الاثنين، 4 أغسطس 2025

قيد الخاطر- (زيادة العلم والقلق)

قيد الخاطر- (زيادة العلم والقلق)

كلما زيد الإنسان في علمه وفقهه، وأدبه وثقافته، وأوتي حسن اطلاع وفهم للواقع وطبيعة المجتمعات، كلما زيد في قلقه، أو خوفه، أو توجسه - كأنه يمشي في حقل مليء بالألغام -، فالجاهل يتخبط ولا عليه، يمشي سبهللا، كيفما اتفق، ولا يدقق، ولا يحقق، ولا يحلل، كما أشار إلى ذلك المتنبي:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
بخلاف العالم أو المثقف، يقرأ كثيرا، ويفتح له في باب السؤال والاستنتاج، والتحقيق والتدقيق، والتحليل والحكم، وقد يظل عشر سنين أو أقل أو أكثر، وربما يموت، ولم يصل إلى حكم قطعي في قضية أو عدة قضايا، فلذلك صاحب العلم والمعرفة، صحيح يتعب كثيرا، لكن يتنعم بتعبه، وذاك الجاهل، صحيح مرتاح، لأنه لا يدقق ولا يحقق ولا يحلل كالعالم، لكنه يشقى بجهله ولا بد، فأن تعيش عالما مدققا محققا، طالبا للعلم والأدب والثقافة والمعرفة، وتجهد العقل بالتفكير، خير من أن ترتع في رياض الجهل، التي تعقب التخمة والتضخم والتعالي والغرور، والترف والزور، وذاك سوء على سوء، لأن مبرر التعالي منتف عند الجاهل، ولا يعني ذلك مشروعية التعالي للعالم، لكن داعيه لدى العالم أقوى بكثير من داعيه لدى الجاهل، فتدبر يا رعاك الله. 
قلت ذلك عن معايشة وتجربة في سياحتي في رياض العلم، وساحات المكتبات، وغوصي في بطون الكتب.
 والحل:
 لا تقلق، ولا تصادم ما يكون من انفعالات بسبب كثرة المقروء ومناقضته للواقع مثلا، وامشِ الهوينا، وفكر، واعمل، وجاهد في سبيل العلم والثقافة والأدب والفكر والمعرفة بوسطية الإسلام ومنهج القرآن، تفلح.
هذب نفسك بآيات القرآن، وأحاديث النبي العدنان - عليه الصلاة والسلام -، واجلدها بسياط المواعظ والتذكير، وتواضع للحق، وارحم الخلق، تبلغ طريق السلامة، وما عليك من ندامة، والسلام. 

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- الاثنين- ١٤٤٧/٢/١٠.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق