(سر الحب والجمال)
سر الحب والجمال في نظرة دقيقة تفصيلية في أحسن ما عند الآخر، والتغاضي عن العيوب والمساوي، ولم أشتات الروح في مصب واحد، حيث التعالي على حظوظ النفس البشرية، وشهواتها الذاتية، ومصالحها النفعية، والانطلاق معا يدا بيد، وقبلها روحا بروح في فضاء رحب من التماسك والتعاضد، والتآلف والتقارب، والتصافي والتحابب، والتجافي عن كل مكدر للخاطر، مضيق للنفس، مشتت للفكر، مفرق للروح الواحدة المجتمعة المتحدة اتحادا قويا عصيا على الحساد أن يبعثروها بأوهامهم الكيدية وأغراضهم النفعية؛ فالحب قد أخلص قلبيهما لكل منهما؛ فلا أحد يود فراق الآخر منهما؛ فهما شخصان في الوجود، وروح واحدة لا تمل الانطلاق معا رغم كل الطفيليات المنتشرة بالقرب منها؛ لتفتك بالوحدة، وتفصم عرى المحبة والوئام، وتبعثر أشتات الروح هنا وهناك!
هنا ينطق الحب الذي هو سر الجمال في الوجود: إنا هنا معا، نمضي معا، بروح واحدة متحدة، يكمل بعضنا بعضا، ويقوم كل منا عوج الآخر بكل حب وشفقة، ولا نعير الآذان لكل مرجف ونمام ومغتاب! نمضي معا بكل حب وصفاء، ومودة وإخاء، وندع للآخرين أوهام الشكوك والجفاء!
كتبه بروح خفاقة، ملؤها الأمل المضيء، والفكر الوضيء، والجمال البهي، الباحث عن الحب الحقيقي، الصافي النقي؛ في زمان لوث فيه هذا الحب، وأصبح كل حب رجما لكل واهم أو متشكك! /
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي.
الدوداء- حارة المكيسر- صباح السبت بعد صلاة الفجر ١٤٤٠/٩/٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق