(الآمال دون الله سراب)
أفنيت عمرك في طلاب محالِ * وجريت خلف سرابها بخبال
وشرعت في لهو المجون منعما * ونسيت يوم الحشر والأهوال!
وفتنت نفسك بالزخارف والمنى * وهجرت قول الله بالإهمال
وطفقت تسعى للسعادة جاهدا * ورجعت يا هذا بغير نوال!
هيهات تسعد هائما في سكرة * أعرضت صفحا عن كريم فعال!
في هذه الدنيا ودار ندامة * يوم الشقي يجر بالأغلال
وطعامهم زقوم من شجراتها * بئس الطعام بمنزل الأنذال!
وعليهمُ غضب الإله ومقته * وحسابهم بالذر والمثقال!
أين المفر؟ فلا سبيل لمهرب * نار تأجج في الحميم الصالي!
يسقون ماء حُم من لهباتها * بئس الشراب مقطع الأوصال!
وترى العتاة مقرنين أصاغرا * رهن العذاب بذلة وسفال!
يتقدمون لمالك أن كلمن * رب العباد ليقضين في الحال
فيرون رد جوابه "قال اخسؤوا" * ولَ "ماكثون" بغير شد رحال!
هذا جزاء ضلالة بتكبر * فافهم هديت بفطنة لمقال!
ولتسرعن بالخير إن ضن الورى * في يوم إمهال بكل خصال!
لا تحقرنّ وسارعنّ مجاهدا * حث المسير وصارما بوصال!
ودع الدخان وشيشة محروقة * وادع الإله بصالح الأعمال
ودع التزين للرجال كما النسا * ليس التغنج من صفات رجال!
واسمع نصيحة مشفق في نصحه * يرجو الهداية من كريم جلال
إسبال ثوبك يا أخي محرم * فاشدد هديت بصالح الأقوال
والرفقة الحمقا بفعل جهالة * اهجر رفيق السوء والمتغالي
واحفظ هديت النصح من آياته * والسنة الغراء والأمثال
واحفظ لنفسك وقتها متفهما * متعلما ومعلما جهال
العمر كنز لا يجاء بمثله * والوقت أنفس أنفس الأموال
إن ضاع تبقى غصة حسراته * إن ضاع عمر يا فتى بخبال!
واحفظ لأمك حقها ولوالد * ولشيبة وصغارنا الأطفال
ولجار دار المرء أعظم حقه * أد الأمانة دونما إخلال
ودع التشدد لا تضعك مسالك * نصب الرجيم حبالها بضلال!
وانصر ديانة أحمد في عزة * كالطود تشمخ في مكان عالي
ولدين رب محمد كن مخلصا * ثبت الجنان بهمة وتعالِي
تخشى الرقيب بخلوة في ظلمة * في مشهد في سائر الأحوال
وتركت "دنيا" للدني تسومه * قهرا وخسفا تحت رمح ريال!
ودع الغناء ولهوه متعففا * ترجو النجاة بجنة وظلال
تخشى العقاب وهوله في محشر * لججَ الجحيم وغضبة المتعالي
وختامها صلى الإله بفضله * ومسلما لعباده والآل
شعر/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
كتبتها بداية في يوم السبت ١٤٤٠/٧/٣٠- طبرجل، وانتهيت منها اليوم الثلاثاء ١٤٤٠/١٠/٨ في طيبة المطيبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق