الثلاثاء، 5 أغسطس 2025

قيد الخاطر- (العيش كرجل)

قيد الخاطر- (العيش كرجل)

من يريد أن يعيش رجلا، عليه أن ينسى "صدمات الماضي"، خاصة ما كان في الطفولة، نعم هذا تنظير، والهيمنة للواقع على التنظير، فالواقع له سطوته وشدته وتحكمه، لكن الرجل فعلا من يتعالى على كل معضلة، ويحل كل مشكلة، المهم لا يستسلم.
نعم له مشاعر، له أحاسيس، لكن يتحكم في عواطفه ومشاعره. فالرجل فعلا عصي على الخضوع لمشاعره وأحاسيسه حتى تسيطر عليه، بل يسيطر عليه عقله.
فالرجل إذن عقلاني بالدرجة الأولى، والمرأة عاطفية بالدرجة الأولى. 
الرجل يستلهم من الماضي الدروس والعبر، ويؤمن بالتجارب، ويخضع ويتواضع للحق والحكمة والصواب.
الرجل ينصت ويسمع، يبذل ويضحي، يفتش عن كل محروم ليواسيه، فهو كائن اجتماعي، مؤثر، نعم ويتأثر، لكن لا ينعزل عن إفادة أسرته ووطنه، ومجتمعه وأمته.
الرجل يخطط ويدرس وينفذ، يستشرف المستقبل، ليبني غدا زاهرا، ولا يعيش كلا على أسرته أو وطنه، أو مجتمعه أو أمته.
الرجل يملك نفسه عند الغضب، والهوى، والحزن، ولا تتمادى به انفعالاته النفسية.
الرجل هو الحر فكرا، المتقد عقلا وذهنا، من يبني بعلمه، ويهدي بحلمه، ويسكِّن بهدوئه.
الرجل حقا من يقول بملء فيه "نعم" أو "لا" في موضعها، ولا يحفل بغير كرامته في حدود تحكيم الشرع والدين والعقل والمروءة. 
الرجل أول ما يحتكم للعقل، والمرأة أول ما تحتكم للعاطفة، وسيرة أمهات المؤمنين مليئة بالمواقف التي تبين أن المرأة تحتكم إلى العاطفة أكثر من الرجل، ولذلك هي "صانعة الرجال"، لأنها تدعم الطفل بعاطفتها حتى يكبر سويا في عقله، فلا يحتاج إلى حنان أعظم من الأم إلا إن كان في "الزوجة"، والزوجة امرأة لا رجل...
الرجل حقا هو ما ذكرت.
وسمات الرجولة تستحق أن تفرد في كتاب، وهذا ما حمله الخطاب على عجلة من أمري، وتشتت من فكري.

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
المدينة- الأحد- ١٤٤٧/٢/٩.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق