الجمعة، 8 أغسطس 2025

قيد الخاطر- (التعاملات الإنسانية بين "المادة" و "الإسلامية")

قيد الخاطر- (التعاملات الإنسانية بين "المادة" و "الإسلامية")

أكتب الآن هذه الخاطرة وأنا على "الوسادة"، وهي من الألفاظ الشائعة عند العامة، وهي لغة فصيحة...
أقول:
في منطق العقل وعند العقلانيين: التعامل مع الناس يكون وَفق المصالح، وهو تعامل مقايضة، كما يقولون في المثل الشعبي: "اقطع لي، واقطع لك"، يعني: أفدني، وأفيدك، تبادل مصالح...
في منطق الشرع الأمر أسمى من ذلك في العلاقات الإنسانية، فهي "إنسانية" لا "مادية"، ولا انفكاك بين الإنسانية والإسلامية، فكل إسلامي، هو بالضرورة إنساني، يقول تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)...
ففي المنطق المادي العلاقات الإنسانية "تبادل مصالح"، وفي المنطق الإسلامي "يا عُقْبةُ، صِلْ مَن قَطَعَك، وأَعْطِ مَن حَرَمَك، وأَعرِضْ عمَّن ظَلَمَك"، المسند، فهي "تبادل مصالح"، ولكن وفق مقتضيات الشريعة الغراء، تعامل إسلامي، لا مادي، وقليل من عباد الله من يمشي وفق شريعته الكاملة، فلا يخطو إلا على "قانون المادة"، لا يصاحب ولا يتعامل، ولا يأخذ ولا يعطي إلا وفق "المادة" و "المادة" فحسب!
وقد رأينا هذا الصنف من الناس كثيرا - لا كثرهم الله -، يدعي الصحبة، ولكن عند المواقف تتكشف الحقائق، والحقيقة تكشف الزيف، وتخرج المخبأ، وتدل على بعض ما في الصدور...فمنهم، ومنهم، ومنهم، القائمة تطول ولن أعدد تلك المواقف الآن، في مقال قادم إن شاء الله أفصل في ذلك بحول الله...

بقلم/
أبو عبدالملك عبدالرحمن بن مشعل العوفي الحربي. 
الدوداء- الجمعة- ١٤٤٧/٢/١٥.
Abdurrahmanalaufi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق