السبت، 26 أغسطس 2023

قيد الخاطر - (شذرات متفرقة)

قيد الخاطر - (شذرات متفرقة).

بقلم/
عبدالرحمن بن مشعل العوفي
 الحربي. 
طبرجل - السبت - ١٤٤٥/٢/١٠.

١- عندما تكون آمالنا بعيدا عن الدين، وحديثنا ينصب على العرقية والقومية أو الجنسية والوطنية، عندما يمحي الدين من آمالنا وكلامنا، ويمحي من واقعنا بأفعالنا بما يناقضه، إما نجعله حكما ثانويا بيننا، أو نلغيه في بعض تعاملاتنا، أو لا نتحمل عبء الدفاع أو الهجوم باسمه؛ فأنى والنصر لنا؟!
٢- قوله - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم رحمه الله: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)؛ ذكر عملين من أعمالهم، ورتب عليه أربع جوائز، ففضل الله عظيم، فيا حظ الحائز.
٣-  من أكثر الأبيات التي أعجبتني: 

فإن قليل الحب بالعقل صالحٌ * وإن كثير الحب بالجهل فاسدُ
قيل أنها للمتنبي.
٤- من الحكم التي استفدتها من أحد الزملاء الفضلاء: لن بعد شدة.
والمعنى: لا تنبسط في أول لقاء أو مواجهة، سواء في التدريس الأكاديمي، أو في المساجد، أو في العلاقات مع الأصدقاء، أو في العش الزوجي، فقد يفهم من ذلك سهولة التجرء عليك، فضبط الأمور في مثل هذه القضايا الحزم في مبادئها والرزانة، وعدم الانبساط كثيرا، ثم يكون التدرج في الانبساط بحساب ومقدار، إلى أن ترى إلى ماذا تصير الأمور، فهو جس نبض، ترى من خلال ذلك ما بإمكانك أن تفعل، وهل يستحق الأمر تصعيدا أو تدرجا في الانبساط، أما لو كان الأمر بالعكس، في أول مواجهة كنت منبسطا، فصعب أن تفرض هيبتك، أو تعيد الأمور إلى أحسن حال، فإن كثيرا من الناس يحللون شخصيات الآخرين من أول لقاء أو مواجهة، إما إيجابا أو سلبا.
ومن مضار رفع سقف الطموح أو الطمع لدى بعض الأولاد أو في الأسر؛ كونه لا يقف عند حد، ثم تخرج الأمور عن السيطرة، فلا رادع من دين أو دنيا!
يتشكى في نهاية المطاف كيف يصير لي هذا؟ كيف من ربيته وأغدقت عليه يتمرد علي؟ يحاربني بسلاحه الذي اشتريته من مالي أنا؟ هذا التلفاز، وهذا البلاستيشن، وهذه السيارة، وهذا الجوال؟! نعم، على نفسها جنت براقش!
أفضع شيء في مثل هذا أن توفر لأولادك وأسرتك كل شيء! تعلمهم الاتكالية، وتولجهم باب الرفاهية، وترفع لديهم سقف الطمع، وتفتح عليهم مدافع الأعداء والمخربين، يرمونهم بكل رديء ومنحط - من أفكار وعقائد ومذاهب وتيارات وأحزاب وأفلام ومسلسلات ومباريات وأخبار -، وإنك بهذا لن تجني من الشوك العنب!
بهذا لن يروا جميلك معروفا، ويظلون متعطشين للمزيد، أما لو كان الأمر بالعكس؛ لرأوا قليلك كثيرا، ولقنعوا وشكروا وقدروا، وما أهلكنا إلا توفير كل شيء، وترك النصح وبناء العقول!
إن أخطر شيء رأيته في عصرنا الحاضر: التركيز على بناء الإنسان بناء ماديا، وإغفال الجانب الروحي والعقلاني، إنها - إذن - حرب على الروح والعقل، ويسترزقون من ورائها، يبيعون الوهم، إنها تجارة الوهم، ينشرون الاضطراب، ويبيعون لنا المسكنات والمهدئات "وفي كل ناد صائح ودليلُ!".

abdurrhmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق