الثلاثاء، 21 يناير 2020

هلاك المجرم الشيطاني قاسم سليماني... عظات وعبر

(هلاك المجرم الشيطاني قاسم سليماني... عظات وعبر)

الحمدلله، وبعد:

يقول الله تعالى في محكم قرآنه العزيز: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا). الإسراء.
ويقول: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). الأنبياء.
ويقول - وهو أصدق القائلين - : (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين). القصص.
ويقول - جل ذكره - : (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون). الأنعام.
ويقول - جل وتقدس - : (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون). السجدة.
ويقول - جل في عليائه - : (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير* الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز* الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور). الحج.

فمن الآيات الآنفة الذكر؛ نستلخص ما يأتي:

أولا: الحق في علوا دائما وأبدا، وفي منعة وفي حفظ من الله المتكفل بنصره وعزته، والباطل في بوار وتبار وخسار، وأمره إلى ضياع وتيه وانحدار، هذا من حيث الحق ذاته، والباطل في نفسه، دون أتباعهما، فقد يهزم بعض أصحاب الحق في زمان من الأزمنة، أو مكان من الأمكنة؛ لخلل أو قصور أو غفلة أو إعراض أو صدود عن التمسك الحق بالحق، وعدم الالتفات إلى الخلق، ولكن تكون النهاية والجولة للحق، هذا وعد الله، ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا لقوم يوقنون؟!
فمهما وقف مع الباطل من وقف - من دول كبرى، ومؤسسات عظمى -؛ فإن ما ينفقون في سبيل ذلك؛ فسيكون عليهم حسرة، ثم يغلبون، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون!

ثانيا: قضى الله وقدر في كتابه الأزلي، أن الأرض لا يرثها إلا عباده الصالحون؛ لإعمارها بطاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومجاهدتهم في سبيل دعوة الحق والقرآن، لا دعوة الباطل والشيطان، وتقتيل النساء والشيوخ والولدان، وهدم المساجد، وإحراق المصاحف، وانتهاك الأعراض، وحرق الأخضر واليابس، وهدم المساكن على رؤوس المدنيين المسلمين المطمئنين - كما تفعله الآن في سوريا أحزاب البغي والعدوان، وشيع الضلال والكفران، من مجوس وثنيين حاقدين على أهل الإسلام، وصليبيين غازين محتلين ملحدين، ونصيريين باطشين ظالمين، وما نراه في يمن الإيمان والحكمة من فلول الحوثيين المارقين، المدعومين من دولة المجوس والمجرمين، وما نرى في عراق البطولة من إيران وأمريكان وطوائف البغي والعدوان، فإنا لله، وإنا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل، هو حسبنا، وعليه التكلان -.

ثالثا: أخبر تعالى أنه لا يعطي الآخرة إلا من عمر الدنيا بطاعته وعبوديته، وصلاحه واستقامته وتواضعه، لا بعلوه وتيهه وفخره وخيلائه وفساده وإفساده، وأن العاقبة للمتقين، والهلاك والخزي، والعار والنار والشنار للمجرمين.

رابعا: اقتضت حكمة الله أن ينصر الحق بأسباب متنوعة كثيرة، منها ما هو ظاهر - من خسف وقذف ومسخ ورياح وبراكين وأوبئة -، ومنها ما هو خفي - كالرعب مثلا -، وإن ما وقع من هلاك المجرم الشيطاني قاسم سليماني في يوم الخميس بتاريخ ١٤٤١/٥/١٤؛ لهو من قبيل النوع الأول؛ فهو قصم ومحق للباطل ظاهر، سلط الله الظالمين على الظالمين، وضرب بعضهم ببعض؛ حيث فطس - غير مأسوف عليه - من ضربة من إخوانه عباد الصليب "أميركا"، تلك التي سلمتهم العراق وشعب العراق؛ ليستعبدوهم ويذلوهم ويخرجوهم من إسلامهم إلى مجوسيتهم العفنة، ومن عربيتهم إلى صفويتهم وفارسيتهم، ولكن "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". الأنفال.

خامسا: انتقامه - جل وعلا - من المجرمين الظالمين، وأن دولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة، حزب الله هم الغالبون المفلحون، وحزب الشيطان هم الخاسرون المضلون.

سادسا: عدل الله؛ حيث حرم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرما، وقال:" لا تظالموا"، وأنه وعد بعزته وجلاله نصر من بغي عليه وظلم، ولو بعد حين، ولو كان المظلوم كافرا فاسقا فاجرا، وإذنه تعالى للمظلوم بالدفاع عن نفسه، وإخباره بأنه على نصره على ظالمه لقدير غاية القدرة، وأن الظالمون ما أخرجوا المظلومين من ديارهم وأموالهم إلا لأنهم موحدون مخلصون لله رب العالمين، طاهرون مطهرون، داعون بدعوة الإخلاص والخلاص والحق والتوحيد والسنة، وأنه - جل جلاله - ناصر من ينصره في شريعته؛ فيعتز بها ويرفع بها رأسه، ويدعو إليها بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وأن يجتمع أصحاب الحق على كلمة سواء، ولا يتنازعوا؛ فيفشلوا وتذهب ريحهم، وتتضعضع قوتهم، وتضعف شوكتهم، وأن يصبروا على بعضهم البعض وعلى ما يلاقوه في سبيل الحق، حتى يأتيهم النصر من السماء؛ فينجي الله المتقين بفضله، وينزل بأسه على القوم المجرمين، وأن من مكنهم الله في الأرض؛ عليهم أن يقوموا له - سبحانه - بعبوديته وإخلاص الدين له، وأن العواقب ومآلات الأمور بيد الله، وهو أعدل الحاكمين، وخير الحافظين، وأرحم الراحمين - جل وعز -.

هذا، والله أعلم وأحكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
طبرجل- الثلاثاء- ١٤٤١/٥/٢٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق