كان يحب المؤمنين وهو في صفهم لكنه مقصر في الظاهر، فلا نحقر من شأنه أو نعطل من طاقاته، وما أكثر الطاقات المهدرة من فتية الإسلام لقلة الحكمة في التصرف بالنقد من بعض من يتلبسون بلباس "المشيخة"، وهم - لو علموا - لعرفوا أنهم منفرون لا عاملون بحكمة في الحقل الإسلامي الذي يتسع لجميع مراتب أهل الوراثة ممن قال الله فيهم: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير* جنات عدن يدخلونها...).
هذا تنظير، ولا قيمة له تذكر إذا لم يكن من يفترض فيهم أنهم حملة الشريعة جديرين بالقيام بوظيفتهم الرسالية في تحمل الوراثة والخيرية، فيعلموا حقيقة المراتب في تلقي الدين وإبلاغه، وأن الناس درجات، والمؤمنين طبقات، وأن الكفر والنفاق دركات، فلا بد من فهم هذا وأن يكون على بال كل أحد يريد النهوض بالأمة من مستنقع الذلة والتبعية، والتخلف والرجعية، ويعرف المصالح والمفاسد والتقديم والتأخير فيها، وهذا غالبا لا يكون إلا لمن له حظ وافر من الخشية والعلم والعمل والتجارب في الميدان، والله المستعان.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
طبرجل- الأحد- ١٤٤٦/٢/٦.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق