شذرات من بطون الكتب- (الطريق السالم إلى الله تعالى)
بين يدي كتاب جليل القدر، عظيم الخطر، ألا وهو (الطريق السالم إلى الله تعالى).
مؤلفه/ أبو نصر، عبدالسيد بن محمد البغدادي الشافعي، المعروف ب "ابن الصباغ"، ت سنة ٤٧٧، رحمه الله.
تحقيق/ حسام صلاح، و د. أحمد البشير. طباعة دار الفتح، ط١، ١٤٤٥.
وهذا الكتاب جاء تلبية لسؤال يسأل فيه السائل: ما هو الطريق السالم من الشوائب إلى الله تعالى، فبين في كتابه إجمالا ما هو الدين، وأهم الاعتقادات والعبادات، وكذا السلوك، في ترتيب متناسق دون توسع - بخلاف الغزالي في الإحياء -.
ومن مميزاته: تصدير المباحث أو الفصل بآية أو حديث، وقلة الأحاديث الضعيفة فيه - مقارنة بالإحياء -، وصغر حجمه كذلك.
أما عقيدته، فقد قال بعضهم سلفي العقيدة، ونصر محقق الكتاب أنه أشعري.
وهذه بعض الشذرات من هذا الكتاب الطيب المبارك:
١- أفضل الأمة العلماء، فإنهم ورثة الأنبياء، قال الله سبحانه: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم). ١٣٩.
٢- وإنما يتمكن الإيمان من القلب بطول الفكرة. ١٥٤.
٣- وقال الحسن: "باليقين عبد اللَّه، وباليقين طلبت الجنة، وباليقين هرب من النار". ١٧١.
٤- ليس الغرض من الصلاة أفعال الأبدان، والأذكار باللسان، وإنما الغرض الذكر بالقلب والخشوع. ١٨٠.
٥- وقالت امرأة عثمان حين دخل عليه: "لئن قتلتموه، لطالما أحيا الليل بركعة يقرأ فيها القرآن". ٢١٣.
٦- وروي عن الأوزاعي أنه قال: كان علي بن عبدالله بن عباس يسجد كل يوم ألف سجدة. ٢٣٦.
٧- واعلم أن جماع الخير في الزهد في الدنيا، وحبها رأس الخطايا. ٢٦٧.
٨- وحكي أن المسيح - عليه السلام - قال: "الدنيا قنطرة، فاعبروها، ولا تعمروها". ٢٧٠.
٩- عادة الله تعالى مع عباده أن الخائف من الفتنة، معان، لأن ذلك من الطاعات والعبادات. ٢٧٩.
١٠- وقد قيل: "من أيس من شيء، استغنى عنه". ٣٠٥.
١١- قال الحسن رحمة الله عليه: "حق لامرئ الموت مورده، والساعة موعده، والوقوف بين يدي الله عز وجل مشهده، أن يطول حزنه وحسرته". ٤٥٩.
١٢- وقال الحكم: "من كثرت ذنوبه، ولم يكن له من العمل ما يكفرها، ابتلاه الله بالحزن، ليكفرها عنه". ٤٦٣.
١٣- الحياء من الناس طبع، والحياء من الله سبحانه معرفة وعلم، فمن لا يحركه طبعه للحياء، لا يحركه علمه. ٤٧٥.
١٤- وقال بعض الشعراء:
قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشبِ * إن الحريص على الدنيا لفي تعب
لو كان يصدقني ذهني وفكرته * ما اشتد حرصي على الدنيا ولا نصبي
أسعى وأكدح فيما لست أدركه * والدهر يقدح في زندي وفي عصبي. ٤٨١.
١٥- وقال بعض العلماء: "قد يدخل الرجل ذنبُه الجنة". ٥٢٩.
١٦- الكبائر لا تكفرها الصلوات في الشريعة. ٥٣٣.
١٧- واعلم أن الدعاء المسموع كان عن الإخلاص والخضوع، ولا يسمع الدعاء والقلب ساه. ٥٥٤.
١٨- ينبغي أن تنصح أخاك المسلم وتأمره من فعل الخير بما ينفعه، وإن لم تفعله أنت. ٦٠٢.
١٩- وقيل لمحمد بن المنكدر: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان. ٦٠٦.
٢٠- وقيل لبعض الحكماء: فلان بعيد الهمة، قال: إذن لا يرضى بمنزلة دون الجنة. ٧٣٢.
تم بحمد ربي تعالى.
بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي.
الدوداء- السبت- ٨ صفر، ١٤٤٧.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com